كلمة الأمين العام - تشييع القائد الجهادي الكبير السيد محسن شكر - 01-08-2024

باسمه تعالى
     ‏                                                              1/8/2024  ‏

كلمة‎ ‎الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله خلال مراسم تشييع القائد ‏الجهادي الكبير الشهيد السيد فؤاد علي شكر (السيد محسن) في مجمع سيد الشهداء(ع) ‏في الضاحية الجنوبية لبيروت

أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على ‏سيدنا ونبينا ‏خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد‎ ‎بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار ‏المنتجبين، وعلى جميع ‏الأنبياء والمرسلين‎.‎
السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام ‏الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين، وعلى ‏علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته‎.‎
وبين يدي ناصرٍ جديدٍ يلتحق بالحسين عليه السلام وقافلة الحسين عليه السلام، في البداية يجب أن نتوجه ‏من أجل أن نُعطي بقية الوقت لشهيدنا وتشييعنا ومعركتنا القائمة، لكن يجب في البداية أن نتوجه بمناسبة ‏الشهادة الكبيرة والاغتيال الخطير الذي أدى إلى استشهاد القائد الكبير رئيس المكتب السياسي لحركة ‏حماس الأخ العزيز والحبيب الأستاذ اسماعيل هنية والأخ الذي كان موكلاً بحمايته الشخصية الشهيد وسام ‏أبو شعبان، أن أتوجه بإسمكم، بإسم مقاومتنا وعوائل شهداءنا، إلى اخواننا في حركة حماس وخصوصاً ‏في كتائب عز الدين القسام، إلى جميع الإخوة الأعزاء في فصائل المقاومة الفلسطينية، إلى الشعب ‏الفلسطيني العزيز والمجاهد والصابر والمظلوم والمضحي، إلى شعوبنا العربية والإسلامية وإلى كل مقاوم ‏وحر وشريف يعتبر نفسه شريكاً في هذه المعركة، معركة الدفاع عن المظلومين والمعذبين والمقدسات، ‏معركة مواجهة الطغاة والظالمين والقتلى والمتوحشين والعنصريين، نتوجه إليهم بالتعزية والتبريك، ‏وخصوصا إلى عائلة الحاج اسماعيل هنية، هذه العائلة الكريمة المجاهدة الشريفة التي قدمت الأبناء ‏والأحفاد والبنات والعشرات من رجالها ونساءها وأطفالها شهداء في المجازر التي يرتكبها العدو ‏الصهيوني كل يوم في غزة، واجبنا في بداية الكلمة أن نتوجه إليهم بالعزاء، نحن نفهم ماذا يعني فقد ‏القادة، استشهاد القادة، نحن شركاء في الألم، شركاء في الغضب، شركاء في المعركة، شركاء في صنع ‏الانتصار، شركاء في تحمل المسؤولية، وأيضاً شركاء في الافتخار والاعتزاز بأن حركات المقاومة ‏يُستشهد قادتها كما يُستشهد مجاهدوها ومقاتلوها ورجالها ونساءها وأطفالها وجمهورها‎.‎
