كلمات عاشوراء - 19-09-2018

  • شارك
  • التقييم
  • موضوع الحلقة
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

    السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
    الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، وعظم الله أجوركم.
    أولاً: الشكر لكم جميعاً، الإخوة والأخوات، على هذا الحضور الكبير في هذه الليلة، والشكر لكل الذين أحيوا هذه المجالس في كل مكان في هذا العالم، ولكم في لبنان في كل المناطق والبلدات والمدن والقرى على أحسن حال إن شاء الله.
    الشكر أيضاً للجيش اللبناني، قيادةً وضباطاً ورتباء وجنود، والقوى الأمنية أيضاً، قيادةً وضباطاً ورتباء وجنود، ولكل الذين ساهموا في حماية وحراسة وتأمين هذا الجو الأمني السليم والمطمأن والطيب.
    لا بد من الإشادة أيضاً بالتنسيق الممتاز بين الإخوة في حركة أمل وحزب الله على إمتداد الساحة اللبنانية وفي كل المناطق والقرى والبلدات، والذي ساعد في تأمين أفضل شكل من أشكال الإحياء لهذه المناسبة العظيمة.
    والحمد لله رب العالمين، لقد مرّ علينا حتى هذه الساعة ونسأله عز وجل أن يُتم لنا ذلك، تحقق حتى هذه الساعة، وهذا الإحياء الآمن في كل المناطق، لا أحداث أمنية ولا مشاكل ولا صراعات ولا اختلافات، وهذا من نعم الله سبحانه وتعالى علينا وعلى الناس.
    أيضاً من المناسب في بداية الكلمة وفي انتهاء الليالي أن أتوجه إلى الذين في كل المناطق وليس فقط في الضاحية بل في كل المناطق أزعجتهم بعض الإجراءات الأمنية، سواء من قبل الأجهزة الرسمية أو من قبل إخواننا أو من قبل الإخوان في حركة أمل، في كل الأحوال نحن نعتذر منهم على أي إزعاج أو أذى قد يكون لحق بهم، ونأمل إن شاء الله في العام المقبل أن نُراجع بعض هذه الإجراءات، وأن يكون الوضع الأمني أفضل، وبالتالي تكون الإجراءات أخف، لكن في كل الأحوال لم تكن هناك أي خلفيات غير صحيحة لهذه الإجراءات سوى الحرص على الموضوع الأمني ومواجهة التهديد الأمني.
    كما هي العادة في هذه الليلة أن أتحدث في الشأن العام، ويكون لدي مقدمة وبعض الموضوعات في العناوين الأساسية وخاتمة.
    طبعاً عادةً أقسم موضوعاتي بين الليلة وغداً، يعني ليس شرطاً أن كل شيء أتكلم عنه الليلة.
    مقدمة ترتبط بالمناسبة، نتكلم كلمة مختصرة، الليلة هي ليلة اليوم العاشر، غداً يوم العاشر، ظلت إحياء المناسبة هي يوم الغد في كل مناطق العالم.
    ما أود أن أُلفت إليه الناس جميعاً، يعني أننا هنا نخاطب الشعوب والمنطقة والعالم، وأيضاً الجهات العلمية والفكرية والثقافية والإعلامية والإجتماعية وكل من يهتم بقضايا الشعوب والمجتمعات والأمم في العمق، أنا أدعوهم إلى مقاربة هذا الذي يجري منذ سنوات، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، من زاوية مختلفة، الآن يوجد هناك أناس يتطلعون إلى الموضوع على أساس أنه موضوع مذهبي عند الشيعة، يبكون في هذه العشرة أيام خير إن شاء الله، هذا الموضوع يخصهم أو طقس من طقوسهم الدينية أو شعيرة من شعائرهم الدينية، أو ما شاكل، لكن أنا أدعو الجميع إلى مقاربة من زاوية أخرى، وهي هذا الموسم الذي يمكن أن يقال بحق، الموسم الثقافي والفكري والتربوي والروحي والعاطفي والوجداني العالمي، بدقة هذا توصيف دقيق،لأن ماذا جرى خلال هذه الليالي العشر وسوف يجري غداً؟ هناك الملايين ..عشرات الملايين، أنا لا أريد أن أبالغ لأقول مئات الملايين، لا توجد مبالغة لكن لنتواضع ونقول عشرات الملايين من الناس في هذه الليالي التي مضت، في كل مكان، في كل القارات في الحد الأدنى وليس شرط في كل الدول، في كل القارات، هذه المناسبة كانت عابرة كما يقال للقارات وعابرة للغات وعابرة للأعراق، يجتمع عشرات الملايين خلال عشرة أيام، ويومياً على مدار الساعة، في مجالس وفي مناسبات وفي أماكن متشابهة، في كل العالم في أماكن متشابهة، مساجد وحسينيات وقاعات وساحات وميادين، الامكنة من حيث المشهد العام متشابهة والشعارات متشابهة والكل يرتدون السواد ويجلسون في هذه المجالس والميادين ويستمعون ويخطبون ويتكلمون. وانا أقول هذا موسم ثقافي لأن خلال هذه العشر ليالي بالتأكيد ألقيت عشرات الآلاف من المحاضرات والخطب ذات الطابع التاريخي والفكري والثقاقي والديني والسياسي والتربوي، والجميع يجلس ويستمع في مجلس للعقل ومجلس للقلب وهذه ميزة مهمة، وليس ندوات ومؤتمرات يعمل فقط العقل بها، ويتفاعلون ويتأثرون ويبكون ويحزنون .
    الذروة ستكون يوم الغد وهناك ايضاً مشهد متصل بمشاهد هذه الليالي العشر ويوم العاشر، وهو يوم الأربعين في كربلاء، هذه الظاهرة والمسيرة البشرية الهادرة الضخمة ، عندما يأتي الملايين الى مكان واحد في يوم واحد من شتى أنحاء العراق والعالم والملايين منهم يمشون عشرات الكيلومترات ومئات الكيلومترات الى الحسين، هذا الحضور محوره أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) حفيد رسول الله (ص) للحديث عن موقفه ومسيرته وأهدافه وصلابته وتضحياته وشهامته وشهادته وانجازاته العظيمة واستشهاده وانتصاره بالدم، هذا الانتصار الذي ما زال يسجل عبر التاريخ، وأحد عناوين وأشكال وألوان انتصار الدم الحسيني هو هذا الموسم العالمي الذي أتحدث عنه.
    أين الحسين اليوم في العالم؟ وأين يزيد اليوم في العالم؟ أليس هذا من معالم انتصار الدم الحسيني؟ هذه الظاهرة التي لا مثيل لها في التاريخ المعاصر، أستطيع أن أقول أنه ليس لها مثيل في تاريخ البشرية، أنه في كل عام يجتمع عشرات الملايين لإحياء هذه المناسبة بهذا العمق وهذه الشمول وعقولهم وعواطفهم وأفعالهم وأقوالهم...
    ويقدمون المزيد من الإنتاج الفكري والثقافي والتربوي وأيضاً الإبداع الفني في الصورة والشعر والأدب والصوت والموسيقى والمشهد، وهذا يجب ان يقارب كحدث عالمي تاريخي وثقافي، ويسجل لهؤلاء الذي يقومون بإحياء هذه المناسبة. في الوقت الذي ندعو العالم الى مقاربة هذه المناسبة من هذه الزاوية، أيضاً ندعو أهل هذه المناسبة الحريصين على إحياءها المتمسكين بها جيلاً بعد جيل وزمان بعد زمان حتى وصلت الينا كما وصلت، ونحن نوصلها إن شاء الله إلى أولادنا وإلى أحفادنا وأجيالنا المقبلة، هؤلاء الذين هم نحن ومن معنا في كل العالم ممن يحيون هذه المناسبة عليهم مسؤولية تاريخية، وهي الحفاظ على هذه المناسبة، وإحياءها وعنوانها وصورتها وشعاراتها وشعائرها ومعناها ودلالاتها، الحفاظ عليها وعلى مكانتها وعلى إشراقتها وعلى عظمتها وعلى حضورها الوجداني وعلى قداستها وعلى احترامها، وهذه مسؤولية كبيرة في الحقيقة تخص داخل الإطار الشيعي، سواء في إطار العلمائي او النخبوي او عامة الناس، ولا يجوز أن نبقى نحن الشيعة الذين نحيي هذه المناسبة، والتي تأخذ حصوصاً في العقود الأخيرة والأعوام الاخيرة هذا المدى الكبير والواسع والعميق والمحترم، أن نبقى نقاربها بالوسائل السابقة وبالنقاشات السابقة، ونحتاج الى نقاش جدّي وحقيقي على هذا الصعيد. أنتم في لبنان والحمد لله وفي هذه الليلة الخاتمة، أنتم دائماً كنتم دائماً كنتم شركاء في صنع هذا الحدث وصنع هذا الموسم ، من خلال حضوركم المحترم والهادىء والمنضبط والمؤدب والملتزم، بهذه الصورة وهذه المعاني وهذه الدلالات وهذا ما ستؤكدونه يوم العاشر ان شاء الله يوم غد، وهذه هي مسؤولية كبيرة جداً تجاه الحسين (ع) وتجاه هذه القضية العظيمة والمقدسة.
    ثانياً: هذه هي المقدمة اعتبرناها أولاً، لنعتبرها مقدمة، ولنأتي أولاً: في القضايا السياسية المرتبطة في الشأن العام.
