كلمات عاشوراء - في الليلة الأولى من محرم 1441ه

  • شارك
  • تاريخ الحلقة
    2019-08-31
  • التقييم
  • موضوع الحلقة
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ‏ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيارالمنتجبين، وعلى ‏جميع الأنبياء والمرسلين‎.‎
    السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبدالله يا بن رسول الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً ‏سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم‎.‎
    ‎ ‎السلام على الحسين وعلى عليٌ بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين‎.‎
    الإخوة والأخوات السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، وعظّم الله أجوركم وبارك الله فيكم‎.‎
    أنا الليلة أريد أن أقسم خطابي إلى قسمين، القسم الاول: عن التطورات السياسية والقسم الثاني: عن المناسبة‎.‎
    لذلك كمدخل إلى المناسبة والحديث عن المناسبة أتركه في بداية القسم الثاني، وأقدم القسم الأول باعتبار أن بعض ‏وسائل الإعلام مهتمة بنقل هذا القسم، وعندما ننتهي منه وننتقل إلى القسم الثاني هنا على راحتهم‎.‎
    لا شك أنه منذ ليل الأحد الماضي لبنان يعيش في مرحلة جديدة وفي أوضاع خاصة، وكذلك العدو الإسرائيلي ‏وحالة الترقب القائمة على مستوى كل المنطقة‎.‎
    سوف أتكلم في القسم الأول باختصار، أولاً: يجب أن نقدر عالياً الموقف الرسمي اللبناني، إبتداءً من فخامة رئيس ‏الجمهورية منذ الساعات الأولى ومنذ اللحظات الأولى كان عنده موقف واضح وعالي، واعتبر أن العدوان هو ‏اعلان حرب‎.‎
    مواقف أيضاً دولة رئيس مجلس النواب المعروفة والواضحة، وهو أصلاً عندما نتحدث عن الضاحية وعن ‏المقاومة هو جزءٌ من ذلك كله، وتوج الموقف بما أعلنه اليوم في خطابه في ذكرى إخفاء الإمام وأسر الإمام القائد ‏السيد موسى الصدر ورفيقيه وأخويه‎.‎
    مواقف أيضاً دولة رئيس مجلس الوزراء التي كانت أيضاً مواقف متقدمة وجيدة ومهمة‎.‎
    الموقف الذي أعلنه المجلس الأعلى للدفاع باعتبار ما جرى إعتداء، والأهم هو تثبيت حق اللبنانيين في الدفاع عن ‏النفس وعن سيادتهم وعن أرضهم‎.‎
    مواقف مختلف القوى السياسية والمرجعيات الدينية والأحزاب، والموقف الشعبي العام، هناك إجماع وطني في ‏الحد الأدنى حول إدانة ما حصل واعتباره عدواناً على لبنان، هذا طبعاً له قيمة سياسية وأخلاقية عالية جداً‎ .‎
    في الساعات الأولى، طلع بعض الأشخاص الذين لا قيمة لهم ليشككوا في حقيقة ما حصل، ويبثوا إشاعات كاذبة، ‏ولكن في كل الأحوال كل شيء اتضح سريعاً، وعلى كل حال نتنياهو في الأمس واليوم عملياً تبنى العمل ‏العدواني في العراق وفي سوريا وفي لبنان، هذا الموقف الرسمي والمرجعيات الدينية والأحزاب والقوى السياسية ‏والموقف الشعبي والرأي العام هو مسألة مهمة جداً وموقف متقدم جداً ، وعند العدو الإسرائيلي له قراءته ودلالاته ‏المهمة، لأن من المسائل التي يشتغل عليها دائماً العدو هو محاولة تحريض الناس على المقاومة وتحريض ‏الدولة على المقاومة، وتحريض بيئة وجمهور المقاومة على المقاومة‎.‎
