كلمة الأمين العام - 07-05-2018

  • شارك
  • التقييم
  • موضوع الحلقة
    خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عن مجريات العملية الانتخابية الذي ألقاه عبر الشاشة عصر اليوم الاثنين 7-5-2018.
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
    السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
    أنا أريد التحدث بطبيعة الحال عن الانتخابات ونتائجها.
    في العادة أقوم بتقسيم الكلمة، لدي 3 أقسام هي على الشكل التالي:
    1- توصيف للواقع على مستوى النتائج وبعض الدلالات، قراءة سريعة وأولية.
    2- دعوة الى ما هو آت، ما هو المطلوب.
    3- التعبير عن الشكر والامتنان والتقدير لكل الذين كانوا حقيقة من أهل الوفاء.
    اولاً: اجراء الانتخابات هو انجاز وطني، بعد 9 سنوات من الإنتخابات السابقة وبعد أكثر من تمديد للمجلس النيابي. في لبنان لم يذهب المجلس الى خيار التمديد من جديد وإنما ذهب إلى انتخابات جديدة. إجراء الانتخابات بمعزل عن القانون والتفاصيل وبعض الشوائب، أريد أن أرى الإيجابية أكثر، هو إنجار وطني كبير يسجل للبنان، وإذا أردنا أن نكون منصفين أكثر، هذا يسجل كإنجاز للعهد ولفخامة الرئيس العماد ميشال عون ،لأنه بخطاب القسم قال نريد أن نجري انتخابات.
    يسجل أيضاً للحكومة اللبنانية الحالية، لكل القوى السياسية، ولكل فئات الشعب اللبناني التي تعاونت لإجراء الانتخابات وإنجاحها، لأنه عادة في العديد من الدول في العالم نتيجة الإعتراض في القانون يصبح هناك دعوة للمقاطعة، لكن في لبنان، الحمد الله لم نشهد دعوات للمقاطعة، وكان هناك إجماع وطني على إجراء الانتخابات. هذه النقطة الأولى الإيجابية والممتازة يجب أن نقف عندها كلبنانيين.
    ثانياً، القانون نفسه، القانون النسبي، نعتقد من خلال الحملة الانتخابية المنزعج من زاوية في القانون ومن أي تفصيل فيه كان يهاجم، أحدث فرصة كبيرة للعديد من القوى السياسية والكثير من الشخصيات والمجموعات أن تشارك وأن تتمثل وتحظى بالفرصة.
    هذا القانون يجب البناء عليه، ولا احد ينفي أنه يوجد بالقانون بعض التفاصيل والشوائب والنقاط التي يجب إعادة النظر بها، ومن الممكن أن تكون هناك بعض الإشكالات الجوهرية، مثل موضوع الدوائر، فنحن دائماً كنا نقول أن لبنان دائرة انتخابية واحدة، في كل الاحوال لا يمنع على الاطلاق أنه من حق المجلس النيابي ومن حق الحكومة أن تدرس أو تعدل أو تعيد النظر في بعض الأمور، لكن من الآن نقول، لا يجوز العودة الى الوراء، يعني العودة الى أي شكل من أشكال القانون الاكثري. القانون النسبي بلا شك ولا ريب التمثيل به أعّدل وأفضل ويعطي فرص حقيقية.
    أريد أن أعبر وأشير إلى أمر مهم، هناك حديث جرى أثناء الانتخابات أن هدف هذا القانون أو هذه الانتخابات هو إقصاء جهة فلانية، مع الاحترام لهم ولكن لا يمكننا القول ان الهدف اقصائنا، وليس الهدف إقصاء أحد لأنه في القانون النسبي لا يوجد إمكانية إقصاء، في القانون الاكثري يوجد إمكانية إقصاء، نعم هناك اشكالية معينة عند توزيع الدوائر وبعض التفاصيل.
    نحن نقول في القانون النسبي الناس تأخذ أحجامها الطبيعية، ولكن نتيجة نقاط أخرى في القانون من الممكن أن يأخذ أحد أكثر من حجمه الطبيعي أو أقل قليلاً.
    امكانية اقصاء في ظل القانون النسبي أمر غير معتاد، وبالتالي لا أعتقد أنه في كل القوى السياسية التي كانت تخوض الانتخابات يوجد أحد يريد إقصاء أحد لديه وجود فعلي وحقيقي.
    ثالثاً، من النقاط الإيجابية أيضاً موضوع الوضع الأمني، نريد أن نأخذ موضوع المنطقة ككل والتوترات الموجودة فيها ونريد أن نأخذ العالم الثالث، حتى أحياناً بما يسمى بالغرب عندما تأتي الانتخابات تبدأ المشاكل، لكن عادة في انتخابات العالم الثالث تحدث العديد من المشاكل.
    الوضع الأمني كان جيداً جداً، الدولة اللبنانية تستطيع إجراء الانتخابات بكل الدوائر لأنه عادة في لبنان كانت خلال كل أسبوع تكون الانتخابات في محافظة أو أكثر. في يوم واحد هذا انجاز كبير للدولة، وللجيش، والأجهزة الأمنية مع وجود الأخطاء والشوائب التي يجب تقيّيمها ومعالجتها، ولكن هذا لا يجب أن يضرب المشهد ككل.
    الوضع الأمني كان جيداً أثناء الحملة الانتخابية وأيضاً نهار الانتخاب، وفي الحملات الانتخابية تبيّن أنه يوجد العديد من الشخصيات في لبنان كانت تفترض أنها مستهدفة أو كانت تتصرف على أنها مستهدفة وهذا كان يُثار من خلاله احراجات سياسية كبيرة ونوع من التحريض، تشارك فيه وسائل إعلام عربية، تبين أنه غير موجود وأنّ النّاس تستطيع أن تتجول من قرية إلى قرية، وفي المدن والأحياء، مع العلم أن هناك أكثر من شخصية كانت تقول أنها لا تستطيع التحرك في البلد لأن الوضع الأمني خطر، طبعاً هذا الخطر قائم، ولكن عملياً أثبتت التجربة أن الوضع الأمني ممتاز والعديد من الشخصبات تستطيع أن تتجول وتلتقي مع الناس، وتستطيع أن تجول نصف البلد في نهار واحد، وهذه شهادة للوضع الامني في البلد.