    لن اذهب في هذه الليلة إلى بعض التفاصيل، وإنما أريد أن أتحدث عن بعض الأساسيات وبعض القضايا المهمة. المسألة الأولى في الشأن العام انطلاقاً من ليلة العاشر وهي ليلة حسم الخيارات واتخاذ القرارات المصيرية عادةً، أهم شأن يعني مجتمع أو أمة أو جماعة هو تشخيص العدو من الصديق، عدم الإشتباه في تشخيص العدو لأنه إذا اخطأ في تشخيص العدو سوف يدخل في معركة سياسية او أمنية او عسكرية أو إقتصادية أو ثقافية مع هذا الذي ظنه عدواً لسنوات أو لعشرات السنين، ومن ثم يكتشف أنه كان في الميدان الخاطئ والمعركة الخاطئة. معرفة العدو أهم شيء في الوعي العام والوعي السياسي والوعي الإجتماعي والوعي التاريخي.
    اليوم نحن في لبنان في موضوع أميركا في لبنان والمنطقة، الآن لن أتكلم على مستوى الكرة الأرضية، لبنان والمنطقة التي حولنا، الناس الموجودين في لبنان والمنطقة نحن في موضوع أميركا يوجد خلاف نعم بين النخب والناس حول النظرة تجاه هذه الادارة وهذه الحكومة وهذا النظام، أنا لا أتحدث عن الشعب الأميركي كشعب أمريكي، وانما أتحدث عن الدولة والحكومة والإدارة التي تتخذ قرار الحروب و وتتخذ قرار العقوبات، وتتدخل في الشؤون الداخلية لكل دول العالم، ممن ينظر اليها كعدو مثلنا نحن ومثل الإمام الخميني(رض) وسماحة السيد القائد ومثل آخرين حتى لا نتوسع في الأسماء، وهناك من في المنطقة من ينظر إليها كصديق وحليف، يعني على طرفي نقيض، البعض يعتبرها كصديق وحليف له ويتعاطى معها من هذا الموقع، وهناك قسم ثالث قد يكون لديه قناعات معينة وتوصيف مختلف ويتعاطى على الحبة والموضوع وبشكل سياسي وبراغماتي، وبما ان المعركة هي معركة على الوعي لذلك سأتكلم بهذه المعركة بنقطتين (موضوع أميركا ونقطة ثانية).
    أنا أريد أن أخاطب اللبنانيين ممن نختلف معهم خصوصاً في هذه المسألة، وممن نتفق معهم لكي يزدادوا ايماناً وممن نختلف معهم من من أجل النقاش الهادئ حول هذه المسألة، لن نعمل الآن شعارات والموت لأميركا.. بل نعمل نقاش هادىء حول هذه المسألة، حقيقة أتمنى على طول وانا اطرح اسئلة وإخوانيً ولكن لا يوجد جواب عليها في البلد لأنه لا يوجد جواب في الحقيقة، الآن لنرى إذا يطلع جواب أم لا.
    يستطيعون ان يدلوننا عندما نقول ان أميركا صديق للبنان أو حليف للبنان أو حليف وصديق لشعوب المنطقة، لا أقصد الأنظمة، الصداقة والحلف يعني ان يكون معك، أن يخدم مصالحك ويرعى مصالحه، أن يكون الى جانبك، ان لا يتآمر عليك ، ان لا يطعنك في ظهرك وان لا يجرك بيدك ورجلك الى الهاوية، أليس هذا الصديق والحليف؟ إذاً، كيف أميركا هي حليف؟ وكيف أميركا هي صديق؟ وانا سأتكلم عناوين سريعة لأنه تكفي الاشارة ونحن كنا دائماً نتكلم في هذا الموضوع خلال كل السنوات الماضية، من دون أن أقول أولاً وثانياً لأنهم كثير .
    دعم أميركا لإسرائيل ، الدعم المطلق عسكرياً وأمنياً ومالياً واقتصادياً و معنوياً وإعلامياً، حتى الفيتو في مجلس الأمن لا يوجد إمكانية قرار في مجلس الأمن نتيجة الفيتو الأمريكي، وأنا أسال حلفاء وأصدقاء أميركا في المنطقة من لبنانيين وعرب. هل تقوية إسرائيل وتدعيم إسرائيل وتثبيت اسرائيل لممارسة المزيد من العلو والاستكبار هو مصلحة شعوب المنطقة؟ هي مصلحة الشعب الفلسطيني، والشعب اللبناني والسوري والاردني والعراقي وشعوب دول الخليج وشعوب شمال افريقيا؟ نتكلم فقط حول المحيط لدينا.
    هذا على خلاف مصالح كل هذه الشعوب عسكرياً، وامنياً واقتصادياً وحياتياً وعاطفياً ووجدانياً ودينياً وإيمانياً، ولكن اميركا تفعل هذا في كل يوم وعلى مدار الساعة.
    هل أميركا هي صديق للشعب الفلسطيني وهي التي تحاربه وليس فقط ترامب وإنما الادارات السابقة؟ أميركا التي تحول دون ان يحصل الشعب الفلسطيني حتى على دولة في الحد الادنى لكن يمكن أن تسمى بدولة قابلة للحياة. هل من مصلحة الشعب الفلسطيني ومصالح شعوب المنطقة ان يعترف أميركا وترامب بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل؟ هل هذه مصلحتنا كلنا مسلمين ومسيحيين؟ هل من مصلحة الشعب الفلسطيني وخصوصاً الشعب اللبناني ان يأتي ترامب والإدارة الأمريكية لتلغي حق العودة وتقاطع الاونروا وغداً يمكن ان تضغط حتى على الدول التي تقدم تمويلاً للاونروا لوقف تقديم التمويل؟ وهذا الضرر على من؟ هل هذه هي مصلحة الشعب اللبناني؟ وهل هذه هي مصلحة الفلسطينيين بأن يدفع بهم الى التوطين في لبنان؟ وايضا نكمل مع الأمريكان، من الذي جاء بالجماعات التكفيرية وقام بدعمها؟ اخطر مرحلة عاشتها منطقتنا وشعوب منطقتنا خلال السنوات القليلة الماضية هي مرحلة داعش والنصرة والجماعات التكفيرية. من جاء بهؤلاء؟ أليست اميركا باعتراف ترامب؟ اليس حلفاء اميركا؟ هل يجرؤ حلفاء اميركا في المنطقة ان يقدموا مالاً او سلاحاً او تسهيلات او دعم لهذه الجماعات التكفيرية من دون اذن وموافقة الادارة الامريكية؟ الم تأتي اميركا بالجماعات التكفرية الى هذه المنطقة ودمرت المنطقة خلال السنوات الماضية؟ هل هذه مصلحة الشعب اللبناني وشعوب المنطقة؟
    إطالة عمر وهذا حصل في سوريا وحصل في العراق، اميركا جاءت بداعش وكل حلفاء اميركا في المنطقة دعموا داعش وسهلوا لهم الحدود، وهذه القصة لا زلنا نتكلم عنها منذ سنوات، لأن أميركا كانت تريد من خلال داعش اسقاط الوضع الذي كان قائماً في العراق، لأن الوضع الوطني والمستقل، لانها كانت تريد او توجد الحجة لعودة قواتها التي تم اخراجها من العراق، إطالة عمر الجماعات الإرهابية ومنع حسم المعركة معها في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة.
    العقوبات والضغط على الشعوب بحجة الضغط على حكومات أو على أحزاب، وتهديد كل من يقف اإلى جانب هذه الشعوب، وفرض عقوبات عليه والمثل الأوضح الجمهورية الإسلامية في إيران. يا أخي حتى إذا هناك مكان، مثلاً الآن الفلسطنيين، السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير ماذا هناك بين يديها؟ من جملة الأشياء التي يقولون أنها بيدهم هي الشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، حتى المحكمة الجنائية الدولية كلنا سمعنا بولتون كيف تحدث اتجاه المحكمة الجنائية الدولية، وهذه مؤسسة دولية، هذه ليست إيران، هذا ليس حزب أو تنظيم أو جماعة في الشرق الأوسط، هذه مؤسسة ذات طابع دولي ولها احترام دولي واعتراف دولي، تحدث معها باستكبار وبعلو، وقال لهم إذا قبلتم أي دعوى على أي أميركي أو على إسرائيلي سنجازي قضاتكم ونضعهم على العقوبات ونمنعهم من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية، هذه أميركا صديقة شعوبنا ومنطقتنا!؟ حتى آخر ملاذ يمكن أن يلجأ له المظلوم الفلطسيني ممنوع، أو أي مظلوم في العالم، وإن كنا نحن طبعاً لا نثق بهذه المؤسسات.
    دعم حروب في المنطقة ورعايتها، مثل ما حصل في العراق وسوريا وحرب اليمن، من الذي بدأ الحرب في اليمن؟ الشعب اليمني؟ أنصار الله؟ من الذي بدأ الحرب في اليمن؟ المملكة العربية السعودية هي التي بدأت الحرب في اليمن وأعلنت عاصفة العزم والحزم وأعلنت مواعيد وحددت أهداف برعاية ودعم وتأييد ومساندة أميركية حتى هذه اللحظة، ويصل القبح والوقاحة بالإدارة الأميركية أن يخرج وزير الخارجية الأميركي في الكونغرس ليقرأ نصاً مكتوباً ويقول أن تحالف العدوان على اليمن هو يلتزم بالمعايير التي تتجنب المدنيين، ما شاء الله، إذا كان هذا الذي يجري في اليمن يُتجنب فيه المدنيون فما هي الحرب التي يقتل فيها المدنيون!؟ هذه هي الرعاية الأميركية.