عندما نكون أيضا شركاء في الشهادة سوياً سنصنع الانتصار الآتي والمحتوم إن شاء الله، آتي إلى مناسبتنا ‏وحادثتنا قبل أن أتحدث عن الأخ العزيز والقائد الجهادي الكبير الشهيد القائد السيد فؤاد علي شكر (السيد ‏محسن) رضوان الله تعالى عليه، هذه الحادثة حصلت كما تعرفون وعشنا سوياً يوم الثلاثاء قبيل المغرب، ‏الهدف هدف العدو بشكل أساسي وكما أعلن هو اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد محسن، تم استهداف ‏مبنى في حارة حريك، هذا التفصيل لأن له علاقة بالموقف لاحقاً، تم استهداف مبنى مدني مليء بالسكان، ‏العائلات، رجال، نساء، اطفال، في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، أدى هذا العدوان إلى استشهاد ‏وارتقاء شهداء سبعة، ثلاث سيدات الشهيدة الحاجة هناء الحكيم، وابنتها الشهيدة الدكتورة سلوى البيطار، ‏والشهيدة الحاجة وسيلة بيضون، وطفلان فتيان، الشهيدة أميرة فضل الله يعني السيدة أميرة فضل الله، ‏والشهيد حسن فضل الله يعني السيد الشهيد حسن فضل الله، أميرة ثماني سنوات وحسن 13 سنة، شهيد ‏من الإخوة الإيرانيين الشهيد ميلاد بيدي أو بيادي والشهيد القائد السيد فؤاد شكر، وعشرات الجرحى ‏أغلبهم من النساء والأطفال، وما زال بعضهم في المستشفيات في حالة خطرة، وإن كان بحمد الله الأغلبية ‏خرجوا من المستشفيات بين جراح طفيفة ومتوسطة، هذا الحادث الذي حصل، طبعاً في البداية يجب أن ‏أتوجه إلى جميع عائلات الشهداء الأعزاء هذه العائلات الشريفة، الصابرة، المحتسبة، والتي لم نسمع منها ‏حتى الآن إلا كل عبارات التسليم والرضا والاعتزاز بالشهداء والتصميم على المضي في الطريق، سواءً ‏عائلة شهيدنا القائد أو عوائل الشهداء المدنيين من النساء والأطفال، أتوجه إليهم بالتعزية والتبريك كما هو ‏الحال دائماً، نُعزي بِفقد الأحبة ونُبارك بوسام الشهادة، نحن نتألم ومن قال أننا لا نتألم، صابرون، نصمد، ‏نُواجه أي مصيبة أي فاجعة أي فقد، نُواجهه بالصبر وبالصبر الجميل، نُواجهه بالتسليم بمشيئة الله سبحانه ‏وتعالى والرضا بقضائه، نُواجهه بالتوكل على الله سبحانه وتعالى لأننا أهل الإيمان بالله وباليوم الآخر، ‏لكن هذا لا يعني أننا لا نتألم، في حادثة اغتيال القائد الشهيد اسماعيل هنية تُلاحظون في بيان سماحة السيد ‏القائد يَستعمل عبارة أنه هذا الاغتيال آلمنا وأثكل محور المقاومة أو جبهة المقاومة، يعني نحن نشعر عند ‏استشهاد القادة واستشهاد المجاهدين واستشهاد النساء والأطفال حقيقةً نشعر بالألم وبالحزن وبالآسى ‏وبالفاجعة، ولكن هذا احساس مختلف مرة لأننا بشر، لأننا لدينا عاطفة لأننا بشر طبيعيون، ولذلك في ‏الوقت الذي نعتبر فيه الحسين عليه السلام شهيد الإسلام العظيم نبكيه منذ ما يقارب 1400، وسوف نبقى ‏نبكيه إلى يوم القيامة، لذلك نحن هنا في البداية مع عوائل الشهداء نُعزيهم بِفقد الأحبة والأعزة، وأيضاً ‏نُبارك لهم بهذه العاقبة الحسنة والخاتمة الطيبة لأنه كل نفس ذائقة الموت "إنك ميت وأنكم ميتون"، فإذا ‏كان لا بد من الموت وإذا جاء الأجل فأشرف الموت القتل في سبيل الله، كما كُنا نتحدث في ليالي ‏عاشوراء‎.‎