    الشخص الوحيد بشكل أساسي نتيجة العامل الإسرائيلي الذي ليس لديه إمكانية أن يتجول بين النّاس هو العبد الفقير. ولكن عموماً حتى الذي كان في دائرة خطر معينة بالإضافة إلى إجراءات أمنية كانوا يستطيعون التحرك، وهذه النقطة إيجابية مهمة لا بد من الوقوف عندها، وأن نحافظ عليها، وأن نتمسك بها كلبنانيين وكل المقيمين في لبنان.
    "نعمتان مجهولتان: الصحة والامان"، هذا الأمان الذي ينعم به لبنان، وهذه نعمة إلهية عظيمة جداً، نحن كلبنانيين من خلال سلوكنا وأدائنا وخطابنا يمكننا أن نحافظ عليها أو نضيعها وهذه أيضاً مسؤولية كبيرة يجب ان نحافظ عليها جميعاً.
    النقطة الرابعة: نحن طرحنا منذ بداية الإنتخابات سواء في خطاباتي أو خطابات الرئيس بري، كان هناك تركيز على عنوانين كبيرين:
    العنوان الاول هو من خلال الانتخابات النيابية نحتاج الى حضور نيابي كبير لماذا؟
    الأمر الاول، هو الحماية السياسية للمقاومة، والحماية السياسية لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا يتطلب قوة في مجلس النواب، وحضوراً في الحكومة وحضوراً في مؤسسات الدولة عموماً.
    العنوان الثاني، هو عندما تكون هناك كتلة نيابية قوية ووازنة يوجد إمكانية للعمل على تحقيق البرامج الانتخابية التي أعلن عنها، سواءً بالاصلاح المالي أو الإصلاح الإداري أو الموضوع الاقتصادي والمعيشي، وبناء الدولة، وكل العناوين التي تكلمنا بها سابقاً.
    نحن نعتبر بناءً على النتائج الأولية التي أعلنتها الماكينات الانتخابية والتي أصبحت متداولة في لبنان، ونحن ننتظر النتائج الرسمية، لأنه يوجد بعض الصناديق، ويوجد أقلام اقتراع للمغتربين وللاداريين في بعض المناطق لا زالت عمليات الإحصاء متواصلة فيها. يمكن أن تحدث بعض التعديلات، وأنا لا أريد أن أستبق النتائج الرسمية، لكن النتائج العامة، في نهاية المطاف إذا أخذنا النتائج العامة، نحن نستطيع أن نقول أن ما كنا نتطلع اليه بالحملات منذ بداية الانتخابات والترشيحات والحملات الانتخابية والتحالفات وعمل الماكينات وصولاً الى يوم الانتخاب ووصولاً الى النتائج، نحن نعتبر أن الهدف قد تحقق وقد أُنجز، اليوم بعون من الله سبحانه وتعالى وببركة الناس وأهل الوفا نستطيع أن نقول نعم.
    طبعا بعون من الله سبحانه وتعالى، وبركة الناس وأهل الوفاء، نستطيع اليوم أن نقول لكم ما كنت أحاول أن أثيره وأتحدث عنه وأؤكد عليه. يمكننا أن نتحدث اليوم بدرجة عالية جداً من الإطمئنان واليقين أن الحضور النيابي الذي أفرزته هذه الانتخابات النيابية، إذا تحدثنا عن نفس قوى المقاومة وعن حلفائها وعن أصدقائها نقول أن تركيب المجلس النيابي الجديد، يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار الاستراتيجي، ولحماية المعادلة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة، والتي بإعتقادنا هي التي في الظروف الحالية والأوضاع الحالية في المنطقة وتوازنات القوى الموجودة والتطورات الموجودة، هي الوحيدة حتى الآن الكفيلة بحماية البلد خصوصاً عندما تعود النّاس للاستحقاقات الجديدة، وغدا سنعود لموضوع النفط والغاز والحدود البحرية وربما هناك بعض المعلومات أن الإسرائيليين عادوا وهدّدوا بأنهم سيبدأون ببناء الجدار على بعض الأراضي اللبنانية التي نعتقد أنها أرض لبنانية، الأمم المتحدة تتعاطى معها أنها متنازع عليها، بالنهاية من يستطيع أن يحمي البلد في ظل هذه الظروف وهذه المعطيات هي هذه المعادلة.
    المجلس النيابي الحالي، نعم، أستطيع القول أنه يوجد الآن كما كان في السابق، لكن الآن بشكل آكد وأفضل قوة، حضور نيابي كبير ووازن وحقيقي. عندما أعود وأكرر قوى المقاومة ولا أريد الآن الحديث عن أغلبيات وأكثريات وما شاكل، أنا لا أتحدث عن التفاصيل اللبنانية بل بهذه النقطة بالتحديد نعم هذا يمكن أن يشكل حماية قوية لهذا الخيار الاستراتيجي الذي نعتقد نحن أن جزءاً كبيراً من جمهورنا كان حافزه الأساسي للذهاب إلى الصناديق، والآن سأتحدث بعد قليل عن هذا الحضور، هذه الخلفية، وهذه الحقيقة.
    أيضا في البعد الثاني وفي العنوان الثاني، هذا الحضور النيابي الكبير إن شاء الله إذا تابع بشكل جاد وبشكل مسؤول ومخلص يمكن أن يساعد على تحقيق عناوين البرامج الانتخابية التي طرحت أثناء الحملات الانتخابية.
    إذا نحن نعتبر بهذا التوصيف وهذه النقطة، أن هناك انتصاراً سياسياً ونيابياً ومعنوياً كبيراً جدا لخيار المقاومة، لجمهور المقاومة، ولبيئة المقاومة، لهذا الخيار الاستراتيجي، لهذا الخيار الذي يحمي سيادة البلد والذي يحصّن البلد هذا تحقق، الحمد لله، من خلال هذه الانتخابات.
    النقطة الخامسة هنا إذا دخلنا أيضا إلى تفصيل أدق وهي النقطة الأخيرة في المقطع الأول.
    أحد الاستهدافات كان من الانتخابات النيابية، هذه طبعا أنا لا أقول إقصاء أنا أعود وأقول بالقانون النسبي لو جاءت الدنيا بأسرها لتقصينا لا يمكنها أن تقصينا لأنه إذا لدينا حضور شعبي معين ولو بنسبة هذا الحضور سنبقى موجودين.
    لا يمكن لأحد أن يلغي أحداً، لكن هنا الاستهداف ليس له علاقة بالإقصاء بل له علاقة بالمعركة الكبرى التي تُخاض ضدنا كجزء من محور المقاومة وتخاض بالمنطقة.