    أميركا ألا تتدخل في كل الشؤون الداخلية لكل دول العالم؟ حتى في روسيا، حتى في فرنسا، حتى في ألمانيا، ليس فقط في دول منطقتنا المساكين. جامعة الدول العربية بكياناتها الوزارية المختلفة كلما تريد أن تجتمع هناك بند ثابت، إدانة تدخل إيران بالشؤون الداخلية، أنتم تعرفون أن أميركا تتدخل في شؤونكم الداخلية، هل يجرؤ أحد منكم أن يصدر بياناً يدين فيه تدخل أميركا بالشؤون الداخلية؟ لكل البلدان العربية والإسلامية، في كثير من بلادنا العربية والإسلامية الحاكم الحقيقي هو السفير الأميركي، المرجعية الحقيقية هو السفير الأميركي، لماذا تتجاهلون هذه الوقائع. وقبل أسابيع أيضاً في العراق، تدخل أميركي سافر، مكشوف، واضح، الأميركان هم يريدون أن يعينوا رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة ويريدون أن يفرضوا تحالفات ويريدون أن يفرضوا أسماء، وكما كان العراقيون، الشعب العراقي بمرجعيته الدينية العظيمة وبقياداته وبوعي شعبه، كما استطاع أن يتجاوز المؤامرة الأميركية السعودية المتمثلة بداعش قبل سنوات، استطاع اليوم أيضاً أن يحبط هذه المؤامرة وهذا التدخل واستطاع أن يمنع أميركا من أن تفرض خياراتها بالتهديد وبالمال السعودي على الشعب العراقي ليختار هو بملئ إرادته ما يريد وما يشاء.
    هذا غيض من فيض، وإذا نكمل على دول العالم وما يجري في العالم وحتى في منطقتنا لا ننتهي الليلة. هذه أميركا وهذه سياسات أميركا، حيث هناك مقاوم تلاحقه وتفرض عليه العقوبات وتحاصره وتقتله وتغتاله، حيث هناك مدافع عن مقدسات هذه الأمة وشرف هذه الأمة تضعه على لائحة الإرهاب، فنتحدث بالمنطق، هذا ما عندنا، هذه أدلتنا على أن أميركا عدو، أميركا التي تجعل باب الرضاء إسرائيل وباب الغضب إسرائيل، إذا يريد أي حاكم أو نظام ترضى عنه أميركا البوابة هي إسرائيل، الشفيع هو إسرائيل، وإذا غضبت إسرائيل على أحد ستغضب عليه أميركا، أليست هذه المعايير والموزاين؟ يا أصدقاء أميركا وحلفاء أميركا دلوني أين صداقة أميركا مع شعوبنا؟ لماذا تسكتون؟ لبنان كله يجمع مثلاً على رفض التوطين، من الذي يدفع باتجاه التوطين في لبنان؟ الفلسطينيون؟ الفصائل الفلسطينية؟ منظمة التحرير الفلسطينية؟ لا، أميركا هي التي تدفع خدمةً لإسرائيل، ماذا قلتم لصديقكم الأميركي وحليفكم الأميركي؟ وهكذا، هذا العنوان الأول.
    في ليلة العاشر كل شخص يستطيع أن يختار الطريق الذي يريده ولكن أنا أريد أن أحسم هذه النقطة وأقول، نحن في ليلة العاشر كما في كل عاشر، كما في كل سنة، كما منذ أن وعينا على هذه الدنيا نعرف ونقول لشعبنا وشعوب منطقتنا وأمتنا، يا إخواني لا نضحك على بعض ولا أحد يضحك علينا، العدو الحقيقي، المشكل الحقيقي في المنطقة هي أميركا والمشروع الأميركي والسياسات الأميركية، حتى إسرائيل هي أداة في المشروع الأميركي، نحن هكذا مؤمنين، الذي لديه منطق ثاني ودليل ثاني بالأرقام وبالأدلة تفضل. ولذلك نحن نعتبر أنفسنا أعداء ونصنفها في دائرة العدو، الآخرون لا يريدوا أن يصنفوها في دائرة العدو، حسناً، ولكن لا تتعاطوا معها كصديق، لا تتعاطوا معها كجهة موثوقة أو جهة مأمونة، أو جهة يمكن أن تلجأوا إليها لتحل لكم مشاكلكم، تعاطوا معها بحذر، تعاطوا معها بوعي، بيقظة، بانتباه، بالحد الأدنى كونوا كذلك.
    النقطة الثانية، أيضاً من القضايا الأساسية التي هي موضع نقاش عندنا في البلد وهي قضية محورية، هذا الموضوع الأول خلافنا فيه كبير ولن ينتهي، لأنه في الحقيقة في مكان ما هو غير خاضع للمنطق والعقل والحوار، هو خاضع عند البعض للمصالح الشخصية والحزبية والضيقة، بكل صراحة.
    النقطة الثانية التي هي أيضاً قضية محورية وهناك خلاف عليها في البلد ودائماً بالخطاب اليومي موجودة، التي هي قصة لبنان والمنطقة، أنه نحن لبنان يجب أن لا نتدخل في المنطقة، ليس لنا علاقة بما يجري في المنطقة، يجب أن نبتعد وهكذا. هذا المعنى وهذه الفكرة بالإبداع اللبناني، بالأدبيات اللبنانية نجد لها تعابير وأدبيات، النأي بالنفس، الحياد الإيجابي. أيضاً هذا الموضوع الذي هو نقطة خلاف جوهري في البلد على المستوى السياسي وعلى المستوى الشعبي، أيضاً نقاش موضوعي - كلمتين لا نطيل فيه أيضاً - أنه حقاً لبنان، لنجلس على بساط أحمدي على الأرض، يعني لبنان مفصول عن الذي يحصل في المنطقة؟ من يستطيع أن يأخذ لبنان ويفصله ويقول كل ما يجري في المنطقة لبنان ليس له علاقة ولا يتأثر به وليس له دخل فيه ولا يجب أن نتدخل فيه ولبنان يجب أن يبقى بمعزل عن أحداث المنطقة؟ ما يجري في المنطقة هو بالنسبة للبنان مصيري، هو بالنسبة للشعب اللبناني مصيري، لكل الشعب اللبناني، لكل اللبنانيين، ما يجري في المنطقة هو أمر مصيري وتاريخي يرتبط بحاضرهم، بمستقبلهم، أنه نأتي وندس رأسنا في التراب ونقول نحن لسنا معنيين بما يجري في المنطقة أو توجّه إلينا الدعوات للخروج من قضية المنطقة، على أي منطق؟ ما الأساس العقلي؟ حتى المصالح الوطنية - وسأحكي عن هذا الموضوع قليلاً - أين؟ حقاً نريد أن نقنع بعضنا بهذه البديهية؟! للأسف بالسياسة اليوم في لبنان حتى بعض البديهيات، حتى بعض أوضح الواضحات تحتاج إلى استدلال، لا بأس فلنستدل. أيضاً بسرعة من وحي ما تحدثنا به قبل قليل، الآن الطريقة التي تعالج فيها الإدارة الأميركية القضية الفلسطينية ليس لها تأثير على لبنان؟ أول تأثير لها على لبنان هو التوطين الذي يرفضه كل اللبنانيين وكل الفلسطنيين، وموجود رفضه في مقدمة الدستور اللبناني، يمكنك أنت اللبناني وتقول أنا ليس لي علاقة بالذي يحصل في فلسطين وبصفقة القرن وبمحاولة فرض هذا الحل على الفلسطينيين هذا شأن فلسطيني أنا لبناني ليس لي دخل، يا أخي حتى بالمصلحة الوطنية اللبنانية هذا الذي يجري في فلسطين له انعكاس على لبنان.
    أيضاً من زاوية أخرى، هذه صفقة القرن التي تريد تقوية وتثبيت وتعزيز وتكريس إسرائيل في المنطقة هي مصلحتك أنت كشعب لبناني؟ وغداً المنطقة قادمة على صراع نفط وصراع غاز وصراع مياه، مصلحتك أنت الشعب اللبناني بكل طوائفه، بكل مناطقه، بكل اتجاهاته أن يكون في جواره إسرائيل القوية الطماعة؟! هذا تعمله أميركا ويحصل في فلسطين وأنت تقول ليس لي دخل وهذا شأن لا يعنيني.
    حسناً، عندما حصل موضوع سوريا، أنا من سبع سنوات أسأل سؤال أتمنى أحد من أصدقاء وحلفاء أميركا في لبنان والمنطقة يجاوبني، لو سيطرت داعش على سوريا، لو سيطرت داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة على سوريا، ما هو مصير لبنان؟ ما هو مصير الأردن؟ ما هو مصير العراق؟ ما هو مصير دول الحليج؟ ما هو مصيرهم؟ والله أنا لست معني هذا شأن سوري داخلي، يعني أنت تريد أن تقنع نفسك أن هذا شأن سوري داخلي!؟ يجب أن تقنع داعش أن هذا شأن سوري داخلي، يجب أن تقنع جبهة النصرة وتنظيم القاعدة الذي لديه مشروع عالمي أن هذا شأن سوري داخلي، لا يكفي أنت تقتنع كلبنان أن هذا شأن سوري داخلي.