هذا أولاً، ثانياً ندخل إلى الحادثة، العدو سوف أتحدث بهذا قبل الحديث عن السيد فؤاد، العدو أعطى عنوان ‏لِعدوانه على الضاحية، حيث أن ما حصل في الضاحية هو عدوان وليس فقط عملية اغتيال بل عدوان، ‏دعوني أقول ذلك من الآن، أولاً: هناك اعتداء وقصف للضاحية الجنوبية، ضاحية العاصمة هذا أولاً، ‏اثنين: هناك استهداف مباني مدنية وليس قاعدة عسكرية أو ثكنة عسكرية، ثالثاً: حصل قتل مدنيين هم ‏نساء وأطفال، رابعاً: حصل استهداف لقائد كبير في المقاومة، يجب أن يكون التفصيل هكذا لأن لهم ‏علاقة بالموقف، ما العنوان الذي وضعه لهذا العدوان، هذا عدوان، اعتبره ردة فعل وسُوق خلال الأيام ما ‏قبل العدوان بأن هناك رد فعل إسرائيلي وعلينا جميعاً أن ننتظر رد الفعل الإسرائيلي، وتدخلت دول وكثير ‏منها دول منافقة،  وأن هناك رد فعل وعليكم تقبل رد الفعل واستيعاب رد الفعل وما شاكل، وأنه لديه حق ‏بالقيام برد فعل، على ماذا؟ على ادعاء سنتحدث عنه، نحن لا نقبل بهذا التقييم وبهذا التوصيف على ‏الإطلاق، هذا عدوان، جزء من المعركة القائمة منذ قيام هذا الكيان، منذ المجازر الأولى في سنة 1947 ‏و1948 في فلسطين المحتلة وفي جنوب لبنان وفي حولا وفي غيرها من جنوب لبنان، هذا جزء من ‏الحرب الإسرائيلية الصهيونية الأمريكية على فلسطين وعلى لبنان وعلى سوريا وعلى المنطقة وعلى ‏شعوب المنطقة، هذا جزء من الحرب، جزء من المعركة، يأخذ له عنوان تفصيلي بحيث يجعله رد على ‏مجدل شمس، التي سأعود إليها لاحقاً، هذا تضليل ونفاق وكذب ودجل هذا أولاً، وسوف أعود إلى ذلك ‏أيضاً بالتفصيل عندما أتكلم عن السيد.‏
‏ وثانياً: جاء واعتبر ان هذا رد على مجدل شمس، وأعطى عنوان لشهيدنا القائد الكبير والعظيم، أنه هذا ‏قاتل أطفال مجدل شمس، وهذا أكبر تزوير وتضليل يجري في هذه الأيام، في حادثة مجدل شمس هناك ‏صاروخ سقط في البلدة، نحن نفينا بشكل قاطع مسوؤليتنا عن هذا الحادث، ونحن نملك شجاعة أننا لو ‏قصفنا أي مكان أن نتحمل المسؤولية حتى ولو كان خطأً، لأن هناك بعض الناس قالوا: ربما أنتم الجماعة ‏قد أخطأتم، نحن لو أخطأنا لكنا اعترفنا واعتذرنا، ولدينا سوابق طويلة بهذا الموضوع، لكن نحن تحقيقنا ‏الداخلي الدقيق أدانا إلى هذه النتيجة، نحن لم نصدر البيان مباشرة، بل انتظرنا ساعات حتى تأكدنا من ‏جهتنا، لكن للأسف الشديد العدو سارع إلى توجيه الإتهام ونصّب نفسه مدعياً عاماً وقاضياً وجلاداً، ولم ‏يُقدم أي ادلة، وطبعاً الامريكان والغرب وبعض الفضائيات العربية القبيحة والرذيلة سارت معه وسوقت ‏له بهذا الإدعاء، وكان هذا الإدعاء هادف، لأن الفرضية الثانية التي هي مطروحة بقوة، وقدمها العديد من ‏الخبراء الاستراتيجيين العسكريين واستدلوا عليها، واستدلوا على نفي الاتهام للمقاومة، هذه الفرضية ‏الثانية وهي سقوط صاروخ اعتراضي في داخل مجدل شمس. إسرائيل لا يمكنها أن تُسلم بهذا الأمر، مع ‏العلم أن لدينا شواهد كثيرة على صواريخ اعتراضية سقطت في عكا وسقطت في حيفا وسقطت في أماكن ‏مختلفة، وأدت إلى جرحى اسرائيليين وإلى حرق تعاونيات إسرائيلية، لكن هناك لم ينفوا، إنما هنا عندما ‏شاهدوا يوجد أطفال وفي الجولان ويوجد دروز، هذه أيضاً خصوصية، سارعوا إلى اتهام المقاومة.‏
