أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يبدو أننا بحاجة طالما تحدثنا أننا في حالة حرب أو معركة مع الكورونا ومع تطور الاحداث في لبنان ومن حولنا ومع غياب الإحتفالات والمناسبات والمهرجانات وإطلالة الأخوة في هذه المناسبات، قد تكون هناك حاجة بين الحِين والآخر أن أزاحمكم وأتحدث معكم وآخذ قليلاً من وقتكم، كل أسبوع ، 10 أيام، أكثر، أقل، حسب الحاجة أو المستجدات، وفي هذا السياق يأتي حديث هذه الليلة بناءً على المستجدات الحاصلة.
قبل البدء، أودّ أن أشير إلى بعض المناسبات الدينية وغير الدينية، في مثل هذه الأيام واللّيالي ذكرى المبعث النبوي الشريف والذي هو من الأحداث العظيمة في تاريخ البشرية، ذكرى الإسراء والمعراج على اختلاف الأقوال والرّوايات في تاريخ المبعث وفي تاريخ الإسراء والمعراج، هاتان المناسبتان للتبريك، ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، هذه مناسبة للتعزية، عيد الأم، التبريك لكل الأمّهات خصوصاً هذه الأيام، الكثير من العائلات محجوزة في بيوتها والأمّهات تحمل مسؤوليات إضافية إضافةً الى جانب الهمّ العاطفي والنفسي والقلق على فلذات أكبادهن، لهنّ كل التحية.
وأيضاً من المناسبات في هذا اليوم بدء السنة الجديدة على التوقيت الهجري الشمسي، هناك العديد من الشعوب الإسلامية في العالم وفي مقدمها الشعب الإيراني العزيز والمظلوم يحتفلون ويعتمدون التوقيت الهجري الشمسي واليوم هو بداية عامهم الجديد، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يدفع البلاء والمرض والأخطار والمصائب عن كل الناس إن شاء الله، عن كل البشرية، عن كل شعوب العالم.
أنا لدي موضوعان للحديث هذه الليلة، الموضوع الأول ما استجدّ وما حصل وما شغل البلد خلال الأيام القليلة الماضية وما يُعرف بقضية العميل عامر الفاخوري، والموضوع الثاني هو استكمال لمعركتنا جميعاً مع الكورونا.
أبدأ بالموضوع الأول، طبعاً الحاجة للحديث عن الموضوع الأول تنطلق من إحترامنا للرأي العام، في نهاية المطاف هناك أخبار كاذبة بعضها صحيح، بعضها كاذب، بعضها غير دقيق، هناك شائعات، إتهامات، تشكيكات، تحليلات وإستنتاجات وتؤدي إلى تضليل الرأي العام أو تشويه الصورة عند الرأي العام.
وثانياً، التوجه إلى جمهور المقاومة بالتحديد، لأنه هو الجمهور المستهدف منذ سنوات للعمل على وعيه، على بصيرته، على صبره، على التزامه، على ايمانه، على ثقته، هذا معلوم، العدوّ والخصم والكل يقول منذ سنوات نحن نريد أن نعمل على هذه النقطة بالتحديد لأنّ أغلى ما في المقاومة وفي جمهورها هي هذه الثقة المتبادلة، عندما يدفع الآباء والأمهات أولادهم إلى المقاومة ليقاتلوا ويُستَشهدوا، هذا يحتاج إلى ثقة كبيرة جداً، العدوّ والخصم يعملان على زعزعة هذه الثقة وضرب هذه الثقة، ولذلك مسؤوليتي أنا ومسؤولية كل إخواني وأخواتي أن ينتبهوا لهذه النقطة وأن يواجهوها. الآن البعض يمكن أن يقول في الأصل لماذا يخرج السّيد ليدافع!.؟ قصّة انه يدافع أو يهاجم ليست هذه الحيثيّة، الحيثيّة هي أنّ هناك معركة على وعي الرأي العام، موقف الرأي العام وفهم الرأي العام، لكن الأهم عندي وعندكم هو المعركة على ثقة وإيمان، الإيمان الرّاسخ والثقة الكبيرة التي تستند إليها المقاومة وعلى قاعدتها تبني الجهوزية وتبني الرّدع وتواجه الإسرائيلي وتحضُر في السّاحات وتدافع عن البلد وسيادته وكرامته وحرّيته وتواجه المشاريع الأمريكية والصهيونية والإرهابية والتكفيرية في منطقتنا هذا هو السّند الحقيقي، الناس! الذين نحترم عقولهم وقلوبهم ومشاعرهم وتعنينا كثيراً إبتسامتهم ودمعتهم هذه هي حقيقة عندما نعالج هذا النوع من القضايا، إذاً هذا المدخل.
طبعاً، السبب المباشر أنه منذ اللّحظة الأولى لصدور قرار إسقاط التُّهم الموجهة إلى العميل المجرم وبالتالي إخلاء سبيله، حصلت حملة طويلة عريضة، واحد من إستهدافاتها كان الثنائي أمل وحزب الله مع التركيز خلال الأيام الماضية على حزب الله أكثر، هذا ما يدعوني إلى أن أقارب الموضوع من هذه الزاوية ومن زاوية أن هذه القضية كبيرة، وطنية، مهمة، فيها الكثير من الدّلالات والعِبَر والدّروس والإستنتاجات التي يجب التوقف عندها والإستفادة منها لأيامنا الآتية، المعركة لم تنته، هذه جزء وتفصيل من تفاصيل المعركة التي كانت قائمة وما زالت وهي مستمرة.
بالموضوع الأول موضوع هذا العميل، انا أريد أن أتحدث أولاً عن الوقائع، وثانياً عن بعض الإستنتاجات والتعليقات، وثالثاً أختم بخاتمة.
في الوقائع، الحديث عن صفقة، نحن لا علم لنا بوجود صفقة، بل ما نعلمه هو عدم وجود صفقة، يعني هناك فرق، ممكن أن تكون هناك صفقة ونحن ليس لدينا علم، فأولاً أنا اتدرّج صعوداً، أنا أقول نحن لا علمَ لنا بوجود صفقة خلف إطلاق سراح العميل، لا علم لنا، ثانياً، ما نعلمه أنه لا يوجد صفقة والآن سأقول ماذا حصل، وبالتالي نحن لسنا طرفاً في صفقة، ولم نكن جزءًا منها، ولم نغضّ الطّرف عنها، ولم نسكت عليها، ولم نغطها، ولم ولم... لأنه لا يوجد صفقة أساساً، مثل ما يقولون بالمنطق "سالبة بانتفاء الموضوع"، أوّلاً فلتكن هناك صفقة لنتحدّث من عقد الصّفقة ومن كان طرفاً فيها وجزءاً منها وسمح بها وغطّاها وسكت عنها ووو... هذا أوّلاً، وبشكل قاطع أقول ذلك، الآن طبعاً هناك اشخاص لو أنزلت لهم شيئاً من السّماء، الذي هو شكّاك وعدوّ يقبل لا يقبل هذا شأنه، لكن شأني ومسؤوليتي أن أوضّح الأمور كما هي.
ثانياً: منذ بداية اعتقال العميل الفاخوري، منذ بداية مجيئه إلى لبنان، منذ ستة أشهر وكم يوم، بدأت ضغوط أميركية قوية على الدولة، على المسؤولين في الدولة في مختلف الأماكن، على أغلب المسؤولين، مسؤولين سياسييين يعني رؤساء ووزراء معنيين وقادة سياسييين مؤثرين في البلد،أما نحن فإنه لا يوجد كلام بيننا وبين الأمريكان، لكن أغلب الذين يتكلمون معهم الأمريكان، والذين يعتقدون الأمريكان أن لهم تأثير ما في القرار السياسي في لبنان، عملوا ضغوط واتصالات منذ أول يوم، القضاة والمؤسسات الأمنية والعسكرية وكل من يمكن أن يكون مؤثراً في حل هذه المسألة لمصلحة التوجه الأميركي، أي إطلاق سراح هذا العميل بلا قيد وبلا شرط، ولا أحد يتكلم معنا، طبعاً وُجهت تهديدات مباشرة لكل من يُعيق إطلاق سراح العميل، بأنه سوف نضعكم على لائحة العقوبات، كل من يستطيع أن يُسهّل ولا يُسهّل سنضعكم على لائحة العقوبات، تهديد بوقف المساعدات للجيش اللبناني، هذه الأمور أتكلم عنها لأنني أوصف واقع، أنا لا أُبرر لأحد، أنا أعتقد أن ما حصل خطأ وخطير، تهديد بوقف المساعدات للجيش اللبناني، وتهديد بفرض عقوبات إقتصادية وحجب مساعدات ومنع دول العالم من تقديم مساعدات إلى الدولة، على أساس أن مساعدات العالم ما شاء الله، عقوبات متنوعة وهذا ما يُبطنه ترامب في الحقيقة، أنا معلوماتي أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يتصلون من أميركا بالتلفون ويُهددون، وقد جاءت وفود فقط من أجل هذا الموضوع وليس من أجل مواضيع أخرى، السفيرة السابقة والسفيرة الحالية دائمة الإتصال والتهديد والوعيد، والأمريكيون من خلال هذا العمل كانوا يتجاوزون بالكامل أن هذا الرجل قاتل ومجرم وسفاكاً وعليه دعاوى شخصية، الآن لا دخل لي بقصة العمالة والعشر سنوات، توجد دعاوى شخصية من عوائل شهداء ومن أسرى ومن مظلومين، من أناس ارتكب بحقهم جرائم واضحة في القانون، هذا كله لا يعني للأمريكان شيئاً على الإطلاق، لا الجانب الإنساني ولا الجانب الأخلاقي ولا الجانب القانوني، ولا سيادة لبنان، كل ما يَعنيهم أنهم يعتبرونه أنه مواطن أميركي حتى ولو كان قاتلاً ومجرماً وسفاكاً، يجب أن يُطلق سراحه وإلا، هذه في الوقائع.