    عندما كادت داعش أن تسيطر على العراق، لو سيطرت داعش على العراق ما كان حصل في سوريا؟ ما كان حصل في دول الخليج واحدة تلو الأخرى؟ السعودية والكويت وقطر والإمارات والكل، أنا أتذكر لا أنسى عندما بدأت المحافظات العراقية تسقطكيف جمع الملك عبد الله بن عبد العزيز كل سفراء العالم وخاطبهم وقال لهم إذا دول العالم لا تتدخل غداً داعش تأخذ المنطقة وبعد شهر شهرين تصل إلى أوروبا وأميركا، حالة رعب شديد اجتاحت دول الخليج والمملكة العربية السعودية الذين أوجدوا داعش والذين وظفوا داعش، هم جاءوا بداعش ليقاتلوا الوضع العراقي وليس ليعلنوا خليفة على الأمة الإسلامية، المملكة العربية والحرمين الشريفين جزء منها. آتي وأقول أن الذي يجري في العراق لا يعنيني، ليس له انعكاس على وضع المنطقة، كيف ليس له انعكاس على وضع المنطقة؟
    ماذا سنكمل أيضاً بالاستدلال؟ من أبده البديهيات وأوضح الواضحات أن كل ما يجري في محيطنا في سوريا، لو داعش سيطرت على سوريا؟ ما مصير الأردن، وكل الدول، حتى شمال أفريقيا، هذه من الأمور الواضحة.
    الآن نأتي ونختلف في لبنان، نخترع النأي بالنفس، فلنكون صريحين لأنه دائماً نطالب به، نحن مع أن الحكومة تنأى بنفسها، الدولة اللبنانية تنأى بنفسها، الجيش اللبناني ينأى بنفسه، الوزارات والأجهزة الأمنية اللبنانية تنأى بنفسها، الدولة اللبنانية تنأى بنفسها، لماذا؟ لأن هذا فيه خلاف عمودي، انقسام عمودي في البلد حول قضايا هذه المنطقة، أما القوى السياسية، نضحك على بعضنا ونقول نأي بالنفس، من نأى بنفسه؟ من؟ الآن نحن ظاهرين أكثر لأنه عندنا عسكر ونقاتل في سوريا وموجودين في سوريا، نحن ظاهرين، هذه قصتنا فقط، هذا فرقنا عن غيرنا، أما من بداية الأحداث في سوريا إلى اليوم، أغلب القوى السياسية الأساسية في لبنان، أغلبها تتدخل بكل ما تستطيع، لكن هذا ما كان يستطيعه، واضح؟ الفرق بيننا وبين غيرنا هو الإمكانات، فقط، البشرية والمادية والعسكرية، أما القوى السياسية اللبنانية أغلبها تدخلت في الشأن السوري منذ اليوم، وأنا أقول لكم وما زالت تتدخل والشواهد من سبع ثماني سنوات إلى اليوم موجودة.
    إذا القوى السياسية غير صحيح لا تنأى بنفسها، وأنا أقول لكم تعالوا لا ننأى بأنفسنا، لأن ما يجري في المنطقة هو يرسم مصير المنطقة ومصير البلد ومصير لبنان.
    نحن متفقون على أن تنأى الحكومة والدولة اللبنانية بنفسها من الموقع الرسمي، وإن كانت المواقع الرسمية لا تنأى بنفسها وهناك كثير من الشواهد والحوادث لا تنأى بنفسها.
    وبناءً عليه نحن مقاربتنا هذه، هذه المقاربة هي مقاربة منطقية واقعية ليست موضوع للمجاملة، وليست موضوع للخجل وليست موضوع للضغط، واحد يبقى جالس يضغطنا يوميا يوميا بالخطاب السياسي، هذه قناعتنا، نحن نعتبر أن مصير لبنان يصنع في لبنان ويصنع في ساحات وميادين المنطقة، الذي لديه منطق مختلف افترض أن يقدم دليل وحجة.
    النقطة الثالثة: أعتقد أن هذا العام هو عام الانتهاء من داعش عسكرياً في منطقتنا، ان شاء الله لبنان انتهينا، في العراق انتهى عسكرياً، هناك بعض البؤر التي تبرز بين الحين والآخر، في سورية هناك البعض في تلول الصفا في بادية السويداء وهناك على نهر الفرات شرق الفرات، في الحقيقة هؤلاء طال عمرهم بسبب السياسات الأمريكية، لكن هذا الموضوع أنا أقدر هذه السنة إن شاء الله لبنان سورية عراق ننتهي من خطر داعش العسكري، وهذا طبعا انتصار عظيم وكبير ومهم جداً ونجاة للمنطقة من محنة تاريخية عظيمة.
    طبعاً الموضوع الأمني يبقى قائماً، العراق يحتاج إلى انتباه أمني، سورية تحتاج إلى انتباه أمني ولبنان أيضاً، وإن كان في لبنان الحمد لله بفعل التعاون الأمني وبفعل جهود الأجهزة الأمنية الرسمية وهذا يسجل لهم، يمكننا أن نقول بما يعني داعش لم يظهر بعد أن لديهم خلايا في لبنان، حالات الإعتقال الأخيرة أثبتت أنه لا يوجد بنية تحتية ولا خلايا ولا مجموعات فيما يسمونه هم الذئاب المنفردة، الواحد هو عليه أن يبحث على كيفية الحصول على السلاح أو متفجرات أو سكاكين ليهجم على الجيش اللبناني أو على أماكن معينة.
    هذا طبعا تراجع كبير في القدرة الأمنية لداعش في لبنان وهنا لا نتحدث عن جبهة النصرة.
    لكن الأسوأ في موضوع داعش وهنا سأضعه بين هلالين أنه يتم نقلهم بدلاً من اعتقالهم لمحاكمتهم، نحن نقول تعالوا لنقتل الناس؟ يا خيي اعتقلوهم وحاكموهم، أمريكا التي اخترعت غوانتانامو بعد أفغانستان الآن ماذا تفعل؟ هي تنقل داعش يا جماعة، تنقل داعش من مكان إلى مكان بالمروحيات الأمريكية وهناك أفلام فيديو على هذا الموضوع.
    اليوم منطقتنا شعوبنا جيوشنا أجهزتنا الأمنية، الإرادة السياسية هزمت داعش في المنطقة، لكن إلى أين تؤخذ داعش اليوم إلى افغانستان، إلى باكستان، إلى شمال إفريقيا، إلى الجزائر، إلى ليبيا، إلى تونس، إلى مصر، إلى اليمن؟
    هذا يؤكد النقطة الأولى التي ذكرتها.
    في كل الأحوال هذا العام لأنه السنة الماضية كنا نتحدث عن داعش والسنة الماضية خضنا معركة داعش، يمكننا القول هذه السنة إن شاء الله ينتهي هذا المشروع وهذا الملف على مستوى منطقتنا.
    النقطة التي تليها في الملف السوري عدة نقاط:
    أولاً: في موضوع أدلب ما تم التوصل إليه من صيغة حالية للوضع هناك على ضوء المناقشات التي حصلت سواء في قمة طهران أو في القمة التي عقدت قبل يومين في روسيا.
    هذه النتيجة هي أمر جيد ومعقول ومرهون بالنتائج علينا أن نرى الإجراءات، تعلمون نحن دائما موقفنا لأنه منذ حصول القمة بين الرئيسين الروسي والتركي كثر يسألون عن موقف حزب الله.
    أولاً: نحن موقفنا يرتبط بموقف القيادة السورية، القيادة السورية هي تقول هذا "منيح" هذا جيد هي التي تقبل وهي التي لا تقبل، لسنا نحن الجهة المعنية لا بالقبول أو بالرفض أو بالتوصيف.
    لكن بنظرة موضوعية وعلى ضوء أيضاً القراءة الموضوعية لما يجري الآن، نحن نعتبر أن هذه النتيجة هي جيدة ومعقولة ولكن مرهونة بالنتائج دائماً، وتذكرون من سبع سنوت في كل الخطابات كنا نقول حيث يمكن إيجاد تسوية فالتكون تسوية، حيث هناك إمكانية مصالحة فالتكون هناك مصالحة، حيث يمكن الإنسان العاقل حيث يمكن أن يصل إلى الهدف بدون خسائر بشرية وسفك دماء فاليفعل ذلك أو بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية وسفك الدماء فاليفعل ذلك.
    ما جرى هو خطوة على طريق إمكانية الحل السياسي وهذا الأمر بحد ذاته أمر جيد ومطلوب، ولكن مرهون كما قلنا بالنتائج وبالتطبيق الدقيق لبنود هذا الإتفاق، وهذا بطبيعة الحال سوف يأخذ سورية خلال الأيام والأسابيع والشهور المقبلة إلى مرحلة جديدة.
    النقطة الثانية بالملف السوري: ملف شرق الفرات الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية مرهون بالدرجة الأولى بالقرار الأمريكي، الأمريكيين كل يوم يتحدثون بلغة، قبل مدة ترامب قال نريد الخروج من سورية بعد الانتهاء من داعش خلال أشهر.
    ثم قالوا لا ومنذ شهر قالوا نحن سنبقى في سورية طالما الإيرانيين باقين، أمس ترامب عاد ليقول سنعيد النظر وسوف نخرج قريباً عند الانتهاء من داعش، "مش بس هم ضيعونا يمكن هم ضائعين يا جماعة".
    قد يكون هم ضائعين، على كل مسألة شرق الفرات ترتبط بالقرار الأمريكي وبالإستراتيجية الأمريكية، وهنا الأكراد أنا أجدد لهم نفس الدعوة التي وجهتها إليهم قبل مدة، لا تراهنوا على الأمريكيين، مصلحتكم هي التفاوض مع الدولة السورية والوصول إلى نتيجة مع الدولة السورية.
    الرهان على الأمريكيين رهان خاطىء، الأمريكيون يمكن أن يبيعوكم في أي سوق وفي أي ساعة.
    النقطة الثالثة: بالملف السوري بناء على تسوية أدلب إن سارت الأمور ونفذت بالشكل المناسب، نستطيع أن نفترض جميعاً أن سورية تذهب إلى هدوء كبير وأنه عمليا لن يعود هناك جبهات قتال حقيقية في سورية، نعم هناك مرابطات وهناك تواجد في حذر، لأنه لا يجوز الثقة بالكثير من الجهات التي تآمرت في السابق، هنا بدأ يكبر السؤال مجددا عن وجود حزب الله في سورية.