    ‎ ‎الجواب الأول منذ الساعات الأولى إلى اليوم هو جواب قوي وممتاز ومحكم وتاريخي‎.‎
    طبعاً في هذا السياق، يجب التوقف بخصوصية عند إعلان الرئيس نبيه بري اليوم ودعوته لأفواج المقاومة ‏اللبنانية"أمل" أن تكون في أتمّ الجهوزية، هذا يعني أن المقاومة بكل حركاتها وبكل فصائلها وبكل جمهورها ‏ومؤيديها ومن تتشكل منهم هي في موقف صلب ومتين ومتماسك، ويقطع الطريق على أي أوهام عند بعض ‏الواهمين‎.‎
    النقطة الثانية التي أريد أن أذكرها: تعقيب على ما قلته في يوم الأحد، مثلاً أنا قلت الرد سوف يكون في لبنان ‏وليس في مزارع شبعا‎.‎
    ‎ ‎خلال الأيام الماضية، الكثيرون كان لديهم تحليل ماذا يعني في لبنان وليس من لبنان؟ هذا لا يحتاج إلى هذا ‏المقدار من التحليل، الرد من لبنان، منذ أيام زمان كان هناك أستاذ نحو إذا كان لا يعرف بالضبط ما هو الاصح، ‏فيذهب إلى الطلاب ليقول لهم مثلاً أن القاعدة النحوية هكذا، ثاني يوم يأتي إليه الطلاب ليقولوا له: يا إستاذ القاعدة ‏هي "غير شكل"، فيقول لهم: كلا، الذي قلته لكم أنا رأيي البصريين وهذا الذي تقولونه هو رأي الكوفيين، طبعاً ‏توجد مدارس نحوية‎.‎
    لا نريد أن نعذب قلبنا كثيراً، المقصود الرد من لبنان، البعض ذهب في التحليل إلى القول أن الرد في لبنان يعني ‏الرد على عملاء "إسرائيل" في لبنان، موضوع عملاء "إسرائيل" في لبنان ليست مسألة تأتي في سياق الردود، ‏بل هي مسألة يومية في اي وقت ينكشف لنا أو لأي جهة في لبنان معلومات أو معطيات عن عميل ما، تُقدم ‏الأجهزة الأمنية أو تكتشف الأجهزة الأمنية شيئاً من هذا، يعملون الإجراء ويعتقلوه ويوقفوه ويسجنوه أو يحولوه ‏على القضاء، هذا موضوع آخر، لذلك لا يوجد داعٍ كي يتعبوا قلبهم بالتحليل، أنا المصنف الذي قلته الرد في لبنان ‏أقصد ان الرد من لبنان‎.‎
    في موضوع مزارع شبعا: وليس في مزارع شبعا، باعتبار أنه دائماً وسابقاً ردودنا كانت في مزارع شبعا، في ‏مزارع شبعا، يعني الرد على عملية شهداء القنيطرة والرد على استشهاد الشهيد سمير القنطار كان في مزارع ‏شبعا، عادةً كنا نرد هناك، أنا أحببت أن أقول أن الرد سوف يكون مفتوحاً‎.‎
    أيضاً، بخصوص "في" و "من" نوضحها أكثر، ونقول: أن المقصود بأن الرد من لبنان هو ليس شرطاً في ‏مزارع شبعا، هكذا يكون أدق، يعني يمكن في مزارع شبعا ويمكن في أي مكان على طول الحدود، هم في الأيام ‏الماضية اعتبروا أن مزارع شبعا خارج دائرة الرد فاطمئنوا، ومع انهم مطمئنين كانوا أمس في الليل مرعوبين ‏كثيراً، وكل الليل كانت هناك قنابل مضيئة وعملوا حرائق، وهذا حصل مع أننا قلنا لهم أن الرد ليس في مزارع ‏شبعا، الآن منذ الليلة نقول لهم: ليس شرطاً في مزارع شبعا، وإنما الرد قد يأتي من أي نقطة او من اي مكان، ‏وبالتأكيد مزارع شبعا هي مزارع لبنانية وارض لبنانية محتلة، ويجب العمل دائماً من أجل تحريرها‎.‎