‎ ‎في كل الاحوال، أولاً: من واجبي اليوم أن أؤكد ان هذا الاتهام هو اتهام ظالم وغير مقبول ومرفوض ‏وهادف ومُضلل. طبعاً هو يهدف إلى الإساءة، ليس إلى ايجاد غطاء لِقتل السيد محسن أو الاعتداء على ‏الضاحية، هم ليسوا بحاجة لا إلى حجة ولا إلى ذريعة ولا إلى دليل، لكن استفادوا من هذا الاتهام، لكن ‏الهدف الأصلي من الاتهام، أولاً: تبرئة جيش العدو لأنه في ذالك الوقت كان هناك مواجهات على الحدود ‏وأُطلق عدد كبير من الصواريخ الإعتراضية. ثانياً: الفتنة، الفتنة بين أهل الجولان ومعهم كل أحبائهم من ‏طائفة الموحدين الدروز الكريمة والمقاومة، وخصوصاً الطائفة الشيعية الكريمة، هذا كان هدفهم، وطبعاً ‏العدو الإسرائيلي ومن خلفه هم ينظرون اليوم الى المنطقة لأن من اهم نتائج طوفان الاقصى وجبهات ‏الإسناد والمواقف المشرفة لقيادات وأحزاب وقيادات سياسية ودينية ومرجعيات مختلفة، أنها ساهمت ‏بدرجة كبيرة جداً على تجاوز المحنة المذهبية والطائفية، التي عُمل على تعظيمها وتكبيرها خلال العقد ‏الماضي. هذا بالنسبة للإسرائيليين سيء جداً، ولذلك هم عليهم أن يعملوا إلى إعادة هذا الصراع الطائفي ‏والمذهبي، وأنا أشرت في ليالي محرم أنهم سيعملون على ذلك الآن وخصوصاً بعد انتهاء المعركة في ‏طوفان الأقصى، لكن بحمد الله عز وجل وبفضل الوعي من جهة والحكمة والمواقف الحازمة التي ‏صَدرت عن مجموعة من القيادات السياسية والروحية الكبيرة لطائفة الموحدين الدروز الكريمة في لبنان ‏وفي سوريا وفي نفس الجولان السوري المحتل، هذه المواقف وهذه البيانات وأيضاً ما عُبّر عنه في كثير ‏من الأحيان من الموقف الشعبي في الجولان من طرد للقتلة الصهاينة المسؤولين الذين جاءوا الى ‏الجولان، هذا ساعد على وأد الفتنة وعلى تعطيلها، وأيضاً ساعد على الدفاع في مواجهة الإتهام الظالم ‏للمقاومة، وأنا هنا من واجبي أن أشكر هذه القيادات السياسية والروحية لهذه الطائفة الكريمة على هذا ‏الموقف. أيضاً في هذا السياق، من واجبي بإسمكم جميعاً أن نتوجه إلى عوائل الشهداء الذين استشهدوا في ‏الجولان في هذه الحادثة الأليمة، ونسأل الله سبحانه وتعالى لأهلهم الصبر والسلوان وأن يرحمهم جميعاً‎.‎
‎ ‎في حقيقة الأمر العدوان على الضاحية هو ليس رد كما ادعى الإسرائيلي على مجدل شمس، كما قُلت هو ‏جزء من الحرب واحد. ثانياً: نعم يُمكن هذا هو في سياق دفع الثمن او الرد على جبهة الاسناد اللبنانية، ‏وهذا تكلموا به لاحقاً لأن هو يُريد أن يُوظف، نتنياهو لا يكفيه ان يُوظف قتل قائد بمستوى السيد فؤاد فقط ‏لأنه موضوع مجدل شمس، بل يُريد أن يُوظفه بالجبهة الشمالية، ويُريد أن يُوظفه بالرأي العام في ‏مجتمعه، الذي يُحمله مسؤولية الإخفاقات، فيريد أن يُقدم له انجازات، ولذلك لاحقاً الاسرائيليين تكلموا ‏بصراحة وهذا صحيح، نعم هنا نحن ندفع ثمن جبهة إسنادنا لِغزة، ندفع ثمن إسنادنا لغزة وللشعب ‏الفلسطيني ولِتبنينا للقضية الفلسطينية ولدفاعنا على المقدسات هذا صحيح، وهذا ليس أول ثمن، في هذه ‏المعركة ارتقى لنا حتى الآن المئات من الشهداء المجاهدين والمدنيين، وبعض هؤلاء الشهداء من القادة ‏الذين تكلمنا عنهم سابقاً، وقُلنا: هذا ثمن نحن نتقبله وندفعه، واليوم السيد فؤاد والشهداء معه في حارة ‏حريك هو ثمن نتقبله وندفعه، لأننا في هذه المعركة دخلناها من موقع الإيمان، الإيمان بانسانيتها، ‏بأخلاقيتها، بأحقيتها، بشرعيتها، بكل معاييرها، وعندما ندخل الى