    أيضا بجواب سريع أنا أقول نحن باقون هناك حتى بعد التسوية في أدلب والهدوء في أدلب، البقاء هناك مرتبط بالحاجة وبموافقة القيادة السورية، أنا قلت سابقا لا يستطيع أحد أن يخرجنا من سورية، ولكن بقاءنا في سورية ليس من باب أننا نريد أن نفرض أنفسنا على الدولة في سورية، طالما القيادة في سورية تقول لكم حاجة وأنا أرغب ببقاءكم نحن باقون، نعم هدوء الجبهات، تراجع التهديدات، بطبيعة الحال سيؤثر على الأعداد الموجودة، العدد يرتفع أو ينخفض له علاقة بالمسؤوليات وبحجم التحديات والتهديدات الموجودة.
    أما أصل البقاء نحن باقون هناك حتى إشعار آخر وحتى لا يحلل أحد كثيراً.
    النقطة التي تليها ايضا بالملف السوري: العدوان الإسرائيلي المتواصل على سورية وآخره كان قبل أيام في اللاذقية وبحجج متنوعة، وأنا أقول لكم بنفس الشفافية التي أتحدث فيها عادة، في بعض الحجج غير صحيحة، يأتي ويقول مثلاً باللاذقية أنه قصف هذه الثكنة أو هذا المكان أو هذا المجمع للبحوث أو ما شاكل لأنه كان بصدد تسليم سلاح لحزب الله، هذا كذب إسرائيلي غير صحيح. في بعض الأماكن لها علاقة بنقل السلاح هم يعرفون ويتحدثون، لكن في العديد من الاعتداءات الإسرائيلية ليس لها علاقة بهذا الموضوع نهائيا، أنا أقول لكم بما لها علاقة، لها علاقة بأن إسرائيل أيقنت بأن المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي في سورية فشل وإلى غير رجعة، خلص هذا الموضوع انتهى.
    ليبرمان قبل أسابيع كان يتحدث عن إستعادة الجيش السوري لقوته وعافيته وأنه سيصبح من أقوى جيوش المنطقة، إسرائيل الآن لم يعد من يدافع عنها لا الجماعات المسلحة في القنيطرة ودرعا ولا أحد في المنطقة، وأمام نهوض سورية وإعادة إعمار سورية واستعادة الجيش السوري لعافيته إسرائيل كما تقول هي على لسان مسؤوليها أنها بحاجة أن تدافع هي بنفسها عن نفسها.
    ولذلك هي ستمنع قيام جيش سوري قوي، هي تمنع قيام قوة حقيقية عسكرية سورية، وهي تعلم أن التوازن الاستراتيجي مع سورية منذ زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى زمن الرئيس بشار الأسد ليس بالقوة الجوية وليس من خلال سلاح الجو، وإنما من خلال ما تمتلكه أو قد تمتلكه سورية من قدرات صاروخية، إسرائيل تعمل على منع سورية من إمتلاك قدرات صاروخية، ليس صحيح أن ما يقصف في سورية هو ما يراد نقله إلى حزب الله في لبنان.
    إسرائيل تعلم أن الجيش السوري وسورية إذا إمتلكت قدرات صاروخية نوعية وكمية، هذا هو الذي يحقق توازن الردع ويوقف الاستباحة الإسرائيلية القائمة حالياً.
    نعم ربما هناك بعد نفسي، البعض يتحدث عن إنتقام وعن ثأر هذا محله ولكن الرؤية الإسرائيلية الحقيقية هي هذه، إيران هي شماعة حزب الله هو شماعة والهدف الحقيقي هو سورية.
    ولذلك في هذه النقطة أود أن أقول إن محور المقاومة معني جدياً بعد كل هذا الذي يحصل، وأنا لا أود إطلاق تهديد معين، هذا موضوع له وقته ولكن استمرار هذا الوضع أنا أعتقد أنه لا يطاق ولا يتحمل، ويجب أن نجد له جميعاً حلاً، لكن بالخصوص هنا اسمحوا لي أن أتحدث عن المسؤولية اللبنانية في هذا الأمر.
    الطائرات الإسرائيلية تقصف سورية ومطار دمشق وتقصف المدن السورية من الأجواء اللبنانية، لبنان الرسمي أحيانا يصدر بيان استنكار، أين الشكوى لمجلس الأمن؟ نريد شكوى وإن كان لا نتيجة،لكن قدموا شكوى فقط، ليكتب أن إسرائيل اعتدت على لبنان، لكن الأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك، الأمر يحتاج أيضاً إلى التفكير كيف يجب أن نمنع هذه الاستباحة الإسرائيلية للأجواء اللبنانية سواء بالاعتداء على لبنان أو الاعتداء على سورية.
    ضعوا جنبها ثلاث علامات استفهام وعدد من نقاط التعجب.
    هذه حقيقة يحتاج إلى تأمل إلى دراسة إلى موقف.
    أختم الشأن السوري بموضوع النازحين: في موضوع النازحين بعد التجربة التي خاضها حزب الله وسبقه إليها الأمن العام اللبناني، أود أن أقول لكم نعم كل يوم يثبت بأن هناك جهات دولية تشجع النازحين السوريين على عدم العودة إلى سورية وتخوفهم وهناك جهات محلية أيضا تشجعهم على عدم العودة وتخوفهم.
    ولذلك الأمر يحتاج إلى جهد مضاعف، الأعداد التي تذهب حتى الآن وإن كانت بالألاف إلا أنها أعداد قليلة نسبة لحجم النازحين السوريين في لبنان.
    بين هلالين أريد أن أسأل أيضاً القوى السياسية الأخرى نتحدث عن عودة طوعية عن عودة أمنة، عدم تشجيع النازحين على العودة هو مصلحة وطنية لبنانية، هو مصلحة وطنية لبنانية أمنية، واقتصادية، ومالية، وكهربائية، وصحية؟ أكيد هو ليس مصلحة، إذاً لمصلحة من تقومون بذلك؟ على كل نحن سنواصل هذا العمل كما قمنا به في السابق، وما زالت الدولة في سورية والنظام في سورية متهم بأنه يريد إحداث تغيير ديمغرافي، وإيران اتهمت بأنها تريد إيجاد تغيير ديمغرافي في سورية، ومن غير شر اتهمنا نحن أيضا أننا نحن نريد أن نحدث تغيير ديمغرافي في سورية.
    يا أخي هذه الجهات والدول والأنظمة والأحزاب التي اتهمت بأنها تريد إحداث تغيير ديمغرافي، هي تنادي في كل يوم تعالوا لنعود إلى مدننا وقرانا وبيوتنا وحقولنا ومزارعنا، حتى في القلمون، بعض الإشكالات التي تُحكى هي غير صحيحة، حتى موضوع مدينة القصير وقرى القصير، سيتم إيجاد حل قريب لها إن شاء الله، وكل الترتيبات تسير في هذا الإتجاه مع الحكومة السورية. حسناً يا أخي نحن متهمون بأننا نريد أن نحدث تغيير ديموغرافي ونحن سينشف قلبنا ونحن نقول تفضلوا لكي نذهب الى سورية لكي تعود الناس إلى بيوتها، بالله عليكم، من الذي يريد تغيير ديموغرافي في سورية وفي لبنان؟ نحن ؟ الدولة في سورية؟ أم الدول والقوى السياسية في لبنان التي تحول دون عودة النازحين إلى سورية، وتخوّفهم وتُرعبهم وووو. لكن بمعزل عن النتيجة هذا الأمر يحتاج إلى المثابرة، إلى المزيد من العمل، لا يجوز أن يكون هذا مدعاة إلى التوقف أو إلى اليأس، نحن سنواصل العمل إلى جانب الأمن العام اللبناني والحكومة السورية على هذا الصعيد.
    ما قبل الخاتمة- لأنه قلنا مقدمة وخاتمة - لبنان، بالرغم من حديث الجميع عن خطورة الوضع الإقتصادي والمالي وتراكم الملفات، كهرباء ونفايات وصحة وأمراض وتلوث الليطاني، وكل ما تريدونه، التي تحتاج إلى حكومة فعلية، نجد التعطيل والجمود، والكل يتحدث عن أهمية الحكومة ووجوب تشكيل الحكومة، ومخاطر الوضع، ولكن التعطيل والجمود هو الذي يحكم الموقف، أنا شخصياً، لا أحب أن أيئسكم ولكن لا أحب أن أخدعكم، بالحد الأدنى بحسب معطياتي لا يوجد شيء، لا قريب لا بعيد، حتى أيضاً لا أكذب عليكم، لا يظهر شيء، غباشة، لا يوجد شيء بالأفق، الأن ممكن أن ينزل الوحي في أسبوع، في شهرين أو ثلاثة، الله أعلم، ممكن أن تعيد الناس النظر في مواقفها خلال أيام، ليالي، أسابيع، شهور، يمكن سنوات، كل شيء وارد، باعلقل السياسي القائم والموجود في لبنان والحسابات السياسية والمنطلقات السياسية كل شيء محتمل، ونحن إذا كنتم تجدون إخواننا، لأنه أصبح الكلام في موضوع الحكومة مُمل، تشكيل الحكومة إنما هو للتذكير والتأكيد على أهمية هذا الوضع، لكن في الوقت الذي يجري فيه الحوارات لتشكيل الحكومة المفترض أن نحافظ على جو الحوار وعلى جو الهدوء الداخلي، لأن هذا شرط للتفاهم. يعني من آخرها، يا أيها الأخوة والأخوات ويا أيها الشعب اللبناني، أيًّ من شرّق وأيًّ من غرّب وأيًّ من "علاّ" وأيًّ من "وطّى" آخر شيء هذه العالم تريد أن تشكل حكومة مع بعضها وتجلس مع بعضها على طاولة مجلس الوزراء تتحمل مسؤوليات إدارة البلد مع بعضها، ولا يُلغِ أحدٌ أحداً، ولا يشطب أحدٌ أحداً، يعني هم يضيعون الوقت، حسناً طالما هم يعرفون بأنهم سنصل إلى هذه النتيجة حكماً فلنستفيد من الوقت، لماذا نضيع الوقت؟ في الحد الأدنى لا نستفيد من الوقت، لا نوتّر الأجواء في لبنان، أن لا نأخذها إلى التشنج، للأسف الشديد الجو الحاكم الآن في لبنان هو جو التشنج الداخلي، طبعاً التشنج السياسي، التشنج الإعلامي، التشنج النفسي، نتيجة الخطابات والإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي والأدبيات المعتمدة، حتى ترون أحياناً قصة صغيرة يمكن التواصل من أجل حلها تصبح قضية كبيرة على مستوى الإستحقاقات الكبيرة وتستنفر فيها كل العصبيات وكل الأبواق ويأخذ البلد على مكان آخر.