    من خلال كل السنوات الماضية، الضغط علينا إذا قلت الضغط على حزب الله وسأتناول مسألة الحلفاء، الاتهامات، الشائعات، محاولة تشويه الصورة، محاولة إقناع الناس أن هؤلاء الجماعة هؤلاء مافيات، عصابات إجرامية، وتجّار مخدرات، شبكات عالمية بالمخدرات وسرقات السيارات، ولا أعرف ماذا؟؟؟ وغسيل الأموال، كل شيئ يمكن أن يقال أو يقوله الأمريكان وغيرهم كان يُقال خلال السنوات الماضية. وطبعاً وسائل الإعلام العربية خصوصاً الخليجية ويواكبها بعض المحليات ويأخذها كأنها مسلمات "خلص الأمريكان قالوا وإذا الأمريكي قال انتهى الأمر". فتشويه الصورة هذا شُغل عليه بقوة.
    موضوع العقوبات وقانون العقوبات والاجراءات التي أجريت سواء بلبنان، بموضوع المصارف، أو بالخارج من خلال استهداف تجار لبنانيين يُتهمون بأنهم يقدمون دعم مالي للمقاومة أو يتعاطفون مع المقومة، إستمرار الضغط من خلال التحضير لقوانين عقوبات جديدة. الاستهداف الأمني، الاستهداف السياسي، الحملة الشعواء، الضغط الاجتماعي والاقتصادي، الضغط خصوصا على المغتربين الذين يرسلون أموالهم إلى لبنان.
    أيضا الضغط على الحلفاء والأصدقاء، الضغط على الحلفاء والأصدقاء لإبعادهم عنا، لكن الأهم هو الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة، عندما تبدأ البيئة الحاضنة للمقاومة بالتفكك وتضعف، وتتعب، وتيأس، وتمل، وتقول "خلص" لم يعد بإمكاننا التحمل، لنبحث عن خيارات أخرى. هذه هي النقطة الوحيدة، نقطة الأمل التي يراهنون عليها.
    أنا لا أتحدث تحليلاً، هذا الموضوع عُقدت من أجله مؤتمرات، آخرها كان فك شيفرة حزب الله بالإمارات، المؤتمر الذي دُعي إليه خبراء أجانب وعرب ولبنانيين، ونحن اضطلعنا على مضامين أو خلاصات بالحد الأدنى أنا قرأت الخلاصات.
    مؤتمرات عُقدت في أكثر من مكان من العالم. حلقات دراسة أجرتها أكثر من وزارة خارجية وأكثر من جهاز مخابرات.
    يا أخي أن هذه قصة المقاومة في لبنان، الآن نتحدث عن لبنان، ما هو حلها؟ البعض يقول لك نضرب سورية. هذا عملوا عليه بعد العام 2006، وخطّطوا له من وقتها. موضوع إيران والضغط على إيران والتمويل وغيره.
    لكن في نهاية المطاف ب82 و83 و84 و85 المقاومة التي انطلقت في لبنان والتي ألحقت الهزيمة الفعلية والكبرى وأسست للهزائم فيما بعد، كانت إمكاناتها جدا متواضعة، ليس شرط المقاومة حتى تستطيع أن تستمر أنها بحاجة دائما إلى إمكانات ضخمة، في نهاية المطاف إذا كان هناك إرادة مقاومة، المقاومة حتى بإمكانات بسيطة لأنها مقاومة شعبية، لأنها إرادة شعب، لأنها محتضنة من شعبها أو بالحد الأدنى من بيئتها المباشرة هذه مقاومة تستمر.
    لذلك التمركز كله صار من خلال كل الدراسات والمؤتمرات والنقاشات أنه إذهبوا لفك بيئة المقاومة، هذه البيئة دعها تشك، دعها تشك بقياداتها، وتشك بأطرها، وبأحزابها وبرامجهم وشخصياتهم، وبإخلاصهم، واتهموهم بالفساد، واتهموهم بالتقصير، واتهموهم بالقصور، وبالعجز، وفتتوهم، وكل ما تستطيعونه بأن تزرعوا الخلافات الحزبية بينهم وأن تعودوا وتحيوا العصبيات المناطقية، أي أمر يمكنكم القيام به، هذه البيئة هي مستهدفة. وعملوا على هذا الموضوع وانفقوا عليه أموالاً طائلةً وهائلة.
    عندما نأتي هنا للانتخابات، مهما كان الهدف، هنا اسمحوا لي بالحديث قليلاً لأن بلدنا مقسم على هذا الأساس، اسمحوا لي بالحديث بالصراحة التي تعهدوها مني. سآتي إلى البيئة الشيعية بالتحديد، على البيئة الشيعية تحديداً لأن التعبير الذي قيل لم يكن فلتة لسان، عندما قيل أن مقعد شيعي من المقاعد الست في بعلبك الهرمل يساوي 127 مقعداً بمجلس النواب أي يساوي مجلس النواب.
    ما هو الموضوع الذي كان يُحضر له، الذي حضر له أنه لو مقعداً شيعياً واحداً ببعلبك الهرمل، وأنا أزيدكم لو أكملنا مقعد شيعي واحد، اسمحوا لي بالحديث بهذه اللغة، بالجنوب بالتحديد، ربما بالضاحية يكون الأمر أهون بقليل، ببيروت أهون بقليل، وفي جبيل كذلك، لكن عندما أتحدث عن الحواضن الكبرى لأنه يمكن لحزب الله أن يخرج ويقول ولا لحركة أمل أن تقول (أن يبرروا) بالنهاية بالضاحية نحن ضمن دائرة انتخابية نحن أقلية بها، في جبيل نحن أقلية متواضعة فيها، جبيل وكسروان وفي بيروت لدينا حضور لكن أيضا بالمجموع نحن أقلية في بيروت.
    يستطيع حزب الله أن يشرح للعالم إذا كان هناك نائب بعبدا أو ببيروت أو بجبيل لم ينجح لكن ببعلبك-الهرمل أو بدائرتي الجنوب الثانية والثالثة لا يستطيع أن يشرحه، كذلك الحال إذا تحدثنا عن زحلة والبقاع الغربي.