    النقطة الثالثة: أيضاً لمزيد من التبيان، أنا تكلمت عن موضوع المُسيّرات، وفيما بعد في بعض اللقاءات الداخلية ‏تكلمت وتم تسريب شيء، عادةً التسريبات لا تكون دقيقة، لذلك هذا الأمر أيضاً يستحق التبيان والتوضيح، لأنه ‏على كل حال الذي تكلمنا عنه في يوم الأحد كله كان رسائل مختصرة‎.‎
    في موضوع المُسيّرات، الذي انا قلته الآن أرجع أؤكد عليه، أنه أولاً: هذا الموضوع نحن صبرنا عليه طويلاً، بعد ‏تحرير ال2000 بقيت المُسيّرات تملأ سماء لبنان حتى بعد ال2006، ويومياً توجد خروقات إسرائيلية على هذا ‏الصعيد، خروقات للسيادة اللبنانية، وأيضاً هي خرق أمني لأنها تأتي وتجمع معلومات عن كل شيء في لبنان، ‏عن كل شيء وليس فقط عن المقاومة‎.‎
    أول الرد على الإعتداء بالمسيرات المفخخة على الضاحية الجنوبية يجب ان يكون بدء مرحلة جديدة أسمها: أنه ‏يجب ان نعمل على إسقاط المسيرات الإسرائيلية في السماء اللبنانية، بمعنى أن هذا يجب أن يكون حقاً واضحاً ‏وبيناً، ويجب أن يُعمل هذا الحق، هذا حق منذ البداية،لكن لم يُعمل به، ولم يُعالج، ومجلس الأمن الدولي والمجتمع ‏الدولي وكل الدول التي الآن تتصل "وتدقدق" والسفارات التي تتصل "وتدقدق"، منذ عام 2000 " الآن شو بدنا ‏بال 2000" إلى اليوم لم يبذلوا أي جهد لوقف الخروقات الإسرائيلية في الجو، هذا الذي نقوله، على أنه من حقنا، ‏هذا لا يعني أنه كلما تطلع مُسيّرة في سماء لبنان نحن نريد ان نُضربها ونُسقطها، حتى نكون واضحين ليكون ‏الخطاب واضحاً، يمكن كل يوم أو كل جمعة أو كل جمعتين أو أكثر أو أقل أو كل ساعة، المهم أن يشعر ‏الإسرائيلي أن الجو ليس مفتوحاً أمامه، ومسيراته تذهب وتجيء كما تحب وعلى أي علو. الآن في بعض ‏المناطق بدأت المُسيّرات "تعلّي أكثر"، بدأنا نأخذ نتيجة بالحد الأدنى، حسنا، فنحن.. لم أقدم إلتزام لأنني مزحت ‏مع بعض الإخوة في اللقاءات الداخلية وقلت لهم، أنه على مواقع التواصل الإجتماعي كلما تطلع مُسيّرة فوق ‏الضيعة يكتبون يا سيد فوق ضيعتنا يوجد مُسيّرة، نحن بطبيعة الحال نريد أن نعمل بأداء معين، تكتيك معين ‏وبشكل محدد، وإلا إذا ألزمنا أنفسنا أنه كلما خرجت مُسيّرة يجب أن نضربها، يعني منذ الآن الاسرائيلي سيرسل ‏عشرات المُسيّرات حتى يستنفد إمكانيات الدفاع الجوي الموجودة لدى المقاومة على ما هو موجود عند المقاومة، ‏ونحن يجب أن نعمل بإرادتنا، بتقديرنا، نحن ننتخب المكان والزمان ومتى، والحيثيات، والمهم أن نصل الى ‏النتيجة التي تقول للعدو، أنت لست مرتاحا في الجو، لأنه في أي لحظة من اللحظات وأي ساعة من الساعات ‏بإعتبار هذه مرحلة جديدة فتحت قد تتعرض مُسيّرتك للضرب والإسقاط، هذا حجم الموضوع من أجل أن لا نرتب ‏عليه نتائج أكثر‎.‎