    أنا أود في هذه الليلة على المستوى الداخلي أن أجدد الدعوة دائما إلى الهدوء، إلى ضبط الأعصاب، إلى منع التشنجات، إلى معالجة أي مسألة خلافية تحصل في البلد بالتواصل والحوار والحكمة ما أمكن.
    في الشأن اللبناني أيضا، آخر نقطة في الشأن اللبناني قبل الخاتمة، في ليلة العاشر أود أن أؤكد إلتزامنا بكل ما أعلناه في البرنامج الإنتخابي، وفي مقدمة ذلك موضوع مكافحة الفساد والهدر المالي، هو صحيح ما قلته أنا في الخطاب الأخير في الهرمل، قلت بأننا ننتظر الحكومة وننتظر المجلس النيابي، ال’ن أنا فهمت أنه يوجد دعوة في المجلس النيابي، هيئة عامة للتشريع، نحن نؤيد التشريع، بالحد الأدنى في الملفات الملحة. حسنا، نحن حاولنا خلال الأشهر الماضية من الإنتخابات إلى اليوم أن نستفيد من الوقت في كل ما وعدنا فيه في البرنامج الإنتخابي، وضعنا الخطط ووضعنا البرامج، شكّلنا ملفات، شكّلنا أطر عمل، وحضّرنا أنفسنا للحظة التي يبدأ فيها التشريع في مجلس النواب أو تبدأ الحكومة فيها للعمل، أريد أن أؤكد على منهجيتنا في موضوع مكافحة الفساد ، لأن بعض الناس يسألوننا عما إذا كنا نريد أن نكمل في الوضوع أم لا.
    في ليلة العاشر من محرم ليلة الدعوة إلى الإصلاح والخروج من أجل الإصلاح، مواجهة كل أشكال الفساد، نحن نؤكد على هذا الإلتزام، لكن المرحلة الأولى في رؤيتنا هي العمل من أجل سد أبواب الفساد في المرحلة الأولى، ثم الذهاب في المرحلة الثانية إلى معالجة مواطن الفساد. إذاً يوجد مرحلتين، المرحلة الأولى سد أبواب الفساد، أن لا يظهر فساد جديد، نمنع حصول فساد جديد، وهذا قد يكون أهون من المرحلة الثانية، المرحلة الثانية هي معالجة مواطن الفساد، ولذلك الأخوة أيضاً قاموا بتحضير مجموعة من إقتراحات القوانين أو التعديلات القانونية، أصبحت جاهزة وخلال الأيام المقبلة إن شاء الله سنناقشها مع بعض حلفائنا، لأنه توافقنا وتفاهمنا أن نناقشها ونذهب إلى مجلس النواب إذا كنا متفاهمين يكون أحسن. على سبيل المثال، إقتراح قانون الصفقات العمومية وهو هذا الذي له علاقة بالمناقصات، وهو قانون حديث يشمل التلزيمات التي تجريها الدولة في جميع المؤسسات والإدارات وهو يسهم في الحد من الهدر بشكل كبير، حتى نكون واضحين، لا يمنع الهدر نهائياً، يوقف الهدر بمستوى كبير، إلا ما يجدون حيلة في القانون، إقتراح قانون تعديل المادة الأولى من قانون إنشاء مجلس الخدمة المدنية وهو يتضمن توسيع صلاحيات مجلس الخدمة المدنية في مجال التوظيف وغيره ليشمل جميع الإدارات، المؤسسات العامة والمجالس بما يحول دون الإستنسابية في التوظيف والمحاصصة السياسية وغيرهم، ليتم إعتماد معيار الكفاءة على أساس المباراة وتأمين تكافؤ الفرص. إقتراح قانون لتعديل القوانين الراعية للتطويع في الأجهزة الأمنية، بما يضمن النزاهة والكفاءة أيضاً بعيداً عن المحاصصات السياسية والتدخلات السياسية، هذه الأمور أصبحت جاهزة لدينا، هذه أهم الأمور، إذا وافق عليهم مجلس النواب وألزمت فيهم الحكومة وطبقتهم الحكومة بجد، هذه الأمور تسد أبواب الفساد بنسبة كبيرة جداً، هذه الخطوة نحن إن شاء الله ذاهبون إليها ولن نتراجع عنها على الإطلاق.
    في كل الأحوال العمل في كل هذه الملفات يحتاج إلى تعاون الجميع ، إلى المجلس النيابي، إلى الحكومة، إلى الرئاسات، إلى الوزراء، إلى كل القوى السياسية وإلى التعاون الشعبي والتعاطف الشعبي، لأنه يوجد أمور إذا الناس لم تتعاون فيها من ملفات لا أعتقد أنه بإمكاننا أن نتقدم، في موضوع ملفات مثل تلوث الليطاني، مثل النفايات، مثل الكهرباء أيضاً، يحتاج إلى تعاون وتعاضد شعبي وإجتماعي.
    النقطة الأخيرة والخاتمة، أيها الأخوة والأخوات نحن في الوضع الحالي في الزمن الحالي، الآن أنا أتكلم عن حزب الله، في لبنان وفي والمنطقة، الآن في سنة 2018 وفي بداية العام الهجري الجديد 1440، في مرحلة طبعاً مهمة ومتقدمة، أنا دائماً أتحدث أن محورنا ينتصر، ونحن جزء من هذا المحور المنتصر، وبعض الآخرين يعترفون بإنتصار محورنا، بأميركا وأوروبا ووسائل إعلام عالمية، بعض المسؤولين العرب الحاليين والسابقين يخرجون في التلفزيونات ليقولوا بأننا انتصرنا، البعض مهما كان انتصارنا أو انتصار محورنا جلياً وواضحاً لن يعترفوا ولن يسلموا بالنصر، سوف دائما يُحدّثوك عن حجم الخسائر ولن يُحدّثوك عن حجم الإنتصارات، في كل الأحوال نحن جزء من هذه الإنتصارات، من الطبيعي جداً ومن المتوقع وهذا هو الذي يجري الآن، أنّ من يتآمر على هذه المنطقة وبالتحديد الإدارة الأميركية وإسرائيل ومن معهما لن يسلموا بهزيمتهم في المنطقة، يعني لا أحد من الأخوة والأخوات يعتبر أنه عندما نتحدث عن إنتصارات أننا وصلنا إلى نهاية الإنتصارات، كلا هذه إنتصارات في معركة طويلة غير معلومة الزمن وإن كانت معلومة النتائج إن شاء الله، أصحاب مشروع الهيمنة والسيطرة على المنطقة هم لم يسلموا بهذه النتيجة، وبطبيعة الحال سيذهبون إلى خيارات جديدة وخطط جديدة وبرامج جديدة من أجل ضرب عناصر القوة في لبنان وفي محورنا لمنعه من الحفاظ على الإنتصارات أو صنع إنتصارات جديدة، اليوم في العراق إنتصارات سياسية جديدة، في سورية إنتصارات سياسية وعسكرية جديدة، في اليمن صمود دام، في فلسطين صمود دام وواثق يواجه صفقة القرن، في لبنان مقاومة هم كلهم يقولون بأنها تحولت إلى قوة إقليمية، في إيران دولة لم تخضع ولم تستسلم ولم تهن ولم تلين، كل الذي يرونه في المنطقة بالنهاية يوجد عناصر قوة سيستهدفها، شيء من خلال عقوبات، وشيء أخر من خلال التهديد بالحرب وشيء من خلال دفع إسرائيل إلى ضربه كل واحد لديه مشروعه وبرنامجه وخطته.
    فيما يتعلق بحزب الله، نحن نعيش مرحلة ضغوط وسنواجه ضغوطاً أيضاً، يعني أنا لا أقول لكم أبداً طريقنا سهل، الله سبحانه وتعالى من أول يوم وصف هذه الطريق بأنها طريق ذات الشوكة، الضغوط التي تمارس علينا، واحد، التهديد الدائم بالحرب، وإن كان هذا إلى التهديد النفسي منه إلى التهديد الفعلي، لكن نحن لا نستطيع أن نجزم بشيء، وتعرفون أنه عادة أنا لا أجزم في شيء في هذا الموضوع، لكن دائما هذا الذي ترونه يومياً من مسؤولين إسرائيليين سنهاجم لبنان وسندمر لبنان وسنمسح لبنان، هذا موجود، هذا جزء من خطة كاملة للضغط، من أجل ماذا؟ سنتكلم عن ذلك.