ثالثاً: خلال عملية الضغوط، نحن نعرف أنه صار الكثير من الضغوط على القضاة، بشكل أساسي على القضاة، هناك قضاة صمدوا وأصدروا لائحة إتهام وطلبوا حكم إعدام ورفضوا إخلاء السبيل، وهؤلاء يجب أن يُقدروا، ولاحقاً بعد إخلاء السبيل هناك قضاة أصدروا أحكام بمنع السفر، وهناك قضاة ميّزوا الحكم السابق، ويجب أن يُقدروا أيضاً، وفي آخر المطاف، هناك قضاة خضعوا واستسلموا لهذه الضغوط واتخذوا قرار اسقاط التهم وإخلاء السبيل.
طبعاً، في ظل هذا المشهد السوداوي، يجب التوقف عند نقطة إيجابية، وهي أن القضاء اللبناني صمد ستة أشهر، في هذا الجو الأسود، هذه النقطة مضيئة، لأنه توجد دول كثيرة في العالم وأغلب الدول العربية الغنية والقوية والتي لديها جيوش جرارة ولديها إحتياطات بمليارات الدولارات، ولا تعاني أزمات مثل لبنان، لو تدخل الأميركي لإطلاق سراح شخص موقوف عندهم فإنه سوف يطلع خلال 48 ساعة، كي لا نظل نرى الجانب المظلم أو الأسود.
رابعاً: خلال الشهرين الأخيرين مع إزدياد الضغوط والتهديد والتهويل، بطبيعة الحال المسؤولين الموجودين في الدولة وفي مختلف المواقع، بعضهم كان يَدرس ويُفكر ويُناقش ماذا يُمكن أن نَعمل؟ وأكثر من جهة مسؤولة ناقشت معنا بشكل هادىء أنه يا إخوان هؤلاء الجماعة يُهددون بوقف المساعدات ويُهددون بوضع كثير من الناس على لوائح العقوبات، ويُهددون بعقوبات على كل البلد، لبنان وضعه الإقتصادي صعب ووضعه المالي صعب، لا يتحمل هذا النوع من العقوبات وهذا النوع من التهديد، ما هو رأيكم؟ هل يوجد مخرج أو حل أو طريقة؟ بهذا الهدوء وبهذا الإحترام حصل نقاش معنا، من دون أي ضغوط من أحد ومن دون أي إحراج من أحد، حتى النقاش لم يكن فيه إحراج بالنسبة لنا، مثل الناس التي تُفكر مع بعضها، نحن من الجهات الموجودة في البلد معنيين بهذا الملف بشكلٍ أو بآخر، بشكل أساسي معنيين بهذا الملف، باعتبار المقاومة ودورنا في المقاومة إلى جانب بقية فصائل المقاومة اللبنانية، فحصل نقاش معنا من هذا النوع، نحن كُنا نقول دائماً، هذا الكلام لم يتغير لحظة واحدة، ما يُريده الأمريكيون وهو أن يَحكم القضاء بإسقاط التهم عنه وإطلاق سراحه بهذه الطريقة، نحن نعتبر أن هذا الأمر سيء جداً وخطير جداً، ليست القصة أن هذا من يستطيع أن يُغطيه عند الناس، أولاً نحن بيننا وبين أنفسنا، مع ضمائرنا ومع ربنا، قبل قصة الناس، يُمكن بلحظة من اللحظات بقضية من هذا النوع أصعب أو أخطر، إذا أحد وصل إلى تشخيص مصلحة كبرى، يُمكن أن يَطلع على الناس ويُصارحهم ويَحمل المسؤولية أمام الناس، وكثير من الناس يُمكن أن يتفهموا، قبل أن تصل النوبة أنه ماذا نقول للناس وكيف نُواجه الناس وكيف نُقنع الناس؟ أصلاً نحن بيننا وبين أنفسنا، نحن لسنا مقتنعين لأننا نحن المقتولين وليس أولاد الجيران، نحن المقتولين ونحن الأسرى ونحن المسجونين، ونحن الذين حاربنا مع غيرنا من فصائل المقاومة، فنحن أصحاب القضية ونحن المُدعي، نحن لسنا طرفاً يقف جانباً، كلا، هذا الأمر غير صحيح ومرفوض ولا يُمكن أن نَقبل به وخطير، بل أكثر من هذا قُلنا أن هذا سوف يفتح أبواباً على لبنان خطيرة جداً، لأنها معناها لاحقاً وهذه هي المعركة التي سوف نتكلم عنها فيما بعد، معناها لاحقاً أن الأميركي سوف يكتشف أن هؤلاء لبنانيين أُهددهم بالعقوبات وبوضعهم على لوائح العقوبات وبحجب المساعدات، فإنهم سوف يعملوا الشيء الذي أُريده، لكن هو لا يحتاج كي يُعلن حرباً ولا أن يَقطع علاقات ديبلوماسية ولا أن يَبعث بوارجاً ولا أن يعمل حصاراً، مثلما يعمل مع دول أخرى، وإنما يكفي أن يُهدد فإنه سوف يَمشي الحال، طيب غداً إذا أتى وقال: إما أن ترسموا الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي هكذا وإما عقوبات ووقف مساعدات وما شاكل...، ماذا نعمل؟ هذا كله قيل، غدا إذا أتى ليتدخل في تعيينات ويتدخل في تعيينات حساسة، يضع فيتو ويمنع و.. و.. الخ، إذاً المصلحة الوطنية تقضي شيء، يأتي ليهدد بعقوبات وهكذا...، إذاً هذا منحى خطير، وسوف يفتح الباب أمام الأميركي لفرض كل ما يُريد على اللبنانيين في المستقبل.
في هذا السياق، أنا أريد أن أُؤكد لكل من يسأل ولكل من سأل ولكل من تحدث في الإعلام، نحن لم يُحرجنا أحد ولم يَضغط علينا أحد، ولم نتعرض لأي ضغوط من أي فريق سياسي لبناني على الإطلاق أبداً أبداً أبداً أبداً، كان هذا هو السؤال وهذا كان الجواب مع تقديرنا لحجم الضغوط التي كان يُواجهها المسؤولون، هذا من الوقائع، حجم الضغوط التي كان يُواجهها المسؤولون اللبنانيون في مختلف المواقع السياسية والقضائية والأمنية والعسكرية، من قبل الأمريكي وعنجهيته وتسلطه وإستكباره وعتوه وعلوه.
خامساً: في المتابعة القضائية أيضاً، سُئلنا: هناك ضغوط كبيرة لإتخاذ قرار إسقاط التهم وإخلاء السبيل ، أنتم ما هو رأيكم؟ وهذا السؤال وصل إليّ شخصياً، وأنا أجبت عليه شخصياً، وكُنت واضحاً مع كل من سَأل، لأن الذي سأل ليس فقط واحد، وليس مَعني واحد، أكثر من شخص مَعني، سألنا هذا السؤال، نحن قُلنا بشكل واضح: هذه قضية إنسانية وأخلاقية، وقضية مقاومة، وقضية سيادية، طبعاً إن كنا زدناهم بالشرح والتوضيح أو نقصناهم، المطلوب موقف لله عز وجل وللآخرة، حتى المصلحة مصلحة الدنيا تقضي ذلك، المصلحة الشخصية لهؤلاء القضاة والمسؤولين ولعائلاتهم تقضي ذلك، وبالتالي لا يجوز الخضوع لهذا النوع من الضغوط لإتخاذ قرار من هذا النوع، وبالتأكيد كل مسؤول أو قاضي يَصمد أو كان سيصمد في هذه المعركة ، كان يجب علينا وعلى كل القوى الحريصة على المقاومة والسيادة في لبنان أن تُقدم له الحماية المطلوبة، وخلال المتابعة القضائية، نحن كنا على علم بأنه لن يَصدر قرار من هذا النوع، ولن تُعقد محكمة عسكرية للبتّ في هذه المسألة في هذه الأيام بسبب الكورونا والتعطيل الإداري، ولكن في يوم من الأيام عندما صُدر القرار، أنا أحد الناس سمعت الخبر من وسائل الإعلام، وشاهدته على التلفزيون، واتصلت لأستفسر، ثم فهمت أنه توجد جلسة عادية واجتمعت هيئة المحكمة وبتت في طلبات إخلاء السبيل، فأسقطت التهم وأخلت السبيل، بعدها أصدر حزب الله البيان المعروف، حصلت جهود متنوعة لمنع سفر هذا العميل وتمييز الحكم، وإعادته إلى المحاكمة القضائية اللبنانية من جديد، بالفعل صدر قرار قضائي بمنع السفر، وصدر قرار قضائي بتمييز الحكم، وأيضاً بعدها حاول الأميركي كثيراً ومارس ضغوطاً كبيرة ليأتي بطائرة طبيعية أو مدنية أو عسكرية لا أدري إلى مطار بيروت، ويطلع العميل بشكل طبيعي ويُختم له جواز السفر، أو يُمكن أن يطلعوه أيضاً من صالون الشرف، لكن الجهات الأمنية المعنية أصرت على التزامها بالقانون، أن هذا ممنوع السفر قضائياً، بالعكس إذا أتى إلى المطار نحن لا نختم له ونحن نمنعه من السفر، وإذا كان يوجد قرار قضائي بإعتقاله من الطبيعي أن يقوموا بإعتقاله، وحصلت عملية التهريب من سفارة عوكر بالشكل الذي شاهدتموه ، بشكل إعتداء سافر على السيادة اللبنانية والقضاء اللبناني والقانون اللبناني، واحد عميل ومجرم وقاتل والقضاء عاد وميّز الحكم، ويوجد قاضٍ منع السفر ، وأُقفل عليه مطار بيروت بشكل قانوني، بعد قليل تأتي طائرة عسكرية أميركية من على السفارة تحمله وتمشي وتطلع، ويطلع ترامب ويتبنى الموضوع رسمياً، هذا كله يحتاج إلى تمعن وله دلالاته وله قراءته.