    بالنهاية يستطيع الواحد أن يقول الشيعة في البقاع الغربي أو زحلة هم أقلية ضمن مجموعة أقليات، أنا لا أجيد الحديث عن الأكثريات والأقليات، لكن واضح جدا أنه عندما تتحدث عن بعلبك الهرمل، لا، هذه البيئة الحاضنة للمقاومة، عندما تتحدث عن الجنوب هذه البيئة الحاضنة للمقاومة، هذه جبهة المقاومة، والجبهتان الجنوب، الجبهة ضد العدو الإسرائيلي، وبعلبك -الهرمل الجبهة ضد الجماعات المسلحة، الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي أيضاً كان يُشغلها الأميركي والإسرائيلي بدليل أنه في جنوب سوريا وفي منطقة الجولان الإسرائيلي يُشغلها ويُعطيها سلاح ويعطيها تموين ويُعطيها معلومات ويُعالج جرحاهم وتتدخل طائراته من أجل أن يدافع عنهم، إذا هذا كله لا يُسمى علاقة وتعاون فما هي العلاقة والتعاون؟!
    حسناً، لذلك جاء وقال لك، إذا أخذنا نحن مقعد هنا أو مقعد هنا أو هنا، لكن حددوا على بعلبك - الهرمل أكثر، ليتم توظيف الموضوع، بالنهاية المقعد مقعد، يعني إذا تحدثنا بالتركيبة اللبنانية افترض يا أخي أننا خسرنا مقعد شيعي في بعلبك - الهرمل أو في الجنوب الثانية أو الثالثة، خير إن شاء الله، خير إن شاء الله ممكن عندنا، لكن بتوظيفهم لا، الموضوع مختلف تماماً، كان بداية التحضير وهذا قرأناه بالصحف الخليجية وبالإعلام الخليجي وببعض الإعلام اللبناني، أن هذه بداية تأثير السياسات والبرامج التي استهدفت بيئة المقاومة، إذاً هذا المقعد الوحيد كانوا يريدون أن يعملوا من خلاله، كنا اليوم يعني اليوم كنا سنشهد حملات إعلامية ضخمة تبدأ من أميركا للغرب للسعودية لبعض دول الخليج، للبنان، انظروا هذه المقاومة بيئتها بدأت تعاقبها، بدأت تحاسبها، نتيجة خياراتها الاستراتيجية، نتيجة قتالها في سوريا، نتيجة كذا وكذا... بدأت تتراجع، حرب نفسية ضخمة جداً كان سيبنى على هذا الأمر.
    اليوم أستطيع أن أقول أن هذا الأمر أُسقط، يعني هذا من انجازات الانتخابات، هذا ليس له علاقة بالأعداد الكبيرة وبالمشهد العام لمجلس النواب، لا، هذا بحد ذاته كان هدف، بمعزل عن ماذا يخطط للبنان وبنيته السياسية وتركيبة المجلس كيف ستكون والحكومة، هذا كله أساس ولكن أيضاً هذا كان أساس، هذا لم يكن هدف ثانوي، هذا كان هدف أساسي يُشغل عليه وعُمل عليه في الانتخابات النيابية وقبل الانتخابات النيابية وسيُعمل عليه أيضاً بعد الانتخابات النيابية.
    هذا الأمر، طبعاً الحمد الله اليوم هذا أسقط ولا أحد يستطيع أن يتحدث بأي شيء حول هذا الموضوع، والاستهداف كان بهذا المكان بالتحديد، الآن مثلاً عندما نذهب إلى بعلبك - الهرمل، 8 مقاعد من 10 مقاعد، طبيعي هذا القانون النسبي، أنا في الجلسات الداخلية مع كل الأخوة والأخوات قلت لهم هذا أمر طبيعي، يعني أنا لا أطلب منكم استنفار ومستوى من الاقتراع أن تأخذوا 10 نواب في بعلبك - الهرمل، هذا أمر غير طبيعي، لأنه طبيعة الديموغرافيا والتنوع الموجود في المنطقة والقوى السياسية الموجودة فيه وطبيعة القانون النسبي، فلذلك كنا مفترضين واحد واثنين هذا أمر طبيعي، نعم لو ذهبنا إلى الثامن، الآن لم أتكلم هكذا في الإعلام، لكن في اللقاءات الداخلية كنا واضحين مع بضعنا، أن المعركة الحقيقية على الثامن، خصوصاً على الثامن إذا كان مقعد شيعي لأن هذا سيتم استغلاله ضمن الاستهداف الذي قلته قبل قليل.
    بكل الأحوال، أنا أعتقد هذه الحملة أعطت نتائج عكسية، لأن اليوم عندما نشاهد نسب الاقتراع والحضور - غير الإشكالية العامة في البلد - لكن نشاهد مثلاً في بعلبك - الهرمل الذي كان الاستهداف الأساسي والأول، في عام 2009 كانت نسبة الاقتراع - لما نحكي هنا ما زلنا في البيئة الخاصة بالشيعة - 54%، بينما أمس كانت نسبة الاقتراع 63%، يعني بالعكس، هذه الهجمة وهذا الاتهام أوجد حافزاً اضافياً أن تحضر الناس بقوة وبوجود أكبر، كذلك أيضاً إذا ذهبنا إلى بقية الدوائر، يعني سنجد كثافة حضور - هنا دعوني أتوسع عن الموضوع الشيعي المحدد - عموماً جمهور المقاومة، حلفاء المقاومة، الذين أيدوا لوائح المقاومة من الشيعة، من السنة، من الدروز، من المسيحين إلى آخره، من خلال التحالفات والعلاقات القائمة بيننا وبين قوى وأصدقاء وأحزاب وشخصيات مستقلة، لذلك نجد نسبة الاقتراع والحضور عالية جداً في زحلة، في البقاع الغربي، في الضاحية، في بعبدا، في بيروت، في جبيل نفسها، في دوائر الجنوب الثلاثة، كان هناك حضور كبير ومهم، وهذا كله كان بهذه الخلفية، يعني حتى مثلاً نحن عندما نأتي لبعض الدوائر التي ليس لنا فيها مرشحين ونجد من جمهورنا ومن قواعدنا ومن إخواننا وأخواتنا حضور كبير وفاعل كماكينة انتخابية وكإقتراع، مثلاً افترضنا الآن بالتقسيم الذي كان بيننا وبين أمل مثل البقاع الغربي ومثل الزهراني، أو هناك دوائر لا أصلاً لا يوجد مرشح لنا ولا لحركة أمل، يعني إذا تكلمنا عن الثنائي الوطني، إذا تكلمنا عن هذا الثنائي مع ذلك إخوننا وأخواتنا في الجهد الذي فعلوه في دوائر ليس لدينا فيها مرشحين، لكن أخذنا قرار أن نكون فيها إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا في بيروت الأولى، في عاليه والشوف، في المتن، في جبيل وكسروان كان لدينا مرشح، وفي دوائر الشمال المختلفة، وحضروا وشاركوا وأيضاً كانوا يدافعون عن الخيار السياسي لأنه نحن هناك كان خيارنا أخلاقي سياسي إن صح التعبير، لم يكن لدينا أي مصالح انتخابية في المعنى المباشر، وإنما هناك حلفاء لنا وأصدقاء لنا ولدينا مجموعة أصوات وبهذا القانون الصوت والمئة صوت والألف صوت والخمسمئة صوت يستطيعوا أن يغيروا في المعادلة، إذا فلنكن إلى جانب حلفائنا وأصدقائنا، ولذلك رأينا أن إخواننا وأخواتنا وجمهورنا وجمهور المقاومة بكل هذه الدوائر بالماكينات وبالاقتراع وبالحضور وبالجدية كان يتصرف بمسؤولية وطنية كبيرة وبمسوؤلية جهادية كبيرة، لم يكن يتعاطى على قاعدة أنه أنا لدي مرشح في هذه الدائرة أو لا، هذا المرشح في هذه الدائرة يعنيني حزبياً أو لا يعنيني حزبياً، بل كانوا يتصرفون بمستوى المشروع ككل، مشروع المقاومة ككل، المشروع الوطني ككل، مشروع بالحقيقة أكثر من هذا، يعني موقعنا في محور المقاومة وصراع المنطقة ككل.