    ثانيا، التهديد الأمني الدائم، وهذا موجود، هم قتلوا قادتنا وقتلوا شهداءنا، الشهيد السيد عباس وعائلته معه، أم ياسر وحسين، الشهيد الحاج عماد، رحمة الله عليه، نحن نتحدث عن عمليات الإغتيال، الشيخ راغب، قادة كثر منا قتلوا على أيدي الأميركيين وقادة قتلوا على أيدي أدوات الأميركيين والإسرائيليين مثل الشهيد القائد السيد مصطفى بدرالدين ومجموعة طويلة من القادة، التهديد الأمني على كل حال والقتل هو قائم لم يتوقف وأنا أقول لكم لن يتوقف، بل هذا التهديد سيتصاعد في المرحلة المقبلة.
    ثالثا، الضغوط المالية، أنه فلنجوعهم، أن لا يبقى لدينا فلوس، وأن ينشفوا الدماء في عروقهم، هذا معنى العقوبات المالية، والضغط على البنوك والضغط على التجار والضغط على المتبرعين تحت عنوان هذا يشكل دعماً للإرهاب. للأسف الشديد في هذا السياق البعض في لبنان يشجع أميركا أن تطور ضغوطها على كل البلد، يعني يوجد أناس يقولون للأميركيين أن الضغط على حزب الله وحده ليس كافياً، حزب الله يستطيع أن يدير هذه الأزمة ويعبرها، يستطيع أن يديرها، سواء في موضوع البنوك، في موضوع العمل الخدماتي الإجتماعي وما شاكل، إذا تريدون ان تأخذوا نتيجة اضغطوا على البلد، كل البلد، وأنا أقول لهم عيب عليكم، هذا لن يؤدي إلى نتيحة بالنسبة إلى حزب الله، لن يغير شيء بالنسبة إلى حزب الله، ولكن هذا سيلحق الأذى بالبلد وبأهلكم وبشعبكم، إن كنتم تعقلون، توقفوا عن هذه اللعبة، توقفوا عن هذا المستوى من التواطىء.
    لكن الأخطر في كل ما يجري الآن هو الحرب النفسية والمعنوية على مسيرتنا وعلى إخواننا وعلى أخواتنا، التي لها شواهد، واحد، التسقيط، تسقيط حزب الله، تسقيط المقاومة في عيون أهلها، في عيون بيئتها، في عيون أصدقائها وحلفائها، بل في عيون نفسها من خلال هذه الدوامة، حزب الله تجار مخدرات، حزب الله مافيات، حزب الله حرامي سيارات، حزب الله غسيل أموال... حزب الله، حزب الله، حزب الله، يكذب ويكذب ويكذب عسى أن يصدق بعض الناس وبعض البسطاء، تسقيط لشخصياتنا وقياداتنا وعلمائنا وأخواننا وأخواتنا، وشهدنا هذا أيضاً في الأيام القليلة الماضية، حتى في التاريخ، تعرفون أنه في يوم من الأيام في جيش معاوية كانوا يُصدقون أن علي بن أبي طالب لا يصلي، أنه لا يصلي، وعندما استشهد علي بن أبي طالب وجاء الخبر إلى الشام في ذلك الوقت أنه قتل في المسجد، فكان هناك خبرين، واحد أنه قتل، الثاني أنه عجيب كيف قتل! أكان يصلي علي بن أبي طالب؟ يعني إلى هذا المستوى وصل التسقيط. حسناً، ممكن أن تتوقعوا كل شيء في موضوع التسقيط، التسقيط للمسيرة كمسيرة للحزب كحزب وللكثير من القادة والشخصيات، والرموز والمفاصل في هذه المسيرة، لذلك ليس كل ما يُكتب وما يقال وخصوصاً في مواقع التواصل الإجتماعي يُصدّق، هذا جزء من الحرب المفتوحة الآن، هذا ليس أناس يتسلون، ودائما أعيد وأقول لكم، هؤلاء ليسوا أناس يتسلون، هذا جزء من خطة حرب، فشلوا في الحرب العسكرية فشلوا، في الحرب الأمنية، فشلوا في تطويع إرادتنا، الآن يريدون أن يضربوننا من الداخل، من قلبنا، في الثقة والإطمئنان واليقين والمعنويات.
    إثنان، الضغط علينا بكم هائل من التفاصيل والمشاكل التفصيلية، تفصيل هنا، جزئية هنا، فلان افتعل مشكل مع فلان، ما أصاب هذا المختار وما أصاب هذه البلدية، ما أصاب هذا الشارع، يأخذون هذه الصغائر وهذه التفاصيل التي تحصل عند كل الناس وعند كل العالم وعند كل الأحزاب وعند غيرنا أكثر من عندنا، ويسلطون علينا الضوء ويحولوها إلى قضايا بمستوى الوطن ويُكرّث لها جيوش إلكترونية، لماذا؟ للمس بنا، بمصداقيتنا وأيضا بمعنوياتنا. حسنا، إغراقنا في الكثير من المسؤوليات التي هي بجد ليست مسؤولياتنا، اليوم كل تفصيل في البلد، كل مشكلة في البلد، إذا واحد لا أدري أين في لبنان تشاجر هو وزوجته، أين أنت يا حزب الله؟ ماذا فعلت يا حزب الله؟ أخي نحن لسنا مسؤولي هذه الدولة ولسنا مسؤولي هذا البلد، وليس لدينا هذه القدرة، ولسنا نحن من نتصدى بهذا المستوى، هم يعرفون هذا الشيء، ويتم التأكيد على هذ المعنى لتقديم حزب الله بأنه مجموعة فاشلة، مجموعة غير قادرة على فعل أي شيء، مجموعة تتحمل مسؤولية كل المصائب والشوائب الموجودة في هذا البلد، هذا يُعمل عليه في الإعلام وفي مواقع التواصل الإجتماعي.
    الرد، طبعا يجب مواجهة هذه الحملة، الآن في العسكر نحن جاهزين ودائما في جهوزية، بالأمن نحترذ ونتيقظ ونأخذ كل الإجراءات، بالموضوع المالي ندير الأزمة بالطريقة المناسبة والحكيمة، أما في الموضوع النفسي، الذي أريده منكم أيها الأخوة والأخوات ومن خلالكم أخاطب الجميع، أولا، يجب أن تكون ثقتنا بأنفسنا وثقتنا بمسيرتنا وثقتنا بمقاومتنا وبحزبنا وبقادتنا ومسؤولينا كبيرة جدا، أنا دائما أقول لكم نحن لسنا معصومين وليس لدينا معصومين في حزب الله، وهناك بالتأكيد من يرتكب أخطاء، لكن نحن مسيرة وحزب مصمم على معالجة الأخطاء وعدم التعايش معها، ونحن نفعل ذلك على مدى الساعة، ولكن لا نعلن ذلك، لأننا لا نريد أن نشهر بأحد، ممكن أن يغلط أحد إخواننا بأي موضوع من الموضوعات، ويتحاسب، لكن لا نصدر بيان بالإعلام، ولا نشهر فيه في ضيعته ولا مدينته، لماذا؟ يمكن هو كشخص يستحق التشهير ولكن لأن لديه عائلة وأب، أم وزوجة وأولاد وبنات وأخوات لا نشهّرهم، نحن معنيين الخطأ والإنحراف وسوء التصرف، لكن نحن لسنا معنيين بأن نشهّر بإخواننا ولا عائلاتنا حتى لا نُدمّر هذه العائلات، للأسف الشديد أحيانا، بعض الحالات التي حاسبنا عليها داخليا، حصل التشهير بسبب أخطاء من بعض العائلات، التي ذهبت لكي تدافع عن إبنها بأنه لم يفعل فعلته المتهم بها، وحمّلوا ذلك على مواقع التواصل الإجتماعي، نحن حريصون جداً في حزب الله على المحاسبة وعلى العقاب وعلى منع إرتكاب الأخطاء ولكن في إطار ضابطة أساسية، الحفاظ على كرامات العائلات التي ينتمي إليها هؤلاء المخطؤون.
    حسنا، أولاً الثقة بمسيرتنا وبحزبنا وعدم اليأس، الذي يريدون أن يوصلوكم إليه.
    ثانيا، أنا أدعو كل المسؤولين وأخواننا وأخواتنا وكل أخواننا وأخواتنا والناس العاديين الذين ينتمون إلى مسيرتنا، خصوصا في هذه المرحلة إلى الانتباه إلى كل كلمة وإلى كل تصرف إلى كل جملة تكتبوها على مواقع التواصل الإجتماعي، للذين يخطبون وهم يخطبون وللذين يتصورون وهم يتصورون، للذين يجلسون مع الناس وهم يتكلمون مع الناس يوجد جو في البلد بل في كل المنطقة بعد فشل الحروب العسكرية يريد أن يأخذ شعوبنا إلى التشتت والتفتت من خلال الشائعات الكاذبة، هذا يحصل الآن بين الشعب الإيراني والشعب العراقي وله تفاصيل كثيرة، وأكاذيب لها أول وليس لها أخر، وأفلام فيديو وتمثيليات مكذوبة، أو غير ذات صلة بالخبر المنقول.
    نحن في مرحلة حساسة، يعني من الممكن أي شاب، يا إخوان نحن في حزب الله أجلس أنا والإخوان وأحياناً المجلس السياسي وأحياناً النواب وأحياناً لا أعرف من، نجلس ونناقش متن البيان ونص البيان نقول هذا أو لا نقول هذا، بعد قليل يخرج أي شاب من شبابنا أو أي أخ من إخواننا "بينتع" لا بأس، بالتحديد "بينتع" جملة على مواقع التواصل الاجتماعي يأخذوها، هو ليس مسؤول في حزب الله ولا شيء، يأخذوها بعض وسائل الإعلام تصبح هي الموضوع الأساسي في مقدمة نشرة الأخبار، لماذا؟ لأنه حقيقة هم يريدون فتنة.