طبعاً، منذ اللحظة الأولى لإنتشار الخبر وما زلت أُكمل في الوقائع، منذ اللحظة الأولى لإنتشار الخبر، شُنت حملة إعلامية وسياسية واسعة وغاضبة، وَوُزعت الإتهامات شمالاً ويميناً وطولاً وعرضاً، وكان لحزب الله والمقاومة ولي شخصياً حظٌ وافر من الإتهامات والإساءات والتقييمات الظالمة، من هو عدو أصلاً هو في الأساس هو عامل معنا معركة، هو يَخترع قصة ويَبني عليها ويهجم ويفتري ويكذب ويُزور، وهذا نحن نتفهمه، هذا جزء من المعركة وتعودنا عليه، لكن بعض من هو صديق إذا أحسنّا الظن غلب عليه غضبه وتسرعه، وكان له نصيبه أيضاً ومساهمته في حملة الإتهام والإساءة، أيضاً سمعنا أفكاراً وهذا بعدنا في الوقائع، وسمعنا أفكاراً عما كان يجب على حزب الله أن يَفعل ولم يفعل، هذه هي الوقائع، طبعاً وقائع بالإختصار الممكن وأخذت معنا وقت ما شاء الله.
بناءً على ما تقدم:
أولاً: نحن رفضنا دائماً إسقاط التهم منذ أول يوم لإعتقال هذا العميل، وكُنا نُصّر على الحكم العادل، لا أحد يتجنى على الرجل، هذه التهم يوجد شهود وتوجد بينات، إذا ثَبتت عليه فيجب أن يُحاكم، وسعينا كل جهدنا ليَصدر الحكم إنصافاً للمظلومين، أو في الحد الأدنى أن لا يسقط الإتهام ويُطلق سراحه إلى أن يتم الحكم العادل، أي إصدار الحكم العادل، أبداً، لم نغض الطرف عن ذلك، عن الذي صار، لم نبتسم أمام أحد "وما أبينا باط"، ولم نُظهر أي علامة قبول أو حتى تفهم أو رضى على الإطلاق، لم يحصل شيء من هذا لأنه أرجع و أقول لكم نحن أهل الدم، نحن أولياء الدم، لا أحد آخر من الذين يُزايدون علينا، نحن أولياء الدم، نحن جزء من أولياء الدم، ولم نكن على علم بجلسة المحكمة التي اتخذت هذا القرار، فضلاً عما كانت سوف تتخذه من قرار، لو كان أي شيء من هذا خلافه حاصل، نحن نملك شجاعة أن نتحدث مع الناس ونتحمل المسؤولية، نحن أبداً لسنا جبناء، ولسنا نخاف من أحد، فقط نخاف من الله سبحانه وتعالى، ولا نخاف من أحد، والثقة التي بيننا وبين جمهورنا والمنطق والحجة تُساعدنا أمام أصعب قضية، أن نَعرض الأمور ونسمعه، حقيقةً إذا كان يوجد مكان نحن أخطأنا نقول نحن أخطأنا، وإذا كان يوجد محل عجلّنا نحن نقول عجلّنا، نحن لا نَدعي العصمة على الإطلاق.
على كلٍ، كل ما أُثير لأنه من هنا نريد أن نبدأ بالإستنتاجات، كل ما أُثير مبني على شبهة، الآن العدو والخصم لأن الآخرون ليسوا كلهم عدو، يوجد عدو ويوجد خصم، هؤلاء هم الآخرون، والذي لدينا أي أصدقاءنا وحلفاءنا وإخواننا وبيئتنا وجمهورنا وأخواتنا هؤلاء صديق، كل ما أُثير مبني على شبهة واهية، هل يمكن أن المحكمة العسكرية تأخذ قراراً من هذا النوع من دون علم ثنائي حزب الله وأمل؟ لا يُمكن ولا يُعقل، أعوذ بالله، ليس وارداً، إذاً، قوموا إلينا، هؤلاء الجماعة لديهم علم وهؤلاء الجماعة متواطؤن، وهؤلاء الجماعة متهمون، وهؤلاء الجماعة عملوا صفقة، وهؤلاء الجماعة...، أنا أجزم لكم بأن حركة أمل لا علم لها بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، هم على كل حال أَصدروا بياناً، لكنني أنا كنت شخصياً في قلب المتابعة التفصيلية، وحزب الله كذلك، نحن علمنا فيما بعد أنه صار جلسة وكان أصلاً يوجد موعد غير مقرر وغير معروف،ولم نعلم بأن هناك جلسة تُعقد، وعلمنا فيما بعد بمجريات الجلسة والقرار الذي اتخذ في الجلسة، ونحن وأمل في الهوا سوا في هذا الموضوع، الجواب على الشبهة، هل يمكن؟ نعم يمكن، وكثير من قرارات المحكمة العسكرية والأجهزة القضائية في لبنان ليس لدينا علم بها وليس لدينا علاقة بها، ولا نتدخل فيها ولا شيء، إذا كان هناك شيء له علاقة بنا طبعاً نحن معنيون، لدينا شباب ولدينا مقاومين ولدينا أناس ، نُحامي عنهم بالوسائل والطرق القانونية المتبعة في لبنان، أنه هل يمكن؟ نعم يمكن، هل يُعقل؟ نعم يُعقل، يصير؟ نعم يصير وصار والدليل أنه صار، من هنا أنا أُريد أن أدخل إلى الشبهة الأوسع، توجد شبهة منذ سنوات، بصراحة اشتغل عليها العدو وليس الخصم، أخذها الخصم وعممها، ويشتغل عليها منذ سنوات، وللأسف بعض الصديق يُمكن أُخذ بها أو قَبلها، الشبهة ماذا تقول؟ أن الدولة والحكومة في لبنان، الدولة في لبنان، السلطة في لبنان هي بيد حزب الله، الآن ضعوا أمل جانباً، البعض يقول الثنائي، والبعض الآخر يقول الرئيس بري هو الحاكم الفعلي في لبنان، حسنا، حزب الله الدولة، حزب الله الحكومة والقضاء والمحكمة العسكرية والجيش والأجهزة الأمنية، أيعقل؟ّ! ويوجد من يعرف أنه يكذب ويزوّر ويظلم، وأن هذه ليست الحقيقة، ولكن "خلص" هذا جزء من المعركة، ورأيتم أنتم، يعني هي الكورونا وعُمل منها معركة، وعلينا أن نثبت أن أول حالة كورونا أتت إلى لبنان جاءت من إيران لنحمّل حزب الله المسؤولية، أو أتت من مكان آخر من إيطاليا أو من مصر لتحمل المسؤولية للمسلمين أو المسيحيين، عند الشيعة أو عند...، هذه السخافة الموجودة عندنا في البلد.