    هذه النسب العالية طبعاً هي التي كانت في الحقيقة الرد المباشر على كل الذين حاولوا أن يقولوا أن المقاومة في الحد الأدنى في بيئتها الداخلية تراجعت أو ضعفت أو وهنت أو ضعف أهلها ويئسوا وتعبوا وملوا، هذه الانتخابات الرسالة التي تعطيها سالة معاكسة تماماً، حتى على مستوى العلاقة مع الحلفاء والأصدقاء أيضاً التجربة التي مررنا بها تعطي رسالة معاكسة تماماً.
    حسناً، هذا المقطع الأول، المقطع الثاني كلمتين لن أطيل.
    الانتخابات انتهت، أنا قبل الانتخابات كنت أقول للقوى السياسية يعني الشخصيات والزعماء والخطباء، أنه يا جماعة الخير أطيلوا بالكم، يوم الانتخابات ينتهي، في اليوم الثاني أياً كانت النتائج هناك حقيقة وطنية موجودة في لبنان لا أحد يستطيع أن يتجاهلها وهي حاجة الجميع للجميع، يعني لا أحد يستطيع أن يلغي أحد أو يقصي أحد، من الممكن أن يكون عندنا خلافات حادة، حتى خلافات على المستوى الاستراتيجية أو خلافات على المستوى التكتيكي والتفصيلي ولكن هذه تركيبة البلد، إذا نريد هذا البلد وأن يكون هناك دولة وأمن واستقرار وأن نعالج مشاكلنا المعيشية والاجتماعية والاقتصادية وأن نحافظ على المنجزات القائمة والموجودة، فيجب على العالم أن تتعاون مع بعضها وأن تعمل ربط نزاع في أي قضية من القضايا، هناك ربط نزاع في الملفات الاستراتيجية وأحياناً يكون هناك ربط نزاع في الملفات الداخلية والتفصيلية، ولذلك كنت أقول في سقف الخطاب دعوا للصلح مكان، نحن حرصنا خلال كل الفترة الماضية أن لا يكون هناك خطابنا طائفي أو مذهبي وأن لا نذهب إلى أي تحريض، في هذا المعنى كان خطابنا كله سياسي وإن كان في مرحلة من المراحل في بعض القضايا ممكن أن يكون هناك خطاب سياسي حاد ولكن كان حريص أن يلتزم الأصول والأداب.
    بكل الأحوال الآن انتهينا من الانتخابات، من جديد، الدعوة هي التالية، يا جميع اللبنانيين، جميع القوى السياسية، جميع القيادات السياسية - ننصح بعضنا - لا أحد أستاذ والثاني تلميذ، كلنا نتعلم في المدرسة الوطنية فيجب أن نكون من أبناء مدرسة واحدة، أنه يا جماعة الخير، الآن العالم ستهدأ، ستلم نفسها قليلاً، ستصبر، يعني الخطابات إذا العالم ستكمل الخطابات مثل ما كنا نسمع قبل الانتخابات، الخطابات الحامية، " الناس التي رؤؤسها لا تحملها، أقدامها لا تحملها - لا أعرف ماذا يقولون -" طبعاً نكون هكذا نأخذ البلد "ونفوتو بالحيط"، يعني هناك مشكلة كبيرة نكون نحن ذاهبين إليها في البلد.
    الآن الناس يجب أن تهدأ، الخطاب الطائفي الآن في مرحلة من المراحل، أو الخطاب المذهبي أو الخطاب المناطقي - لأنه كان هناك كثير من الخطاب المناطقي في هذه الانتخابات - أو بعض الأدبيات لشد العصب مثلاً، ماشي الحال انتهت، سنكمل هكذا؟ أنا أعتقد الذي يريد أن يكمل هكذا معناه أنه يريد فتنة في البلد ويريد أن يمس بكل الانجازات الموجودة في البلد ويريد أن يعيق أي امكانية تحسن في وضع البلد، التحسن في وضعه الأمني، في وضعه السياسي، المعيشي، الحياتي، الاجتماعي، وبالتالي الشعب اللبناني يجب أن لا يسكت عن هذا الموضوع، أياً يكن، من عندنا أو من عند غيرنا، أي واحد يريد أن يذهب إلى خطاب طائفي، مذهبي ، تحريضي، انتهينا من الانتخابات، انتهينا من شد العصب، إلى أين سنكمل بعد؟ الناس يجب أن تهدأ على بعضها، يجب أن تذهب وتبحث، الآن كل الانتخابات تعمل جروح، يجب أن نضمد هذه الجروح، يجب أن نهدئ الأنفس، أنفسنا وأنفس الناس وأنفس القوى السياسية، النتائج ستصدر، يجب أن نتعاطى مع هذه النتائج بواقعية، ونستخلص العبر بدل أن نجلس ونضرب على رؤوسنا أو بعض الناس يضربوا على رؤوسهم، لا أتكلم عنا إن شاء الله لسنا محتاجين أن نضرب على رأسنا بشيء، نستخلص العبر ونذهب ونشد همتنا أكثر ونعمل أكثر ونعالج ثغراتنا ونعالج نواقصنا، نقاط قصورنا، نقاط تقصيرنا، إلى آخره.