    النقطة الرابعة، بعد أن تبين أن ما قام به العدو الاسرائيلي وما قام به نتنياهو في الضاحية الجنوبية، هو عدوان، ‏كُشف هذا العدوان. الآن نحن صححنا قبل أيام، يعني يوم الاحد عندما تكلمت أنا، يعني المعطيات الاولية للمُسيّرة ‏التي وقعت في أيدي الإخوة، التفتيش الأولي للبدن والبنية، لم يكن يظهر فيها عبوة ناسفة أو متفجرات ولذلك ‏إعتبرناها أنها طائرة إستطلاع وأن الطائرة الثانية هي العملياتية، لكن يوم الاثنين عندما أتى الخبراء وقاموا ‏بتفكيكها جيداً ووجدوا في داخلها عبوة، "مثل ما نزل بالبيان" 5 كيلو ونصف سي 4، شديدة الانفجار، ومحكمة ‏ومخبأة داخل المُسيّرة بشكل دقيق وقوي جداً ومتين جداً فتبين أن الاولى للتفجير والثانية أيضا جاءت للتفجير، ‏هناك على كل حال إحتمالات، إخواننا قاموا بتحقيقاتهم وقراءتهم، ومخابرات الجيش اللبناني تعكف على قراءة ‏هذا الأمر، ممكن ان نصل الى نتيجة، واحدة من الفرضيات أن هذه المُسيّرات كانت في وسط الليل ستهبط وتلقي ‏العبوة- تقوم بتفكيكها بشكل أيضا متقن جدا- وتضعها حيث تريد أن تضعها، وتأتي الطائرة الثانية وتفعل ذلك ‏وتغادران في وسط الليل، ولذلك لونهما أسود، وبعد ذلك تقوم مُسيّرة أخرى في السماء بالتفجير بالهدف الذي ‏يريدون أن يفجّروا فيه، وبالتالي نكون أمام عملية تفجير بدون بصمات ولا دليل، وتخرج إسرائيل لتقول، ما ‏الدليل الاسرائيلي؟ يمكن أن يكون أي أحد دخل على الخط، ممكن التكفيريين، وممكن جماعة إرهابية، وممكن ‏أي أحد، ولكن من لطف الله سبحانه وتعالى بنا، أنه ليس فقط دفع البلاء ولم يسقط شهداء وجرحى، بل أيضاً أدى ‏الى كشف العملية بالكامل وإضطر الاسرائيلي، من أول ليلة جماعتهم بالعالم العربي وبعضهم في لبنان حاولوا أن ‏يقولوا أمراً آخر، يعني مثلا من السخافات التي قالوها، إن هذه طائرات لحزب الله ودخل عليها الاسرائيلي ولعب ‏فيها وفجّرها، وأخرون قالوا إنها طائرات إيرانية وكل هذه السخافات. نحن موجودون في الضاحية ولا زلنا نحتاج ‏الى ساعات لنفهم بالضبط ما الذي حصل، هناك أناس إكتشفوا لوحدهم ما الذي حصل. على كلِ الاسرائيليين هم ‏الآن يتحدثون في إعلامهم منذ الساعات الاولى عن العملية وعن أهداف العملية ويتحدثون عن أهداف محددة في ‏العملية وما شاكل، حسنا نحن أمام عمل إسرائيلي وعدوان إسرائيلي واضح، ما هي الشمّاعة التي يعلق عليها ‏نتنياهو ؟ يعني أنا أحب أن أشرح هذا الموضوع مجددا لأهلنا وشعبنا اللبناني ولكل المستمعين وأيضاً ‏للإسرائيليين أنفسهم الذين يخدعهم نتنياهو ويكذب عليهم، الشمّاعة هي قصة مصانع صواريخ دقيقة، ولذلك في ‏الأيام الأولى وسائل الاعلام الاسرائيلية، بعض الصحف الاسرائيلية التي تُعطى معلومات من أجهزة المخابرات ‏أو الجيش الاسرائيلي أو ما شاكل قالوا بـأن الهدف هو مصنع للصواريخ الدقيقة موجود هناك، والكل يعرف أنه ‏لا يوجد لا مصنع صواريخ دقيقة ولا مصنع صواريخ هناك ولا مصنع أحذية ولا مصنع ألبسة، لا يوجد مصنع ‏هناك، بعد ذلك بدأوا يعدلون الموضوع ويقولون المقصود هو هدف يرتبط بصناعة الصواريخ الدقيقة. هذه شماعة ‏الصورايخ الدقيقة، أريد أن أعيد وأوضح هذا الموضوع رغم أنني تكلمت عنه في يوم القدس، مجددا لو كان لدينا ‏مصانع صواريخ دقيقة كنت قبل هذا الوقت خرجت لاقول نحن حزب الله لدينا مصانع صواريخ دقيقة، بلا وجل ‏وبلا خوف وبكل فخر وإعتزاز، لو كان لدينا، لأنه أولا هذا من حق المقاومة في لبنان ومن حق اللبنانيين وليس ‏لأحد الحق في نقاش هذا الأمر، الاسرائيلي الذي يصنع الاسلحة النووية ويصنع أسلحة كيميائية ويصنع أسلحة ‏محرمة دوليا لا يجوز له أن يأتي ويرفع يافطة ويناقش ويقول أنه في لبنان المقاومة تصنع صواريخ دقيقة ولديها ‏مصانع صواريخ دقيقة، ليس له حق، وهذا من حقنا ولكن نحن ليس لدينا شيء من هذا القبيل، ليس لدينا مصانع ‏صواريخ دقيقة، هذه كذبةـ هذه شماعة يعتمدها نتنياهو لممارسة العدوان، سأقول كيف بعد قليل، ولذلك أنا قلت في ‏أكثر من مناسبة أنه نحن لدينا من الصواريخ الدقيقة ما يكفينا، وليس لدينا مصانع صواريخ دقيقة، وأنا عندما أنفي ‏هذا الأمر نفيا قاطعا لا يمكن أن أعرض المصداقية، أنا لا أتحدث عن مصداقيتي كشخص، وإنما عن مصداقية ‏حزب الله، عن مصداقية المقاومة المتراكمة منذ 37 سنة، لو كان لدينا مصانع صواريخ دقيقة أقول للبنانيين ‏وللإسرائيليين وللعالم، وإذا يوم من الايام إن شاء الله أصبح لدينا مصانع صواريخ دقيقة أنا سأقول ذلك بكل فخر ‏وبشكل معلن وبكل إعتزاز، لأنه هذا من عناصر القوة، من إمكانيات القوة. الآن لماذا نتنياهو يريد هذه الشماعة؟ ‏يريد أن يبحث عن حجة للإعتداء، منذ ال2006 بسبب توازن الرعب والردع والخوف لم يحصل شيء، يريد أن ‏يبحث عن حجة، ليقصف ويعتدي ويغيّر المعادلة لينسف قواعد الاشتباك، ليفرض قواعد إشتباك جديدة، ليس لديه ‏حجة، لم يقم أحد بعمليات على الحدود، ولم يطلق أحد النار على الحدود، ولم يطلق أحد صواريخ على الحدود، ‏بالوقت الذي لدينا الف حجة، لأنه هو لديه كل يوم خرق جوي وخرق بحري وأحيانا خرق بري، لكن نحن نترك ‏هذا الأمر تعالجه الدولة والجيش اللبناني الموجود على الحدود واليونيفيل، وهذه الالية ال 1701، فإذا هو يبحث ‏عن حجة وعن حجة بهذا الحجم ليقنع شعبه وكيانه بأن الأمر يستحق المغامرة والمخاطرة، ليقنعهم بأنه يقوم بعمل ‏عظيم، وبعمل جبار، ولذلك الان يكذب عليهم ويقول أننا من خلال العدوان في الضاحية الجنوبية عطّلنا مشروع ‏مصانع الصواريخ الدقيقة ودمّرنا وما شاكل، ومن هنا، وبالحد الأدنى لسنة للأمام، هذه اوهام نتنياهو وأوهام ‏الإسرائيليين وهو يتلاكم مع الهواء، هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق، قد يسهدفون بعض الأهداف هنا أو ‏هناك، بعض الأهداف قد يكون لها صلة بعتاد المقاومة وتجهيزاتها ولكن ليس لها صلة بشيء اسمه مصانع ‏الصواريخ الدقيقة. ‏