في كل الأحوال، لكن المؤسف أن بعض الأصدقاء يصدق هذا، لا أريد أن أقول الكثير في هذه النقطة، يجب أن ننتهي من هذا الموضوع، لم تكن الحكومة حكومة حزب الله، ولا يوم، وكل القرارات التي تأخذها الحكومة بعضها حزب الله موافق عليه، والبعض الآخر يعترض عليه، من أين تأتي الشبهة؟ حسناً، أنتم إعترضتم وبعد ذلك؟ سأعود إليها بعد قليل، لا الحكومة حكومة حزب الله، ولا الدولة دولة حزب الله، ولا مجلس النواب، ولا الرؤساء هم تابعون إلى حزب الله، هم أصدقاء وحلفاء ومحترمين وعلى رأسنا، لكنهم ليسوا تابعين، هم أصحاب قرار، نتشاور، نتفاهم، يمكن أن نتفق ويمكن أن نختلف، ويمكن أن نختلف إختلاف شديد، ولكن في دائرة الإحترام، ولا القضاء ولا المحكمة العسكرية ولا الجيش ولا الأجهزة الأمنية ولا إدارات الدولة تابعة لحزب الله، التوصيف الدقيق، حزب الله قوة سياسية موجودة في لبنان، لديه وزراء ونواب ولديه حضور وله تأثير، يزيد أحياناً، ينقص أحيانا عن قوى سياسية أخرى، يمكن أن يصنفنا أحد والآن البعض يقول قوة إقليمية، أنا أقول يمكن نحن نلعب دوراً إقليمي ما في الإقليم، لكن أنا أقول لكم في المعادلة الداخلية المحلية يوجد قوى سياسية تأثيرها أكبر منّا، أكيد تأثيرها أكبر منّا، هذه المقولة قصة كل شيء يصدر، حكومة تأخذ قراراً ما، يعني حزب الله. قضاء يأخذ قراراً ما، محكمة عسكرية تأخذ قراراً ما، لا أدلاي ماذا يفعل الجيش كله، يعني حزب الله. هذا ظلم وكذب وإفتراء وإساءة، إساءة لنا وإساءة للبلد، وعادة ما هو الهدف من كل هذا؟ لماذا يريد العدو ان يقول بأن هذه دولة حزب الله، الإسرائيلي يقول هذه دولة حزب الله، من أجل أن يقيّد، يدين المقاومة في قدرتها على الردع، من أجل أن يضيّع الهامش الممتاز والذي هو خصوصية لبنانية ممتازة التي أسمها هامش المناورة، والمقاومة والدولة وجيش وشعب وما شاكل، فهذه النقطة يجب أن ننتهي منها بشكل نهائي وهذه الحادثة قصة ما جرى في المحكمة العسكرية للعميل فاخوري يجب أن تكون نقطة حاسمة في هذا الفهم، والذي لا يريد ذلك هو مصر أن يكون في جبهة العدو والخصم.
ثانيا، يوجد أناس يقولون "ماشي الحال" أنتم كنتم غير موافقين ولم تعطوا ضوءا أخضراً ولم تقبلوا وبعد ذلك عرفتم لاحقاً بالقرار عندما نشر في وسائل الإعلام، وأنتم بعد ذلك كان يمكنكم أن تقوموا بشيء ما لتعطيل هذا القرار لإعادة العميل الى السجن ومنعه من الخروج، ولن اقول كل الأفكار التي طرحت في وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل الإجتماعي وبعض الكتّاب وبعض المقالات وسأذكر أمثلة للتوضيح، يوجد من قال كان لازم حزب الله أن يقوم بـ 7 أيار، الان أنا مضطر أن أشرح هذه الأفكار لأنه يوجد لدينا معركة على الوعي، "ما هو من أجل عزل مدير أمن المطار قام بـ 7 أيار"، أولا، مؤسف أنه من كتب هذا الكلام أن لا يقول الحقيقة، وينتقص منها، 7 أيار لم يًعمل من أجل مدير جهاز أمن المطار لأنه تم عزله، حصل لأن الحكومة في ذلك الوقت أخذت قراراً بنزع سلاح الإشارة الذي هو أهم جزء من أسلحة المقاومة وطلبت من الجيش اللبناني والقوى الامنية تنفيذ ذلك بالقوة مما يعني صداما بين المقاومة والجيش والقوى الامنية، حفاظا على سلاح المقاومة ولمنع وقوع صدام بين المقاومة والجيش والقوى الامنية الذي هو مصلحة إسرائيلية بالدرجة الاولى كان 7 أيار، مدير جهاز أمن المطار كان تفصيلا، لأنه هو لوحده إستقال وغادر منصبه.
حسنا، نعود إلى أصل الموضوع، مطلوب منا 7 أيار من أجل عامر الفاخوري؟ هذه مصلحة البلد؟ هذه مصلحة الشعب اللبناني؟ هذه مصلحة الدولة؟ هذه مصلحة المقاومة؟ أنا أترك هذا الموضوع برسم الناس، برسم جمهور المقاومة بالدرجة الأولى. ماذا يعني 7 أيار الآن من أجل عامر الفاخوري؟ يعني صدام مع القوى الأمنية المولجة بحراسة عامر الفاخوري، هذا يعني 7 أيار، ما في داعي للتفصيل، الجواب واضح، خرج من يقول كان يجب على حزب الله ان يمنعوا نقل العميل من المستشفى إلى السفارة في عوكر، يعني ماذا يفعل حزب الله أن نرسل الشباب ويقوموا بنصب كمين لقافلة للجيش اللبناني أو القوى الأمنية، لا أعرف من متعهد بحمايته، أن نصطدم مع القوى الأمنية وهم يقومون بنقله من المستشفى الى السفارة الأميركية وأن نقتل ضباطا وجنودا من أجل أن نعتقل عامر الفاخوري، حسنا، وقمنا بإعتقاله، يعني نحن من سيحاكمه ومن سيحاسبه أو نعيده إلى القضاء اللبناني؟ هذه مصلحة البلد؟ هذه مصلحة دولة القضاء والقانون والمؤسسات؟ هذه مصلحة المقاومة؟
ثالثا، آخر العبقريات، أنه كان على حزب الله أن يُسقط هذه الطائرة التي حملت الفاخوري الى السفارة، لماذا تركها تذهب؟ ما شاء الله، أنت قم بإسقاطها، هل هذه مصلحة البلد؟ هنا مصلحة المقاومة؟ بمعزل عن تقييمنا أنه هذا الرجل ما هي قيمته الحقيقية، يعني عامر الفاخوري من وما هو حجمه، وهل المطلوب أن نشن حرباً كونية من أجله، بمعزل عن هذا الموضوع، هل هذه هي مصلحة البلد ومصلحة لبنان ومصلحة المقاومة التي تدافع عن لبنان وتريد أن تحمي لبنان وتريد أن نقطع الأطماع الإسرائيلية عن لبنان.
من جملة الأفكار الإنسحاب من الحكومة إذا أنتم تعتبرون أن أحداً يمثلكم، أو إسقاط الحكومة التي شكرها ترامب على تعاونها، رغم أنه للإنصاف الحكومة مجتمعة ليس لها علم بهذا الموضوع كحكومة، هذا موضوع لم يناقش في الحكومة ولم يأخذ قرار بالحكومة، بعد ما صار جدل بين الوزراء داخل الجلسة كان صار جدول الأعمال. أعيد وأسأل الظروف المالية والإقتصادية والإجتماعية والصحية والكورونية الحالية وبالمأزق الموجود فيه البلد، لا بأس أسال الشعب اللبناني وجمهور المقاومة هل صحيح أن نذهب ونسقط الحكومة إنتقاماً من ما لا علاقة له، يعني بهذا الأمر لأنه الآن والله يجب أن نقوم نحن بشيء، يعني إذا أسقطنا الحكومة يعود عامر الفاخوري إلى خلف القضبان ويحاكم وتجري العدالة؟ الحمد لله هذه الأيام سمعنا الكثير من التنظير وفي الخاتمة أعلق على هذا الموضوع، البعض قال أنه كان يجب على حزب الله أن يقوم بمسيرات ضخمة إلى عوكر، ويدخل إلى السفارة ويقتحم السفارة ويحرق السفارة، يعني هذا كان يعيد عامر الفاخوري إلى القضاء؟ ويعلقه على عامود المشنقة، ومتى؟ في زمن الكورونا، ونحن نقول للناس إلتزموا بيوتكم؟ أن نعرّض النّاس للمخاطر وبحياتهم ونسائهم وأطفالهم ومجتمعنا وبيئتنا، بمعزل إن كانت هذه الوسيلة مجدية او غير مجدية.
على كل، طروحات وأفكار لا تقدّم ولا تؤخر ولا تنفع مع إحترامي للجميع، كل ما قدّم من أفكار غير الذي سأتكلم عنه بعد قليل أنه في طريقة المتابعة نحن لا نجد فيه مصلحة وطنية ولا مصلحة للبلد ولا مصلحة للمقاومة، وأحب أن أقول في هذا الموضوع وهذا يساعدني على الخاتمة نحن لا نعمل على المزاج ولا على الإنفعال ولا على الاحراجات، نحن حزب للمقاومة وحزب سياسي وحزب له جمهور طويل عريض وله قضية ولدينا أصول ومبادىء ورؤية ولدينا نظام أولويات ولدينا نقاش ودراسة، هذا حزب لا يقوده فرد، هذا حزب مؤسسة حقيقية، نناقش وحيث هناك مصلحة للبلد وللناس وللشعب وللمقاومة وتنسجم مع هذه الأصول نقدم عليها وبكل شجاعة وبدون أي تردد، الذي يفترض أنه بالهجمة الإعلامية وبالإحراج وبالتخوين وبالإتهام وبالشتائم فضلا عن النصح الموضوعي والهادىء يمكن أن يحرجنا فيأخذنا إلى خيارات غير متناسبة مع القضية والرؤية والأولويات والمسؤولية التي نحن نلتزم بها هو مشتبه ويضيع وقته ويهز بدنه من دون أي جدوى.