هذه المعركة جميعنا جميعنا وليس فقط ‏الشهداء في الخطوط الامامية، في كل مكان الآن بالنسبة لنا نحن موجودون في لبنان وفي سوريا، جميعنا ‏كبيرنا وصغيرنا، قادتنا وكوادرنا ومقاتلونا، عائلاتنا، بيئتنا، هذا الجمهور وكل جمهور المقاومة وكل ‏حركات المقاومة، حزب الله وحركة أمل والحزب القومي والجماعة الإسلامية وكل الاطر الأخرى، نحن ‏جميعاً عندما قررنا الدخول وتساندنا وتعاوننا وتآزرنا في هذه المعركة، حملنا دماءنا على كفوفنا على ‏أكفنا كما قلت في استشهاد الحاج عماد، هذا حال الجميع، يحمل دمه على كفه وكفنه على كتفه، يحمل دمه ‏على كفه وكفنه على كتفه، ولذلك نحن لم نفاجأ ولن نفاجأ بأي ثمن يمكن أن ندفعه، وهذه المعركة تستحق ‏هذه الأثمان الغالية‎.‎
‎ ‎بعض الناس حتى الآن حتى هذه اللحظة بعد عشرة اشهر من القتال ما زالوا يُناقشون ولم يستوعبوا ‏جوهر هذا الصراع، حقيقة هذه المعركة، لم يفهموا آفاقها حتى الآن ومخاطرها ونتائجها وتداعياتها ‏الإستراتيجية والكبرى والتاريخية، التي ستترتب على الكيان أو على فلسطين ولبنان ودول المنطقة على ‏ضوء نتائجها انتصاراً أو هزيمة، لا زالوا يعيشون بالزواريب وفي الآفاق الضيقة، أما حقيقة الأمر لا ‏نحن أمام معركة كبرى تجاوزت فيها المسألة مسألة جبهات الاسناد، هناك معركة في غزة، هناك معركة ‏في جنوب لبنان، هناك معركة مفتوحة في اليمن وحتى في العراق، لأن كل هذا  يتزامن مع بعضه، ‏تُقصف الحديدة في اليمن وتقصف جرف الصخر أمس أو أول أمس في العراق ويُقتل القائد اسماعيل هنية ‏في طهران ويُقتل القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، هذه لم تعد جبهات، بل هذه معركة مفتوحة في ‏كل الجبهات، ودخلت في مرحلة جديدة، لا يوجد شك بأن العدوان على الحديدة بعد العملية النوعية ‏البطولية لانصار الله والجيش اليمني في تل أبيب في مسيرة يافا، بعد اغتيال القائد اسماعيل هنية، هؤلاء ‏حمقى هؤلاء الصهاينة، حقيقةً هم لا يرون أمامهم، هذا العُلو الذي تكلمت عنه الآيات القرآنية، هذا ‏الاستكبار، هذا العُتو الذي يُعطل الدماغ ويُعطل العقل، يعني هؤلاء يتصورون أنهم يقتلون القائد اسماعيل ‏هنية في طهران وإيران تسكت، لهجة بيان سماحة السيد القائد(حفظه الله) أقوى وأشد حتى من بيانه ‏وخطابه يوم العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق واستشهاد القائد الحاج زاهدي أشد، إيران ‏الجمهورية الإسلامية ما سمعناه من سماحة الإمام القائد بالبيان والخطاب، من السيد رئيس الجمهورية، ‏من قيادة الحرس، من وزارة الخارجية، من كل المسؤولين الإيرانيين، الإيرانيون يعتبرون أنه لم يتم فقط ‏المس بسيادتهم، في القنصلية الايرانية في دمشق اعتبروا أنه قد تم المس بسيادتهم، قد تم المس بسيادتهم ‏لأن السفارة والقنصلية جزء من الأرض الإيرانية، أما عندما يتحدثون عن حادثة اغتيال القائد الشهيد ‏هنية، هم يتحدثون عن المس بسيادتهم وثانياً المس بأمنهم القومي وثالثاً المس بهيبتهم ورابعاً وهذا يجب أن ‏يفهمه الإسرائيلي الذي لا يزال  لا يفهم أنه تم المس بشرفهم، وأنتم تعرفون ماذا يعني قضية الشرف، الآن ‏الغرب وما الغرب لا يفهمون بالشرف وما الشرف، ولكن ليفهموا، هذه الأدبيات، مرة يقول انت مسست ‏بسيادتنا هذا له حسابه، بأمننا القومي، بهيبتنا، لكن ماذا يقول له؟ أنتم مسستم بشرفنا، لأن القائد الشهيد ‏هنية كان ضيفنا وقتلتم ضيفنا، هذا في المشرق وخصوصاً في العالم الإسلامي هذا أمر مختلف وحساباته ‏حسابات مختلفة. ‏