    فأنا أدعو إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة، وسائل الإعلام أتمنى أن تساعدنا، وسائل التواصل الاجتماعي، شبكات التواصل الاجتماعي أتمنى أن تساعدنا كثيراً، الذي يريد أن يحتفل احتفل، الذي يريد أن يحكي حكى، الذي يريد أن يعلق علق، أتمنى أن لا يذهب أحد إلى الشماتة هنا أو هنا، بالتأكيد من الممكن هناك إلتباسات بكل القوى السياسية وبكل اللوائح بالعديد منها وأغلبها، هذا الأمر يجب أن يعالج داخلياً، يمكن التصعيد فيه أو توجيه الاتهامات فيه قد يكون فيه ظلم كبير نتيجة الغياب عن الوقائع وقد يكون لا يوجد فيه ظلم، لكن هذا يعالج داخلياً، هذا لا يغير شيء من نتائج الانتخابات، إذاً يجب أن نذهب إلى الايجابية، يجب أن نهدئ جو البلد، يجب أن نعتبر أن الانتخابات انتهت، الشماتة و "التزريك" الناس لبعضها البعض هذا لا يجب أن يكون موجود بأي شكل من الأشكال، والآن عندنا استحقاقات، عندنا مجلس نيابي جديد، نريد أن ننتخب رئيس مجلس نيابي، مكتب مجلس، المجلس سيبدأ بالعمل، من أجل أن نتعطل، العالم ستسمي رئيس حكومة، ستتشكل حكومة، من الآن يجب أن تبدأ النقاشات حول تشكيل الحكومة، نستفيد من الوقت، صحيح لم تنتهي ما زال هناك عدة أيام من ولاية المجلس الحالي ومن ولاية الحكومة الحالية ولكن يجب الاستفادة من كل فرصة، من كل وقت، لأنه نحن لا نعلم حتى الوضع في المنطقة، كلنا كنا مشغولين بالانتخابات، ولكن جزء منا ومنهم أنا كنت أتابع كل يوم ماذا يحكي الاسرائيلي وماذا يهدد ويتوعد باتجاه لبنان وباتجاه سوريا والمشكل بين اسرائيل وايران والذي يحصل في فلسطين، في غزة يحصل شيء كبير جداً والتطورات الفلسطينية كبيرة جداً، أصلاً نحن لا نعرف المنطقة إلى أين ذاهبة، لذلك ليس لدينا وقت كثير في لبنان لنضيعه، ولا يجوز ولا يصح أن يأخذ تشكيل الحكومة المقبلة 7 أو 8 اشهر أو سنة او اكثر او اقل، يعني لا وضع البلد يتحمل ولا وجودنا كبلد في هكذا منطقة متوترة يتحمل ولا انتصارات الشعب اللبناني تتحمل، هذا بحاجة الى عقل كبير وجدية كبيرة واخلاص كبير، وترفع من قبل الجميع عما جرى وعما حصل، هذا يقول لك بأن هذا أخطأ معي، هذا اساء إلي، هذا شتمني، هذا هاجمني، هذا تهجم عليي، هذا كله ويجب ان نرى كيف نلم وضعنا ونعالجه لنستطيع ان نبدأ.
    حسنا، لدينا مجلس نيابي شئنا أم أبينا هذه نتيجة الانتخابات، لدينا مجلس نيابي الى اربع سنوات، الان ستشكل حكومة جديدة وسنتكل على الله، نذهب لنعالج مشاكلنا ومسائلنا. الروح العامة التي يجب أن تحكم في المرحلة المقبلة هي روح التعاون بمعزل عن الخلافات حتى لو كانت خلافات استراتيجية او تفصيلية.
    يبقى نقطتين فقط في هذا المقطع، النقطة الأولى، أريد أن اطمئن في بيروت. الآن على ضوء النتائج، لكل القلقين على هوية بيروت العربية، انا احب ان اقول لهم، هذه الهوية ستبقى عربية وستتأكد عربيتها وتتأكد هويتها المقاومة. وبيروت من خلال التنوع الذي افرزته بنتائج الانتخابات وتمثيل قوة سياسية متنوعة ومتعددة للنيابة في بيروت هي تعطي الهوية الحقيقية لبيروت التي تختصر لبنان، والتي تستطيع أن تكون عاصمة لبنان، بالتالي اذا أسف احد على هذه النتيجة، الذي تكلم كثيرا عن ان هذه الانتخابات ستهدد عروبة بيروت وهوية بيروت، انا اعتقد انه عندما سنرى النتائج سواء في بيروت الاولى او بيروت الثانية، وننظر فيها، نرى الشخصيات التي مثلت، والقوى السياسية التي تمثلت والعناوين التي تمثلت، التنوع الموجود والقائم يؤكد أولاً أن بيروت لكل لبنان وهذه تختصر كل لبنان وكل اللبنانيين ممثلين فيها، وهويتها العربية كلنا يجب ان نتعاون على تثبيتها، وبالتأكيد وستتأكد هويتها المقاومة، نعم بيروت كانت دائما وابدا وستبقى ان شاء الله عاصمة للمقاومة، ومحتضن أساسي لمشروع المقاومة، والمشروع الوطني، والمشروع الفلسطيني.
    النقطة الاخيرة، هي بموضوع جبيل كسروان، يعني انا اعرف انه، وسأتكلم لاحقا بالدائرة الخاصة، ان اخواننا واخواتنا سواء حزب الله او حركة امل بالعائلات، اتكلم بالموضوع الشيعي بشكل خاص، عملوا جهدا كبيرا، رأيناه في صناديق الاقتراع، رأينا التصويت الكبير، طبعا ضمن عددهم لمرشح حزب الله في هذه الدائرة، طبعا كنا نتمنى ان تكون نتجية مختلفة، يعيني انا الآن اقدر مشاعرهم وعواطفهم، نحن نشاركهم بنفس هذه المشاعر، لكن وطبعا عندما نتكلم عن الشكر، انا اشكرهم على كل شيء فعلوه، وأيضا أشكر كل اصدقائنا في لائحة التضامن الوطني الذين تحملوا مسؤولية كبيرة في هذا الموضوع. انا لانني وضعت هذه النقطة بمقطع الدعوة للمرحلة المقبلة، اريد ان اطلب من اخواننا واخواتنا كلهم في جبيل وكسروان، صحيح أن يأخذ الشخص عبرة ويستخلص عبراً من هذا المقطع، لكن اتمنى ان لا يبنى عليه نفسيا باتجاه المحيط الذي تعيشون فيه.