ثالثا، بدل توجيه الغضب على الأميركي الجلاّد الذي إعتدى على القضاء اللبناني وعلى كرامة اللبنانيين وعلى حقوق الأسرى وعوائل الشهداء يتوجه الغضب إلى الضحية، مثل العادة، الإسرائيلي يقوم بذلك، الأميركي يقوم بذلك، بعض الناس لدينا في لبنان يقومون بذلك، يجب أن لا يغيب عن بال أحد أن الذي هدّد وتوعّد وأساء للبنان ووضع لبنان كله في دائرة الخطر من أجل مجرم قاتل هو الإدارة الأميركية، الذي فرض هذا السيناريو على لبنان والذي لا يحفظ لا كرامة للدولة ولا حقوق للبنانيين هو هذه الإدارة الأميركية، الذي أخرجه من معبر غير شرعي، كل الذين سكتوا عن هذا المعبر الغير شرعي لا يجوز لهم بعد اليوم أن يتكلموا عن المعابر غير الشرعية، إنتهينا. أصدقاء أميركا في لبنان الذين سكتوا عن المعبر غير الشرعي الذي تم تهريب هذا الفاخوري عبره لا يجوز لهم بعد الآن لا كبيرهم ولا صغيرهم أن يتحدث عن المعابر غير الشرعية، يجب أن يخجلوا من أنفسهم، الأميركي هو الذي قام بتهريب هذا العميل القاتل خلافاً للقانون وخلافاً للقضاء، يوجد قرار منع سفر وهناك تمييز حكم، ويوجد حقوق لبنانيين، هو تجاهل هذا كله، وكان حاضرا أن يذهب بعيدا. هذه العنجهية الأميركية، الإستكبار الأميركي، العتو الأميركي، هذا ما يجب أن نصب غضبنا عليه لا أن نصب غضبنا على الضحايا أو على الضعاف، وهذا له ما بعده.
النقطة الرابعة، ما بعده أنه يجب على جميع القوى التي تتحدث عن السيادة والحرية والإستقلال في لبنان أن تراقب التدخل الأميركي في لبنان، طبعا يوجد شبهة حصلت علينا أن نوضحها، لانه يوجد أناس لديهم مطلقات، يعني لبنان إما يحكمه حزب الله إما تحكمه أميركا، إما تحكمه القوة السياسية الفلانية، إما القوة الاقليمية الفلانية، هذا غير صحيح، اليوم هذا لا يعني أن أميركا مهيمنة على لبنان، كلا، أميركا مارست ضغوطاً وهناك أناس ضعفت وإستجابت، والدليل أنها غير مهيمنة على لبنان، يوجد قضاة لم يقبلوا أن يطلقوا سراحه، ويوجد قضاة لم يقبلوا أن يسقطوا التهم، ويوجد قضاة طلبوا حكم الإعدام، ويوجد قضاة منعوا السفر، ويوجد قضاة ميّزوا، من أجل أن لا نضع اللوم على القضاء ونهجم عليه ونسّفهه، هؤلاء قضاى أيضاً وشجعان، الأميركي لم يستطع أن يسفره من المطار لأنه أيضاً يوجد جهاز أمني قال بأنه يعمل طبق القانون، فإذاً غير صحيح القول ان هذه الحادثة تثبت أن لبنان أصبح تحت الهيمنة الاميركية، فلتستمهلونا قليلا، في هذه المسألة، نعم الأميركي مارس ضغوطاً ويوجد أناس ضعفوا أمام الموضوع، ولكن الأميركي له نفوذ في لبنان ويوجد قوى سياسية أصلاً تعمل في خدمة الاميركيين، الأميركي له نفوذ في مؤسسات الدولة اللبنانية منذ مدة طويلة، حتى في زمن الإدارة السورية، ودائما له نفوذ، وله نفوذ، وخلال كل السنوات الماضية ولكن أحياناً يفعّل هذا النفوذ وأحياناً لا يكون لبنان في دائرة الإهتمام أو في دائرة الاولويّة، لا يجب أن نشتبه في هذا الموضوع، لكن بكل الأحوال هذا له ما بعده يجب أن ننتبه إليه، أن لا يستفيد وبتعبير أخر باللبناني: " ما ياخد الأميركي أيدو" ويعتبرون أن كل ما يريدونه يستطيعون أن يفرضوه على اللبنانيين بقوة التهديد والتهويل بالعقوبات، هذا خطير، هذا يضع لبنان في دائرة الإحتلال والوصاية والهيمنة ولا يبقى معنى لكل شيء إسمه سيادة وإستقلال وحرية وما شاكل، هذا يجب أن ننتبه له في كل المرحلة المقبلة.
خامسا، قبل أن نختم، قضية عامر الفاخوري، أولا يجب أن تتابع قضائيا، الأسرى الآن عادوا وقدّموا والمحررين أيضاً دعاوى، عوائل الشهداء يمكنهم أن يتحركوا من جديد، القضاء اللبناني يجب أن لا يعتبر أن الموضوع إنتهى، هذا مطلوب، هارب من العدالة والقضاء اللبناني، يوجد أحد ما، مستكبر، متوحش، أسمه ترامب فرض على اللبنانيين، جيد هذا حصل، لكن هذا لا يعني أن الملف يغلق، وأن المسؤولية سقطت عن القضاء اللبناني وعن الدولة اللبنانية، يوجد قضاء خارجي في العالم لأن هذا النوع من المجرمين يوجد باب لملاحقتهم قضائيا في مكان ما في العالم، والخبراء يرون هذا الموضوع. وثانيا، أنا أؤيد الدعوات التي إنطلقت في الأيام القليلة الماضية في لبنان إلى لجنة تحقيق، لأنه يوجد أناس الآن يعتبرون أنفسهم مدعي وقاضي وحاكم وجلاد وحكم وأعدم وإنتهى، حتى انا، حتى بموضوع رئيس المحكمة العسكرية وأعضاء المحكمة العسكرية لانه ليس فقط الرئيس، الرئيس وأعضاء المحكمة كلهم سوياً بالإجماع أخذوا هذا القرار ويحملون مسؤولية إتخاذ هذا القرار، ومثلما قال بيان حزب الله، كان الأشرف والأجدى لهم أن يستقيلوا وأن لا يأخذوا هذا القرار وهذا كان يحولهم إلى أبطال وطنيين وقوميين وأحسن لآخرتهم وأحسن لدنياهم، لكن مع ذلك أنا بكل الحديث الذي قلته للآن لم أحكم عليهم، لاني لست جهة قضائية لأحكم عليهم، فلتشكلوا لجنة تحقيق قضائية ولجنة وتقصي تحقيق برلمانية، يعني أي شيء قد يُفهم كيف حصل هذا الموضوع، هذا الذي حصل هو أمر كبير وخطير وفيه إساءة كبيرة للبنان والاهم أن فيه الكثير من العبر التي يجب الإستفادة منها.
الخاتمة في هذا الموضوع، ويستحق هذا الوقت، لأنه منذ بضعة أيام هذا الموضوع هو الأول في البلد، الخاتمة، هذه التجربة، هذا الكلام انا كنت أود أن أقوله منذ مدة، لكن جاء وقته المناسب، أنظروا كما تكلمت منذ البداية، عندما يستغل العدو أي حادثة يمكن أن يكون لها قصد، أو أحيانا كلا، يخترع حادثة ويهجم علينا، نعتبر أن هذا جزء من المعركة، العتب هو على الصديق، الصديق كيف يتعاطى نحن أخوة وأصدقاء وحلفاء، أنا أقول نحن كيف نتعاطى، لأن هذا إلتزامنا وهذه ثقافتنا وهذا ديننا وهذه أخلاقنا، نحن لدينا حديث شريف يقول "من وعظ أخاه سراً فقد زانه"، بينه وبين أخيه وعظه، ألفته، نبّهه، إنتقده، "ومن وعظه علانيَة فقد شانه"، يعني هذا يعيبه أمام الناس ويسيء إلى سمعته أمام الناس، نحن طوال مسيرتنا إلا إذا كان هناك شاهد خارج السياق مع أصدقائنا ومع إخواننا ومع حلفائنا، لدينا ملاحظة، نقولها بيننا وبينهم، لدينا نصيحة نقولها بيننا وبينهم، لدينا نقد نقوله بيننا وبينهم، لا نسيء لهم، بعضهم لطالما أساء لنا في وسائل الإعلام وتحدثنا معه بعيداً عن الإعلام، يا أخونا يا صديقنا يا حليفنا هنا تعجل، هنا تظلم، معلوماتك غير صحيحة، ومعطياتك غير صحيحة، لأننا نتعاطى بأخوة وأخلاق، أنت عندما تكون صديقاً لأحد ويحصل أي حادثة مثل هذه الحادثة، أول ما يجب أن تقوم به هو أن تسأل صديقك، يا إخواننا أنتم في حزب الله - مثل ما حصل بيننا وبين أمل - هم سألونا ونحن سألناهم، عندكم علم؟ قالوا ليس لدينا علم، عندكم علم؟ لا والله ليس لدينا علم. حسناً، الصديق مع صديقه أول ما يقوم به هو أن يسأل، ما القصة؟ ما الحكاية؟ ما التفصيل؟ ما هي معطياتكم؟ ما موقفكم؟ ماذا فعلتم؟ ما فهمكم للموضوع؟ بعد ذلك يذهب ويقول ما يريد، أولاً يسأل، ثانياً لديه نصيحة ينصح، لديه نقد ينتقد، لديه اعتراض يعترض، ليس هناك مشكلة.