    ما يُخشى منه، أنا أحببت أن أتحدث بهذا الموضوع بوضوح وشفافية وبكامل المسؤولية حتى أقول هذه شمّاعة، ‏هذه شمّاعة يعلق عليها نتنياهو عدوانه، هذه حجة كبيرة يحاول أن يقدمها للمجتمع الدولي وللكيان الغاصب أيضاً ‏وللمستوطنين في الكيان الغاصب بأن الأمر يستحق المغامرة والمخاطرة وأنه يدافع عنهم أمام تهديد كبير. هو ‏يكذب عليهم، التهديد الكبير قائم وحصل. ‏
    وأنا أعود وأقول الليلة، ما نحتاجه في أي مواجهة صغرى أو كبرى من صواريخ دقيقة نحن نملكه في لبنان، أنت ‏تبيع هواء، تبيع كذباً، تبيع نفاقاً، لأناسك وللمجتمع الدولي. تحاول أن تقدم حجة أيضاً تكذب فيها على بعض ‏ضعاف النفوس في لبنان. ‏
    النقطة الأخيرة بهذا الشق الأول – الشق السياسي – موضوع الرد، طبعاً ضرورة الرد هذا شيء محسوم، وأعتقد ‏من خلال حتى الخصوم، حتى الأعداء، حتى في الوضع الدولي والوضع الإقليمي، خلال الأيام الماضية الذين ‏كانوا يتكلمون مع مسؤولين في الدولة أو يرسلون لنا، الكل يقول أنه يتفهم أنه أنتم محتاجين أن تردوا، أنتم ‏معنيين أن تردوا، لكن يا أخي إذا أمكنكم عدم الرد يكون أفضل، وإذا كان لا بدّ من الرد "ظبطوها"، يعني ‏‏"عينونية"، والإسرائيلي مقتنع بالـ"عينونية"، وهناك شيء مضحك في هذا المجال، بعض الرسائل التي وصلتنا ‏‏– لا أريد التكلم الآن عنها، نتكلم عنها لاحقاً – وصولاً إلى المضحك الذي هو الآلية التي تقودها دمية، يعني لسان ‏حال الإسرائيلي "اضربوا افعلوا أي شيء فلننتهي من هذه القصة" يريدون أن "يمرروها هكذا". في الوقت، ‏الموضوع بالنسبة لنا ليس موضوع رد اعتبار وإنما الموضوع يرتبط بتثبيت معادلات، بتثبيت قواعد اشتباك، ‏بتثبيت منطق الحماية للبلد وإلا أنا أحب أن أقول للناس صراحةً حتى لو سيخافون لا بأس، هذه المُسيّرات التي ‏استخدموها التي هي على طريقة المروحية، هذه ليس شرطاً عندما تهبط، تهبط بانحناء، هذه تهبط عمودياً، مثل ‏المروحية تماماً، وهناك أفلام، بعض التلفزيونات، بعض مواقع التواصل وضعوا أفلام لها، بحيث أنه يستطيع ‏الإسرائيلي في أي مكان إذا تبقى السماء مستباحة أن يُركّب عبوة على هذه المروحية ويهبط على سطح أي بيت، ‏على سطح أي بناية، على سطح أي بيت في أي ضيعة، على سطح أي شاحنة أو سيّارة أو آلية معينة، على بوابة ‏أي مزرعة، على مدخل أي بناية، يزرعها، تهبط وتزرعها ليلاً وترحل ولا أحد يشعر بها، والمٌسيّرة الثانية التي ‏في السماء تنتظر الهدف