    لذلك العنوان الثاني في المواجهة هو الانتباه، عدم ارتكاب الأخطاء، أحياناً نحن نرتكب أخطاء ولها تبعات ولها خسائر، يجب أن ننتبه في هذه المسألة ونعتبر أنه لا، مثلما في أيام الحرب أو الإستعداد للحرب مطلوب استنفار عسكري كبير، مثلما الآن بكل مناطقنا هناك استنفار أمني كبير، أنا أدعوكم إلى استنفار إعلامي وإلى استنفار كلامي واستنفار ذهني كبير، اسمه الانتباه لما يُقال ولما يُنقل ولما يُكتب حتى لا نُعطِ مادة لأحد لاستغلالها. أبسط خطأ يحصل عندنا يعملوا منه أزمة في المنطقة، خطأ صغير، يمكن أيضاً لا نكون نحن مسؤولين عنه.
    النقطة الثالثة في المواجهة، هي التأكيد دائماً على الانجازات وعلى الانتصارات، لا أن نغرق بالمشاكل، أن ينزلوا السماء على رأسنا، هنا يوجد مشكل، هناك يوجد مشكل، على مهلكم، على مهلكم، نحن المقاومة الإسلامية في لبنان نحن خط الأمام من صناع الإنتصارات في لبنان وفي المنطقة، هؤلاء القادة، هؤلاء الرجال، هؤلاء المسؤولون، هذه المسيرة، هؤلاء الرجال والنساء، هذه البيئة الحاضنة هي التي - بالتعاون مع كل من شارك - هي التي أخرجت إسرائيل من لبنان وصنعت أول انتصار عربي تاريخي ناجز، هذه المقاومة وهؤلاء هم الذين دفعوا أكبر فاجعة عن لبنان وسوريا والعراق، شاركوا في دفعها، لولا هؤلاء الذين تنالهم اليوم ألسنة السوء، لنعود ونقول الذي كنا نقوله من سبع سنوات، لكانت داعش في بيوتكم، لكانت داعش تسبي ناساءكم وتنتهك أعراضكم وتنهب أموالكم وتمس بمقدساتكم، ولكن هناك من لا يعرف النعمة ولا يقدر النعمة ولا يشكر النعمة ولا يعترف بالنعمة.
    نحن مسيرة أسقطت الذل عن الوجوه الذليلة وأخرجت إنسان هذا البلد وهذه المنطقة من شعور الضعف والوهن والحقارة إلى شعور العزة والكرامة والسيادة والقدرة على صنع التاريخ. كل هذا من أجل أي شيء، كل هذه الحرب النفسية من أجل المس بمعنوياتنا، بإرادتنا، بتصميمنا، بعزمنا، بثقتنا، بقدرتنا على التغيير، على التحرير، على الإصلاح، على مواجهة الفساد، على الدفاع عن المقدسات، على إسقاط المشاريع الكبرى، المطلوب أن يمس بروحنا بإرادتنا بمعنوياتنا، يجلس الناس يائسين، الآن هناك بعض الأماكن هكذا، خذوني على شفافيتي، هناك بعض الأماكن الآن الإخوان يجلسون، أين يجدون شخص كاتب صدق أو كذب، أحياناً لا بأس اسمعوا مني هذه الصراحة، أحياناً يكون الخبر كذباً وجماعتنا يساعدون على ترويجها، أو يا أخي لا تكون كذباً، مشكوك فيها، يا أخي قبل أن تذهب وتروّجها إذهب وتأكد، أمطلوب منك أن تروّجها؟ النبي يقول لنا إذا بُليتم بالمعاصي فاستتروا، استتروا، اذهبوا وعالجوا مصائبكم، عالجوا معاصيكم، عالجوا أخطاءكم.
    إذاً هم يريدون المس بهذه الروحية وبهذه المعنوية، أنا أقول لهم بهذه الحرب أيضاً تفشلون وستفشلون كما فشلتم في كل الحروب السابقة، في الحروب العسكرية فشلتم، في الحروب الأمنية فشلتم، في الموضوع المالي لن تستطيعوا أن تغيروا من قنعاتنا شيء وفي الحرب النفسية التي تشن الآن - تشن منذ مدة ولكنها في حالة تصعيد وذاهبة إلى تصعيد - لن تصلوا إلى نتيجة، تعرفون لماذا؟ لأننا قوم لدينا أبو عبد الله الحسين عليه السلام، لأننا نستند في إيماننا وفي معنوياتنا وفي عزمنا وفي إرادتنا وفي روحيتنا وفي استعدادنا للتضحية، تعرفون لماذا بين هلالين، لأن هناك أناس يريدون أن يوصلونا إلى مكان، يا أخي هذا البلد لا يشكر النعمة ولا يعرف النعمة ويكفي اتركوا إسرائيل تحتل وتأتي داعش وتأتي النصرة، يأتوا التكفيريين، كل شخص ينزع شوكه بيده، هناك أناس يريدون أن يوصلونا إلى هنا.
    نحن نستند في استعدادنا للتضحية أيضاً إلى جبل عظيم عظيم، من تخوم الأرض إلى عنان السماء إسمه كربلاء، إسمه الحسين، إسمه زينب، من 1380 سنة إلى اليوم، من كلماته، من موقفه، من شجاعته ومن معه من رجال كأبي الفضل العباس، من شيوخ كحبيب بن مظاهر، من فتية كالقاسم بن الحسن، من نساء كزينب وسكينة وأم وهب، نتعلم من هؤلاء الموقف الصلب، لا تهزنا المصائب، صحيح أننا نبكي، نحزن، لأننا بشر، ولكن إرادتنا حديد وعزمنا من صلابة عزم الحسين عليه السلام في كربلاء، والذي يريد أن يوصلنا إلى مكان يريد لنا أن نضعف وأن نتفتت وأن نتشتت ليفرض علينا خياراته المذلة، نحن أتباع وعشاق أبي عبد الله الحسين عليه السلام قاتلنا وعشنا بشعار هيهات منا الذلة، وفي آخر الكلمة، أقول لهؤلاء أيضاً : ستفشلون، لماذا سوف تفشلون؟ لأننا في كل ليلة عاشر وفي كل يوم عاشر نردد نفس الشعار ونفس المنطق ونفس اللغة، هل تظنون أنكم إذا قتلتم اولادنا أو أحبائنا أو قادتنا يمكن أن نغير مسارنا؟ وهل تظنون أنكم إذا حاصرتمونا وفرضتم العقوبات علينا يمكن أن نغير قناعاتنا ومسارنا؟ وهل يمكن من خلال شن الحروب علينا أن نبدل وأن نغير وأن نعدل؟ وهل تتصورون من خلال العقوبات المالية أو من خلال حصارنا مالياً أو تجويعنا يمكن أن نبدل أو نغير؟ بل سوف أقول لكم أكثر من ذلك، نحن نقول كما قال أصحاب الحسين(ع) للحسين ليلة العاشر عندما فتح لهم الصحراء وقال: إن هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ودعوني وهؤلاء القوم، وقفوا وقالوا، كل ليلة عاشر أنا أحب أقوله وأرجع أعيده، هذا قال وذاك قال والكلمة المعروفة: يا أبا عبدالله أنتركك أنبقى بعدك،وهم يريدونني ولا يريدونكم، خلص أنتم أذهبوا في الصحراء وليأتوا ليقتلونني أنا، أنبقى بعدك ، لا طيب الله العيش بعدك يا حسين، أماا والله يا أبا عبدالله لو أنا نعلم، الىن هذا لم يعد خطاب أصحاب الحسين في ليلة العاشر من محرم سنة 61 هجرة، هذا الخطاب ممتد إمتداد التاريخ لأن صوت الحسين عابر للتاريخ، هو صوتنا أيضاً نحن هنا في لبنان وفي أكثر من ميدان في هذا العالم، أنا وأنتم رجلاً ونساءً في هذه الليلة نقول للحسين عليه السلام: يا أبا عبدالله لو أنّا نعلم أنا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيى ثم نقتل ثم نُحرق ثم ننشر في الهواء، يُفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركتك يا حسين.
    أريد أن أوحد الصوت الشعارين مطلوبين، نريد أن نقول للحسين في ليلة العاشر وهذا نريد أن نجدده في اليوم العاشر، أول شيء نريد أن نقول له: لبيك يا حسين، وثاني شيء نريد أن نقول له، كلنا مع بعض، نمشي كلنا مع بعض وهذه رسالة ليلة العاشر، لو أخذنا كم دقيقة أيضاً، فالليلة هي ليلة طويلة، ليلة الإحياء وليلة العبادة وليلة تجديد البيعة وليلة الثبات على الموقف، وليلة عدم المغادرة من كربلاء حتى لو فتحت أبواب الإنسحاب، وليلة البقاء حتى آخر نفس، نجدد لك يا أبا عبدالله في هذه الليلة، نحن من هنا في هذه الباحة وفي كل مياديننا وباحاتنا وساحاتنا: يا أبا عبدالله لو أنّا نعلم أنا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ثم نحيى ثم نقتل ثم نُحرق ثم ننشر في الهواء، ، يُفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركتك يا حسين.
    غداً إن شاء الله نُجدد مع الحسين أيضاً بيعتنا في ساحة العاشر، السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم.
    السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.