أنا أقول اليوم أكثر من ذلك، نحن نقبل من أصدقائنا ومن إخواننا ومن حلفائنا النصح في العلن ونقبل منهم الانتقاد في العلن ونقبل منهم الاقتراح في العلن، ليس هناك مشكلة، والبعض يصل إلى مرحلة يريد أن يكون أستاذاً علينا، ليست مشكلة، تريدون كرم أكثر من ذلك، لكن اسمحوا لي أن أقول هناك حدين غير مقبولين من أيٍ كان، أيٍ كان، كبير وصغير، هناك حدين غير مقبولين، أنا تعرفونني أكثر إنسان أحاول أن أكون متواضعاً لأن تلك حقيقتي، لكن عندما الموضوع يعني المقاومة، المقاومة تعني شهداءنا وقادتنا وقضيتنا ومجاهدينا وأسرانا وعوائل شهدائنا وجرحانا وآلامنا وتضحياتنا، هذا موضوع أنا مسؤول أن لا أتساهل به، أنا لا يمكنن أن أتواضع فيه.
هناك حدين، الحد الأول، الاتهام والتشكيك والتخوين للمقاومة، هذا غير مقبول من أحد، أيٍ كان، الحد الثاني، الشتيمة والإهانة، كرامتنا، نحن معروفين، ثقافتنا أصلاً نحن نقدم دماءنا من أجل كرامتنا، نحن لا نقبل من صديق - العدو والخصم أفهم هذا جزء من المعركة، هناك معركة بيني وبينه، أتصاف أنا معه، هذا جزء من المعركة وطبيعة المعركة - لكن الصديق لا نقبل منه إهانة، أبداً، لا نقبل منه شتائم، أبداً، الصديق يجب أن يحافظ على احترام الصداقة، من هو أخ يجب أن يحافظ على حقوق الأخوة، من يتجاوز الاحترام وحقوق الإخوة فليخرج من صداقتنا ومن تحالفنا ومن أخوتنا، فليخرج، وأنا أقول لجمهور المقاومة وبيئة المقاومة، من يتجاوز هذين الحدين أيٍ كان أخرجوه من دائرة الأصدقاء ومن دائرة الأخوة، غير مطلوب أن تشنوا حملة عليه، لا أبداً، لا نريد أن نشن حملة ولا نهاجم ولا نشتم وفي الأصل هذه ليست ثقافتنا، ولكن لا تتعاطوا معه أنه من أهل البيت، أنه من العائلة، أنه يمكن أن نسمح له أن يدخل إلى بيئتنا وإلى لقاءاتنا وإلى جلساتنا وإلى عقولنا وإلى مسامعنا على أنه مأمون، لا.
أقول للأصدقاء انتقدوا ليس هنالك مشكلة، انصحوا ليس هنالك مشلكة، قولوا ملاحظاتكم ليس هنالك مشكلة، قولوا ملاحظاتكم ليس هنالك مشكلة، نحن لا نكم الأفواه أبداً، وتحملنا حتى الأذى، حتى الإساءة خلال كل السنوات الماضية، لكن من الآن فصاعداً أنا أقول نحن دخلنا في مرحلة جديدة، نحن في حزب الله لا نقبل من صديق أو حليف أو قريب أو مصنف أنه أخ أو من بيئتنا أن يتهم أو يخوّن أو يشكّك، واحد، واثنين، أن يهين أو يشتم، وليخرج من صداقتنا ومن أخوتنا، هل هنالك أوضح من ذلك؟! وهكذا نكون على وضوح، انتهى، وطالما هنالك أناس كانوا يسيرون سوياً بطريق واحد واختلفوا نتيجة شبهة، نتيجة غضب، نتيجة انفعال، هناك أناس يتزوجون - عندنا نحن المسلمون هناك طلاق على الأقل- يعيشون مع بعض عشرين سنة، ثلاثين سنة، حب وود وعشق وفي نهاية المطاف تحصل هناك حادثة ولا يحملوا بعضاً وكل شخص يذهب بحال سبيله. نحن حريصون على كل حليف وعلى كل صديق وعلى كل أخ وعلى كل أخت وعلى كل صوت، ونحب أن نبقى سوياً ونكمل سوياً، ولكن هكذا لا يمكن أن نكمل سوياً. وأتمنى أن يكون الناس واقعيين وموضوعيين ويتفهموا، أنا قلت قبل قليل، أنا لست زعيماً، مثلاً افترضنا السيد على رأسنا وحبيبنا وعيننا ومحترم لكن الحزب (صفته نعته) والمقاومة (صفتها نعتها) ووزراء الحزب ونواب الحزب ومسؤولي الحزب، لا، أنا واحد من هؤلاء، هؤلاء إخواني وأنا واحد منهم، وهذه مسيرة شهداء، وهذه المقاومة أشرف وأنزه وأطهر وأعقل مقاومة في العصر الحديث، في هذا الموضوع أنا سأكون حريصاً وواضحاً جداً. هناك أناس عندهم نظريات، عندهم آراء، يريدون من حزب الله أن يقاتل أميركا - إننا نقاتلها، ونحن اليوم محسوبون في الخط الأمامي ونحن الذين تطالنا العقوبات والحصار والأضرار- ونقاتل إسرائيل وندافع عن لبنان وأن نحرر القدس وأن نقاتل الجماعات التكفيرية وأن نحارب الفساد وأن نضع قانون الانتخاب الذي يناسبهم وأن نتقاتل مع كل حلفائنا ولا ندع حجراً على حجر في هذا البلد ولا ندع صديقاً مع صديق وحليفاً مع حليف وآخر شيء نكون نحن خرّبنا البلد ودمّرنا البلد لأنه عندنا عدة أصدقاء هم مقتنعون كذلك ووصلوا إلى هذه القناعة.
نحن على كل حال نعتز بكل صديق، نعتز بكل حليف، نعتز بكل أخ، لكن نحن أناس نتصرف بمسؤولية، وقلت وأعيد وأقول المسؤولية التي نتصرف فيها ليس ما يقوله عنا التاريخ - نحن هكذا تعلمنا من الإمام الخميني - هذا ديننا، ليس ما يقوله عنا التاريخ وليس ما يقوله عنّا الناس، ما هو الشيء أو العمل الذي إذا قمنا به نستطيع أن نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ونجيب عنه ويكون وجهنا أبيض، هذه خلفيتنا، هذه ثقافتنا، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يحرجنا أو يفرض علينا أو يلجأنا، وبهذا الموضوع لا نجامل، وعندما نتكلم عن يوم القيامة والآن مع الكورونا الكل بدأ يشعر بأن تأتي يوم القيامة، هناك يوم قيامة أشخاص بالحد الأدنى، لأن كل شخص أصبح معرضاً، الذي كان يعتبر نفسه شاب ورياضي وجسمه ما شاء الله ويتحمل المرض، الآن ليس هنالك حسابات، هذا ملك الموت فُتّحت له كل الأبواب، نحن دائماً نحسب حساب يوم القيامة، بهذا الموضوع نحسب حساب يوم القيامة.
اسمحوا لي أن أقول جملة أيضاً، أنا كنت أريد أن أختم بساعة ولكن بقي كلمتين أريد أن أقولهم عن موضوع الكورونا، لكن سأقول جملة لأنه أيضاً أنا إنسان ولدي مشاعر ولدي عواطف، اسمعوها جيداً مني، من نكد الدهر، من نكد الدهر، أنا كنت أتوقع أن أطل على التلفزيون لأدافع عن موقف حزب الله بموضوع قانون الانتخابات، أو إعطاء ثقة لهذه الحكومة أو تلك الحكومة أو لعقد هذا التحالف أو ذاك التحالف، مثلاً، أما أن يأتي يوم بعد تلك الشيبة أنا أطل على التلفزيون حتى أجلس وأدافع عن حزب الله وأدافع عن المقاومة بموضوع عميل إسرائيلي، قاتل، مجرم، نحن قاتلناه، نحن هزمناه وقتل شهداءنا وأسر إخواننا وأخواتنا وعذّبنا واعتدى علينا، هذا من نكد الدهر، فقط...
الموضوع الثاني، كورونا، باختصار شديد، كل المعطيات التي تُحكى اليوم في العالم تقول أن الموضوع سيأخذ أشهراً بالحد الأدنى، هناك من يقول العلاج يُكتشف بالصيف آخر بالخريف، آخر مع بداية السنة القادمة، يعني بالحد الأدنى، يمكن أن يتلطف الله سبحانه وتعالى بالناس وبشعوب العالم وبالبشرية ويتجاوز عن كل شيء حصل في الكرة الأرضية ويهدي الناس ويفتح لهم باب الشفاء والعافية ويبعد هذا المرض عنهم. لكن نحن علينا أن نتعاطى مع الوقائع، والله أمرنا أن نأخذ بالأسباب. بناءً عليه، عندما يقولون لنا أنه نحن أمام معركة طويلة لعدة أشهر، كل دول العالم تتحدث بهذا المنطق، هذا ماذا يرتب، ما يلي، التشدد في الإجراءات، بالأيام القليلة الماضية ببعض المناطق عادة الناس قليلاً تتساهل، يجب التشدد بالإجراءات، العزل في المنازل، البقاء في المنازل إلا من كان مضطراً، يجب التعاطي مع التخلف عن الإجراءات أنه خطأ وأنه خطيئة وأنه معصية وأنه قبيح وأنه منكر لأنه يعرض حياة الآخرين، حياة الناس للخطر وهذا من المنكرات التي يجب أن يتناهى الناس عنها، ينهى بعضهم بعضاً، بكل قرية وبكل حي وبكل بلدة وبكل مكان، يجب أن تتشكل أطر اجتماعية وشعبية للضغط على من يخالف ويتخل، لا نلقي كل العبء على الدولة اللبنانية، يعني غير صحيح أنه كل مطلوب من الجيش ومن المخابرات ومن قوى الأمن ومن الأجهزة الأمنية أن تنزل هي على الشارع وتمنع وتقطع، يجب أن يحمل الناس مسؤولية بهذا الموضوع، أنا أول مرة تحدثت وقلت هذه مسؤولية الجميع، كل واحد، لبناني، لاجئ فلسطيني، نازح سوري، مقيم على الأراضي اللبنانية، كل واحد مسؤول أن يمنع انتشار هذا الخطر، هذا المرض، إذاً تشدد، هذا في مسؤولية الناس.