    نحن نصر على العيش الواحد، ونصر على العيش المشترك، نصر على تحالفاتنا الكبيرة، وتحالفتنا على مستوى المنطقة، وصداقاتنا، ونظرتنا للوضع الوطني، لذلك أنا اقدر الموضوع النفسي، لكن مع الوقت هذا الموضوع لا ينبغي ان يبنى عليه اي مشاعر سلبية. طبعا انا واثق جدا انه لا يبنى عليه اي تصرفات سلبية، انا حريص، ان اذهب الى منطقة القلب والعاطفة والشعور، نريد ان لا يبنى على هذا الموضوع مع الوقت اي مشاعر سلبية، انتم جزء من هذه المنطقة الموجودين فيها، جزء من حياتها، تركيبتها، من ماضيها، من حاضرها، ومستقبلها، هذا الموضوع نريد ان نكمل فيه ونتعايش معه بشكل طبيعي مع تقديرنا للجهود المميزة والخاصة التي قمتم فيها، لتلك الجهود الخاصة والمميزة التي قام بها اصدقاؤنا في لائحة التضامن الوطني.
    المقطع الاخير الشكر، في الحقيقة اولا الشكر لله سبحانه وتعالى، اي توفيق، اي نصر، اي عون، اي انجاز، او تعاون، اي تماسك، اي تجانس كله هذا هو بنعمة من الله وفضله، وله الشكر والحمد دائما. طبعا الناس، حبل من الله وحبل من الناس، بحسب السنن التاريخية والاجتماعية التي سنّها الله سبحانه وتعالى، ربط الكثير من الامور بارادة الناس ، وهنا انتم عبّرتم عن ارادتكم، وانا اتوجه اليكم بالشكر، هذه الادبيات التي امتلكها التي احكيها من اعماق قلبي، انا اتوجه بالشكر الجزيل لكم جميعا، ابدأ بالترتيب، اولا ، عوائل الشهداء الذين حفظوا وصانوا دماء اعزائهم، ازواجهم واولادهم واهلهم باصواتهم، انا رأيت على التلفزيونات، كنت اتابع كيف ان عوائل الشهداء حتى بعض امهات الشهداء تحمل صورة ابنها الشهيد وهي داخلة الى صندوق الاقتراع، وهذا يربك المقترع، لكن التعبير الرمزي كان ممتازا، تصريحاتهم، مواقفهم خلال الحملة الانتخابية في يوم الاقتراع، حضورهم، كان مميزا جدا، الجرحى، الجراح لم تعيقهم، المقطعة ايديهم، المقطعة ارجلهم، الذين خسروا أعينهم، الذين لديهم شلل نصفي وشلل، هؤلاء كلهم بالاعداد الكبيرة كانوا حاضرين وعبروا عن موقفهم بشكل ممتاز جدا. كبار السن، أيضا الذين اتوا كان مظهرهم مؤثر جدا، يمشون على "العكيزات" وينتظرون ساعة وساعتين الخ.. ايضا كانوا يتكلمون بوعيهم بادراكهم بمعرفتهم ببصيرتهم، الحضور الشعبي الكبير، رجالاً ونساءً بكل المناطق. ا
    في الاحتفالات بدأنا في النبطية وختمنا في بعلبك، الآن نبدأ من حيث ختمنا، ابدأ من بعلبك الهرمل، الحضور الكبير الذي حصل، الناس الذين ذهبوا من هنا يمكن لاول مرة في الانتخابات النيابية، يطلع هذا العدد الكبير ليشاركوا في الانتخابات بنفس المنطقة، هنا أريد أن انوه لأنه وقتها كنا مضغوطين قليلاً وقت الاحتفال، اريد ان انّوه بالحضور الكبير الذي حصل والثبات الذي حصل بمهرجان بعلبك، مشهد الناس الذين يحملون الكراسي على رؤوسهم ليمنعوا البرد الكبير الحجم، وقالوا لي بانها بقيت ثلث ساعة الى نصف ساعة تمطر برداً.
    كنا نرى في بعض الحملات الانتخابية عندما تمطر الدنيا قليلاً، ينتهي المهرجان، يفرط، لكن الناس جلست نصف ساعة تحت البرد ويمكن ساعة تحت الشتاء وحتى أمطرت قليلاً وأنا أخطب والناس بقيت. طبعاً هذا كان فيه إرادة تحدي، يعني هذا كان يعبر عن تحدي كبير جداً وتعبير عن إرادة الناس وتمسك الناس، أنا قلت لبعض الإخوان يمكن يوم الجمعة لم تمطر عندما أجلنا الاحتفال للثلاثاء، يمكن الله سبحانه وتعالى – "الآن نحن عادة هكذا ضيعوية نتكلم بهذه الطريقة"، ايماننا هكذا - أن الله سبحانه وتعالى يريدها أن تمطر وأن تنزل برداً وأن يبقى الناس ليوصلوا رسالة. أين البرد؟ في بعلبك، في منطقة بعلبك - الهرمل، في المنطقة التي من أول يوم بدأت فيها الانتخابات فُتحت العين عليها. الحضور الكبير مثل ما قلنا نبدأ ببعلبك - الهرمل، زحلة، البقاع الغربي، الضاحية الجنوبية والحضور الكبير أيضاً في بيروت، في دوائر الجنوب، في جبيل وكسروان وبقية الدوائر، دائرة دائرة، أنا أشكرهم، للناس جميعاً الذين نزلوا وتحملوا، كان التصويت بطيئاً، كان هناك مشاكل إدارية واضحة كل الناس تكلموا عنها، وينتظرون أحياناً ساعة وساعتين وثلاثة وازدحام وضغط خصوصاً بالساعات الأخيرة. واقعاً الناس تحملوا كثيراً ويستحقون كل شكر وتقدير، وهذا كان جهادكم في الحقيقة، هذا كان وفاؤكم، هذه كانت مقاومتكم الأصلية والأساسية، طبعاً للرجال والنساء، للأخوة جميعاً وللأخوات جميعاً، حضورهم بالماكينات الإنتخابية، ما زلت أتكلم بالعام، مشاركتهم معنا، حضورهم بالاحتفالات، حضورهم يوم الاقتراع، صناديق الانتخاب. شكر كبير للتعاون الذي كان قائماً، قيادياً على مستوى القيادة وعلى مستوى القواعد مع إخواننا وأخواتنا وأعزائنا في حركة أمل، مع بقية الحلفاء والأصدقاء وشخصيات في مختلف الدوائر. شكر خاص وكبير للماكينات الانتخابية في حزب الله سواءً الماكينة المركزية أو الماكينات الموجودة في المناطق، لكل الإخوة والأخوات الذي اشتغلوا على مدى أسابيع طويلة ليلاً ونهاراً بهذه الماكينات وجلبوا هذه النتيجة الممتازة.