وتفجر فيه وبالتالي هذا الموضوع إذا سُمح له، هذا لا يفتح باب لضرب إمكانات ‏وتجهيزات، هذا سيفتح باباً أمام الاغتيالات في لبنان، وآخر شيء تضيع "الطاسة" لأنه لا يوجد بصمة، لا يوجد ‏دليل، لا يوجد أثر. اليوم هو لم يعد بحاجة إلى عميل يأتي لك بسيارة مفخخة أو عميل يزرع لك عبوة، بكثير من ‏المناطق يقدر أن يرسل هذه المُسيّرة، وهذه التجربة التي فشلت من أول يوم واتضحت الآن، ويمكن هذا الذين ‏يعملون عليه بالعراق، لا نعرف. فهذه المُسيّرات بالعكس هي تفتح باب القتل، باب الاغتيال، باب الإرهاب على ‏امتداد الساحة اللبنانية ولذلك لا يمكن التسامح مع هذا الأمر، الإسرائيلي يجب أن يدفع ثمن اعتدائه، الآن الأمور ‏كلها تكون في إطار ونطاق المسؤولية. ‏
    إذاً لا بد من الرد وهذا واضح. ‏
    كل التهديد والتهويل لن يمنع حصول رد من المقاومة. الآن خلال الأيام الماضية المحللين، الكتّاب، الصحافيين، ‏الناس، مواقع التواصل، كل شخص يحلل أنه ماذا سيكون الرد؟! عند الاسرائيليين هناك نقاش على مدى الساعة. ‏المقاومة ليست معنية أن تقول ما هو الرد، ولذلك كل ما ينقل لكم في وسائل الإعلام أو يقوله أصدقاء، أو مقربون ‏هو غير صحيح، هو غير دقيق، هو ليس مبنياً على معلومات وإنما مبني على تكهنات وعلى احتمالات ‏وتحليلات وهو لا يلزم المقاومة بشيء، هناك أناس يرفعون السقف، هناك أناس يخفضون السقف، هناك أناس ‏يضعون السقف على الوسط. على كلٍ، هناك أناس يقولون سيكون الرد هكذا أو كذلك. أنا أقول لكم أيضاً بكل ‏صدق كما تعرفونني، هذا الأمر لا يعرفه إلا قلّة ونحن ليس لدينا مصادر ولسنا معنيين بتقديم معلومات ومعنيون ‏جداً بأن يبقى العدو حائراً كما هو الآن حائراً، لأنه نحن تركنا كل الاحتمالات مفتوحة، يعني الذي يرفع السقف ‏ممكن أن يكون يُلزم البلد ويرفع التوقعات، الذي يُخفّض السقف ممكن أن يكون يطمئن العدو بالمجان. لذلك في ‏هذا السياق أنا أؤكد لكم كلها تكهنات وتحليلات لا أساس لها من الصحة، المسألة هي الآن وقبل الآن لكن بالتأكيد ‏هي في يد الميدان، هي في يد القادة الميدانيين الذين يعرفون ما عليهم أن يفعلوا، ما هي الفكرة، ما هو الطرح، ما ‏هو المشروع، ما هو الأفق، ما هي الحدود، والأمر يحتاج فقط إلى دعائكم إن شاء الله، الدعاء بالتوفيق والدعاء ‏بالنصر والدعاء بردع هذا العدو وإفهام هذا العدو أن بلدنا ليس بلداً للاستباحة.‏
    قبل قليل كنت أستمع لخطاب فخامة الرئيس، كان يؤكد على هذه الفكرة، أنه يجب أن نثبت للعالم كله أن لبنان ‏ليس بلداً للاستباحة، هذا ما سيحصل إن شاء الله بعونه سبحانه وتعالى. ونحن يجب أن نكون في كل الأحوال ‏جاهزين ومستعدين للتعاطي مع كل الفرضيات والاحتمالات وردود الأفعال. أنتم تعرفون هذه المقاومة، هي ‏كذلك، هي الآن تتصرف بشجاعة وبحكمة وبدقة وبمسؤولية والباقي على الله. ‏