في مسؤولية الحكومة، المرة القادمة أنا تحدثت قلت نحن ليس لدينا مانع أن تعلن الحكومة الطوارئ، خرج بعض الفلاسفة في لبنان يقولون السيد أعطى ضوء أخضر، أنا قلت ليس هنالك مانع لأنه كان هناك جو قبل كلامي أن الحكومة اللبنانية تريد إعلان الطوارئ وحزب الله يمنع، هذه واحدة من الظلم الموجود في لبنان، فقط لتطمئنوا، أنا خلال الأيام القليلة الماضية صحيح كنت حزيناً ولكن كنت من جهة ثانية مرتاح جداً جداً جداً، لأن أكثر وقت يكون الشخص مرتاحاً عندما يكون مظلوماً، في جانب من الموضوع. على كلٍ، بهذه النقطة أنه نحن نمنع حكم الطوارئ، أصلاً لم يطرح طوارئ بالحكومة ولا أحد بالحكومة تحدث معنا بموضوع الطوارئ، هناك بعض الجهات المحلية الإعلامية طرحت علينا من الجيد أن تطلبوا من الحكومة أن تعلن الطوارئ؟! قلنا لهم لا، نحن لا نمانع إذا الحكومة تريد أن تعلن الطوارئ، لأنه لو دعونا نحن إلى طوارئ كانت ستقوم الدنيا، حزب الله يريد أن يعطل الحركة الاقتصادية والحياتية ونصبح ضد العلم وضد الاقتصاد وضد المعيشة وضد الحياة، نصبح ثقافة الموت. لذلك بهذا الموضوع قلت أنا ليس لدينا مانع، ومع ذلك الحكومة لم تذهب إلى طوارئ بل ذهبت إلى تعبئة عامة.
بهذه النقطة اليوم أريد أن أقول لأنه أمس أيضاً أعيد الكلام عن موضوع عزل مناطق وخرج أحد في الإعلام يريد أن يشتغل بموضوع المناطق ستة وستة مكرر، أنا أحب أن أقول للحكومة أيضاً من جديد، إذا يتبين معكم إذا هناك المنطقة الفلانية ومع الاعتذار الشديد من كل الشعب اللبناني، تبين معكم أن هذه المدينة شيعية أو هذه القرية الشيعية وتريدون عزلها اتكلوا على الله اعزلوها ولا نريد ستة وستة مكرر، عيب، عيب، مخزي، مخزي، ليس إنسانياً هذا التصرف الموجود في لبنان، أي منطقة حصل فيها انشار للوباء، الحكومة اللبنانية ترى، اللجنة المعنية والحكومة تريد أن تأخذ قرار إقفال، فلتقفل، عزل، فلتعزل، عندنا أو عند غيرنا، للأسف مضطرين أن نتحدث هذه اللغة، نحن شعب واحد ونعيش في بلد واحد وكلنا معرضين للخطر، عيب، عيب، عيب، اليوم شاهدت في بعض وسائل التواصل الاجتماعي شخص عمل شيئاً معيب جداً، يقول مثلاً بالاحصائيات عدد الاصابات بالصين، العدد بايطاليا، العدد بايران، فرنسا، ألمانيا، سويسرا، كوريا، يضع مثلاً آلاف، يصل إلى لبنان، أما في لبنان عدد الشيعة، عدد السنة، عدد الدروز، عدد المسيحيين، صحيح، عيب، عيب، عيب، عيب حتى ينقطع النفس... هذا يعني أنه نحن لسنا ببشر، هذا يعني أنه نحن ليس عندنا مشاعر إنسانية، أن كل طائفة تنظر إلى الطائفة الأخرى على أنها ليست موجود إنساني بشري، يجب أن تتعاطف معه ولو في الحد الأدنى من التعاطف، طبعاً مع الذي يفكر بهذه الطريقة وإلا أغلب أناسنا ليسوا هكذا، هناك أناس كذلك موجودين، هؤلاء أخطر من كورونا والله وعلى مستقبل هذا البلد وعلى مستقبل هذا الشعب، لذلك أريد أن أقول للحكومة المصلحة التي تجدها مناسبة للشعب اللبناني أو لأي منطقة من لبنان فلتملك شجاعة أن تأخذ القرار الذي تراه مناسباً ونحن معها وندعمها ونؤيدها ولو كان يرتبط بنا.
أيضاً من الأمور التي نريد أن نطالب بها الحكومة اليوم هو موضوع السجناء، الاكتظاظ الموجود في السجون اللبنانية، هناك بعض الدول عالجت الموضوع، مثلاً بعض الناس يطلبون عفو عام، نحن نؤيد، يعني إذا هناك فرصة أن تجتمع اللجنة، مجلس النواب يناقش هذا الموضوع نحن جاهزون، رغم أنه نعرف أن هذا الموضوع معقد جداً، والكلام مطولاً فيه أخاف أن يصبح كلاماً شعبوياً، لكن دعوا تعقيد هذا الموضوع جانباً، فلنتحدث بالسجناء الموجودين الآن في السجن غير المطلوبين الموجودين في الخارج الذين يطالبون بالعفو، هناك دول لجأت لإجراءات، هناك أناس مثلاً أخرجوهم من السجون، أرسلوهم إلى بيوتهم وأنه عندما تنتهي الأزمة تعودون وتقدموا أنفسكم مثلاً للقوى الأمنية وتعودون إلى السجن، الآن بعد ذلك هربوا أو لم يهربوا بحث ثانٍ، لكن لجأوا إلى مجموعة إجراءات تخفيفية، نقلوا عدد من السجناء وأخرجوهم إلى بيوتهم، ممكن أن يعملوا نوع من الإقامة الجرية من بيوتهم، أنه ممنوع أن تغادر وبالتالي الحاجز، إذا خرج إلى الحاجز يريد أن يغادر البلدة أو المدينة يتم اعتقاله أو ما شاكل، هذا تفصيل أصبح، أنا ما أريد أن أقوله أن موضوع السجناء واكتظاظ السجناء في السجون يجب أن يُعمل تصنيف ما، هناك أصناف يمكن ايجاد مخارج لهم، مثل المخرج الذي وجدته الحكومة بالنسبة للذين ما زالوا موقوفين بسبب الغرامات المالية. هناك شيء آخر، شاهدوا في العالم كيف عملوا، هذه تجارب إنسانية نتعلم من غيرنا، ليس كله يجب أن يكون صناعة وطنية، هو للأسف أضعف شيء عندنا الصناعة الوطنية يجب أن نقويها.
على كلٍ، العنوان الثالث بالموضوع الاجتماعي، عندما نقول أن القصة طويلة يعني مع الوقت سيبدأ بالظهور الناس غير القادرة على دفع آجار البيت، آجار الدكان، آجار المحل، غير قادرة على سد الديون وما شاكل، هنا يجب أن نعيد ونؤكد بشدة على موضوع التكافل الاجتماعي، التكافل الاجتماعي ليس فقط أن نركز على كيف نقدم المساعدات، التكافل الاجتماعي جزء منه إذا أنا مؤجر بيت وأستطيع - مرة أنا أعيش من آجار البيت، بحث آخر، لكن مرة ثانية أنا أستطيع أن أؤجل قبض الآجار شهر اثنين ثلاثة أربعة، فلأؤجل، مؤجر دكان وهذا الدكان مقفل، المستأجر لا يستطيع أن يدفع آجار الدكان إذا أستطيع فلأؤجل، أنا مديّن أناس وقادر على أن لا أتقاضى منهم الديون، إذا قادر، هناك في بعض الحالات لا يكون قادراً، مثلاً هناك مؤسسة، كنا نتكلم مع إخواننا في مؤسسة القرض الحسن، قال نحن إذا لم نسترجع الأموال يصبح عندنا مشكلة بالسيولة إذا جاء أحد يريد أن يأخذ أمواله يمكن أن لا نستطيع أن نؤمن له، نعم هذا صحيح، أنا أقول للذي يستطيع، نتمنى أن يؤخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، مساعدة الآخرين الحمد الله أنا أشكر بكل المناطق، كل القوى السياسية، كل الهيئات والجمعيات والأشخاص الذين يتفاعلون مع هذا الموضوع، ندعو أيضاً إلى الاقتصاد في الانفاق، هذه هنا تحتاج إلى القليل من "الحنتتة"، تحتاج إلى القليل من "الدقة" لديك بعض الأموال لا تصرفهم كلهم في هذه الأشهر، لأن القصة طويلة، إذا عندك أموال من أجل عائلتك ومن أجل أن تساعد الآخرين لاحقاً، تجنب الكماليات، تحنب الرفاهية، نعتبر أنفسنا مثل ما قلنا بأول يوم في حالة حرب، كيف يتصرف الإنسان في حالة الحرب.