    الشكر للإخوان المرشحين، الذين في وقت ضيق استطاعوا بنسبة عالية جداً أن يجولوا على كل الضيع، على كل المدن، على كثير من المناطق ويلتقوا مع الناس، رغم أن الوقت كان ضيقاً بذلوا جهداً كبيراً بالإطلالات الإعلامية وبالتواصل الشعبي وبالحضور المباشر.
    الإخوان المسؤولين الذين أداروا هذه الماكينات سواءً مركزياً أو مناطقياً، سواءً كانوا مسؤولي مناطق أو مسؤولي وحدات أو ملفات، مختلف المستويات، من واجبي أيضاً أن أقدم شكراً خاصاً لرئيس الماكينة الانتخابية المركزية الذي كان على عاتقه الجهد الأكبر في إدارة الانتخابات أخونا سماحة الشيخ نعيم قاسم حفظه الله وحفظكم جميعاً.
    الكل مشكورين، إن شاء الله هذا الذي قمتم به تجدونه، يعني حسناته وخيره وبركاته، في الآخرة، وحسناته وخيره وبركاته أيضاً بالدنيا. إن شاء الله لا أكون نسيت أحداً.
    نحن الآن أمام مرحلة جديدة بالكامل، الناس عملوا الذي يقدرون عليه، إن كان البعض أشكل على أداء بعض الإدارات لكن الإدارة الحكومية، إدارة الدولة للانتخابات بالنهاية عملوا جهداً كبيراً مشكورين، الوزارات المعنية، الجيش الأجهزة الأمنية، الموظفين، رؤساء الأقلام، الجمعيات التي واكبت العمليات، كل من ساعد بانجاح هذه الانتخابات بأحسن وضع ممكن وأقل شوائب ممكنة إن شاء الله مشكورين ومباركين.
    اريد ان اختم بالقول نحن امام مرحلة جديدة، الناس عملت ما عليها، وانا هنا لا اتكلم عن حزب الله او عن حركة امل، اتكلم على المستوى الوطني، الشعب اللبناني عمل ما عليه، جاء الى الانتخابات، شارك، صوت، وانتخب.
    يوجد الان مجلس نيابي، يوجد مسؤولية على عاتق النواب الذين على عاتقهم تشكيل حكومة ومحاسبتها ومراقبتها، الذين على عاتقهم ان يفوا بوعوهم، بكل الوعود التي اطلقوها خلال الحملات الانتخابية، وبالتالي المرحلة المقبلة هي مرحلة تحمل المسؤولية وأداء الآمانة، وكل النواب يجب ان يتعاطوا على انهم اليوم مؤتمنين، ائتمنوهم الناس على مصيرهم وامنهم وعلى استقرارهم وعيشهم الواحد وسلمهم الاهلي، على سيادتهم، على خيرات بلدهم، على نفطهم، على غازهم ومياههم، على ارضهم، كل حبة تراب ونقطة مياه وكل كرامة وعزة وشرف وكل مستقبل لأولادهم وأحفادهم. هذه الامانة والمسؤولية كبيرة جدا اليوم على عاتق النواب، يجب ان يتحملوا هذه المسؤولية، هذه النيابة ليست عناوين دنيوية، هذا تكليف، الذين يفهمون بموضوع الاخرة يعرفون أن هذه مسؤولية كبيرة امام الله يوم القيامة، وعلى مستوى الدنيا هذه مسؤولية أمام الناس، والعمل على خلاف هذه الامانة هو خيانة للآمانة، وأعظم قيمة انسانية وقيمة دينية هو آداء الامانة.
    أداء الأمانة من قبل النواب المنتخبين هو للشعب اللبناني بأن يكونوا جديين في اللجان النيابية ويناقشوا، وان يقدموا اقتراحات قوانين لحل مشاكل البلد، وأن يتابعوا ويحضروا بكل مسؤولية، واي تخلف من اي نائب منتخب من الشعب اللبناني عن تحمل هذه المسؤولية هو بالمقياس الاخلاقي وبالمقياس الديني هو خائن، خائن للامانة التي اعطته اياها الناس في 6 ايار يوم امس. بالنسبة لنا أعيد واقول من جهتنا كل الذي تكلمنا عنه في الانتخابات والحملات الانتخابية الذي قلناه في البرامج الانتخابية، كل الوعود التي قطعناها للناس انا واخواني ان شاء الله، لان هذه ليست مسؤولية النواب فقط بل مسؤولية القيادات السياسية التي ينتمي اليها هؤلاء النواب، نحن سنفي، سنعمل في الليل وفي النهار، هذا لم يكن كلاماً انتخابياً، هذا لم يكن كلاما لننجح في 6 ايار، هذا كان وعد مع الله ووعد معكم، وفيما هو آت من العمر، "الله سبحانه وتعالى شو بوفق"، نحن نعتبر مسؤوليتنا الكبرى أن نفي بكل كلمة وبكل وعد قطعناه لكم خلال كل الأيام الماضية، كل الخير والبركة ان شاء الله لشعبنا وأناسنا وأهلنا الطيبين من كل المناطق اللبنانية على تنوعهم بكل مكوناتهم.
    ان شاء الله مستقبل هذا البلد نستطيع جميعا ان نحميه ونبنيه، نحمي ونبني سويا، ونحافظ على خيراته ونسلمه لأولادنا ولأحفادنا، لكل الأجيال المقبلة أفضل مما كان في حياتنا وفي شبابنا وفي زماننا، "عشتم وعاش لبنان" . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.