بالنسبة لحزب الله، طبعاً كل شيء تطلبه منا وزارة الصحة أو الوزارات المعنية أو الدولة أنا أعلنت استعدادنا، حتى الآن نحن من خلال مؤسساتنا وتشكيلاتنا وإخواننا وأخواتنا، ما بين أطباء وطبيبات، ممرضين وممرضات، مسعفين ومسعفات، الدفاع المدني، طلاب كليات الصحة، متطوعين في هذا المجال في هذه المعركة، في كل القرى، في كل البلدات، في كل المناطق، الآن المشغول من إخواننا وأخواتنا يقارب العشرين آلفاً، هنا أعيد وأقول نحن جاهزون أكثر من ذلك، نحن الحمد الله عددنا أكبر من ذلك بكثير، الدولة تحتاج منا شيئاً نحن جاهزون وأيضاً في المناطق الأخرى، يعني نحن هذا النشاط هو في أماكن تواجدنا أو في محيط تواجدنا طبعاً لم نذهب إلى أماكن أخرى. نحن هذه المعركة نخوضها على كامل الأرض اللبنانية والساحة اللبنانية وحاضرون أن نتواجد في كل مكان يمكن أن نقدم فيه المساعدة للمدن والبلدات اللبنانية والمخيمات الفلسطينية ومخيمات النازحين السوريين وكل أماكن تواجد إنساني بشري على الأرض اللبنانية نحن قادرون أن نساعد أنا أبدي استعداداً بوضوح شديد، نحن لا نهرب من هذه المعركة ومن مخاطر هذه المعركة.
وطبعاً بكل شيء نحن نقدر أن نكون جزءاً من هذه المعركة نحن كنا، الآن لأن هذا الموضوع افتعل نقاشاً أنا أحب أن أؤكد على نقطة، إلى أن توقفت الطائرات من إيران، كل الزوار الذين جاءوا من ايران، كل الطلاب الذين جاءوا من ايران، كل شبابنا الذين كانوا في إيران وجاءوا من إيران، وحتى شبابنا الموجودين في سوريا أو يذهبون إلى الجبهة في سوريا ويأتون من الجبهة من سوريا، أنا أحب أن أؤكد للجميع هؤلاء جميعهم خضعوا للإجراءات وللفحص وللحجر المنزلي بالأعم الأغلب الذي كان محتاجاً لحجر منزلي وحتى الذي يذهب إلى الجبهة في سوريا نحن نجري له فحصاً قبل أن يذهب لأنه لا نريد أن ننقل العدوى إلى سوريا، وعندما يعود إلى لبنان نجري له فحصاً قبل أن يعود إلى لبنان حتى لا نأتي بالعدوى إلى لبنان إذا عُدي في مكان ما من سوريا. كل شيء نحن نستطيع أن نقوم به ضمن دائرة إمكاناتنا ومحيطنا وتأثيرنا، نحن نفعل ذلك انطلاقاً من الذي قلت في تلك الليلة، المسؤولية الإنسانية الأخلاقية الشرعية الدينية التي نجيب الله عليها يوم القيامة.
ما أريد أن أختم به هو موقف اليوم أنا أطالب به ليس فقط اللبنانيين أو الدولة اللبنانية وإنما خطاب عام، دول وحكومات وشعوب في العالم، أنا قلت هذه حرب هناك أناس اعترضوا، اليوم كل العالم يقول هذه حرب، هذه حرب كونية وعالمية والحكومات والشعوب تخوضها على امتداد الكرة الأرضية، بهذه الحرب للأسف هناك جهات ما زالت تتصرف بعنصرية وبلا أخلاقية وبلا إنسانية، وهناك ثلاث مناطق أريد أن أتحدث عنها فقط كذكر يتعرضون لهذا التصرف اللاإنساني واللاأخلاقي والعنصري. المنطقة الأولى، قطاع غزة، صحيح ما زال حتى الآن الموضوع تحت السيطرة ولكن هناك مليوني إنسان في قطاع غزة، قطاع محاصر لا تدخله تجهيزات طبية ولا مستشفيات ولا مساعدات ولا ولا ولا... ماذا تنتظرون لرفع الحصار عنهم، وضمناً آلاف الأسرى الموجودين في السجون الإسرائيلية وبالمناسبة الفيروس يتفشى بسرعة في كيان العدو، حسناً، هؤلاء الأسرى ماذا؟ عقلية عنصرية تنظر إلى البشر الآخرين على أنهم موجودات هي في خدمتهم ولا قيمة لها ولا احترام لها من حقك أن تخاف على الأسرى في السجون الإسرائيلية وعلى قطاع غزة وعلى كل عربي وفلسطيني داخل كيان العدو الصهيوني، هنا صوت العرب، صوت جامعة الدول العربية، صوت العالم.
اثنين، اليمن، اليمن الذي ما زال تحت الحرب، والعالم يخوض حرباً على الكورونا والحرب على اليمن لم تقف والقصف على اليمن لم يتوقف والحصار على اليمن لم يقف، ممنوع دخول الأدوية وممنوع دخول التجهيزات الطبية وممنوع دخول البعثات الطبية، أليست هذه جرائم ضد الإنسانية.
وأختم بإيران، أكثر من ثمانين مليون إنسان يواجهون هذه الحرب الشعواء في إطار العقوبات الأميركية والحصار الأميركي، طبعاً الشعب الإيراني يقاتل ويكافح ويقاوم ويسطر البطولات وهناك شهداء كبار سقطوا في هذه المعركة، أطباء وممرضون وممرضات وطبيبات ومفخرة الإنسانية، ولكن أما آن لهذا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة ودول العالم أن تصرخ في وجه هذا الشيطان المجرم القاتل السفاك العنصري الذي اسمه ترامب لرفع لا نقول له العقوبات الاقتصادية، لرفع العقوبات التي تمنع وصول التجهيزات الطبية والأدوية وتمكن إيران من مواجهة هذه الحرب، 80 مليون إنسان، أين الضمير الإنساني، أين البشر، أين الأخلاق، أين الإنسانية؟ على كل حال هو هذا، مثل ما ختمت فيه المرة الماضية، أختم اليوم، يوم بعد يوم يثبت هذا الرجل أنه عنصري وأنه ليس من الجنس البشري، أنا بدأت أؤمن أن هناك مخلوقات فضائية قادمة من الفضاء وواحد منهم هذا ترامب، أنه يريد لقاحاً فقط لأميركا، وكالة حصرية، لماذا؟ بقية الشعوب تموت ستين عمرها ما ترجع، ليس عنده مشكلة المهم أميركا. اثنين، من أجل الموضوع المالي، فلوس، لأنه إذا أخذ هذا اللقاح سيتحكم فيه بكل أموال الشعوب في العالم، ثالثاً، من أجل الانتخابات، يريد أن يكون رئيساً في الانتخابات القادمة، لأنه الخطأ الذي ارتكبه في مقاربة هذا الملف خطأ قد يودي به في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا لم يلحق نفسه وأصلح. عنصري، كل العالم تقول كورونا المستجد إلا هو الفيروس الصيني، أدخل الفيروس في الحرب التجارية والاقتصادية والسياسية بينه وبين الصين ولا أعرف هذا إلى أين يؤدي على المستوى الدولي.
العالم، الصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي، دول في العالم، طالبت ترامب بتخفيف العقوبات عن إيران زاد بومبيو العقوبات على إيران، لا أعرف، بالحد الأدنى هناك أناس أكبر مني بالسن لكن منذ خلقت وكل ما قرأت من تاريخ لا أعتقد أن هناك شخص متكبر متعجرف متوحش ليس عنده إنسانية وليس عنده أخلاق وليس عنده شرف وليس عنده ضمير، هذا يكفي... مثل شخص اسمه ترامب.
نعم مسؤوليتنا كلنا أن نرفع الصوت، اليوم أنا تحدثت، الذي يستطيع أن يكتب أو يغرد، الدول مطلوبة أن تطالب، الشعوب تضغط على حكوماتها، يوم القيامة كل شخص في الكرة الأرضية سيسأل عن أهل غزة مثل ما سنسأل عن بلدنا وعن شعبنا، عن غزة وفلسطين والأسرى في السجون، عن اليمن الذي لم تقف الحرب عليها ومتروكة للكوليرا وللمرض وإذا تفشى الكورونا الله أعلم أين تصبح العالم، عن 80، 85 مليون في إيران محاصرين بسبب الاستكبار والعتو الأميركي.
على كل حال بالصبر بالمقاومة أعود وأقول، بالتحمل، بالثقة بالله والتوكل على الله والدعاء والتوسل والعمل والإجراءات واتباع العقل والعلم والضوابط ننتصر في هذه المعركة.