إذاً هذا العقل الاسرائيلي وعلى مجتمع هذا الكيان الذي فرح لأيام، لا شك أنهم فرحين ومنفوخين، أنه ‏خلال ساعات نحن قتلنا السيد محسن بالضاحية وقتلنا القائد الشهيد هنية بطهران وقبل كم يوم ضربنا ‏الحديدة باليمن ولا يرون أمامهم. افرحوا واضحكوا قليلاً، اضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً، لأنكم لم تعرفوا ‏أي خطوط حمر تجاوزتم وأي نوع من العدوان مارستم وإلى أين مضيتم وذهبتم، ولذلك نعم نحن من أجل ‏أن يعرف العدو والصديق، نحن في كل جبهات الإسناد الآن دخلنا في مرحلة جديدة مختلفة عن المرحلة ‏السابقة، وأيضاً يتوقف تصاعدها على سلوك العدو وعلى ردات فعل العدو. اليوم هو الذي يجب عليه أن ‏ينتظر، أن ينتظر غضب الشرفاء في هذه الأمة، ثأر الشرفاء في هذه الأمة، انتقام الشرفاء في هذه الأمة ‏لكل هذه الدماء المظلومة‎.‎
هذا من جهة، وبالنسبة لِموضوع الموقف سنتكلم عنه في الختام. من جهة أخرى، طبعاً يجب أن نُؤكد أنه ‏نحن أي هدف اغتيال نُعطّل الهدف، بالنهاية الشهيد نال ما أحب، لكن نحن نُعطّل الهدف. عادةً الهدف من ‏اغتيال ‏القادة، سواءً كانوا فيها قادة عسكريين، أمنيين، سياسيين، جهاديين، فكريين، إلى آخره... المس ‏بالجماعة ‏التي ينتمي إليها هذا القائد، المس بإرادتها، المس بعزمها، المس بقرارها وتصميمها، الهدف هو ‏إخافتها، ‏ضعضتها لِتتراجع، لِتتوقف، لِتضعف، لِتستسلم، لِتخضع، هذا عادةً هو هدف عندما يقتلون قادتنا ‏أو قادة ‏حركات المقاومة أو ما شاكل. ونحن حتى الآن، على كل حال حتى في داخل الكيان هناك كثر من ‏الناس ‏قالوا لنتنياهو أنت الآن فرح، لكن إذا أنت تظن أن هذا يوقف المقاومة فهو لا يوقفها، يُضعف ‏المقاومة ‏التجربة تقول لا يضعفها وسندفع الثمن، حتى جزء من المراقبين والمحللين والمعلقين الصهاينة ‏يفهمون هذه ‏الحقيقة، هذه حقيقة. اليوم مثلًا إذا أخذنا حماس، حماس استشهد قائدها المؤسس أحمد ياسين، ‏واستشهد قادة ‏كبار فيها، الشهيد الرنتيسي وشهداء آخرون وشهداء قيادات جهادية، الشهيد يحيى عياش ‏وآخرون وآخرون، ‏والآن هو يُراهن على قتل القائد الكبير الجهادي الضيف(حفظه الله ورعاه)، من أجل ‏أن يُقدّم إنجازًا. حسنًا، ‏حماس كيف هو سيرها وخطها البياني؟ الخط البياني كان دائمًا تصاعدي، تكبر ‏وتتعاظم وتقوى وتحضر. ‏الجهاد الإسلامي، القائد المؤسس والأمين العام الأول الدكتور فتحي الشقاقي ‏قتلوه، كيف هو الخط البياني ‏لحركة الجهاد الإسلامي؟ خط تصاعدي. هذا حزب الله، قتلوا قادتنا وقتلوا ‏أميننا العام وقتلوا قائدنا الجهادي ‏الكبير الحاج عماد مغنية، وقتلوا وقتلوا وقتلوا، كيف هو خطنا البياني؟ ‏خط تصاعدي. ‏
إذًا التجربة تقول أنّ هذا الهدف لن يتحقق، لماذا لن يتحقق؟ لأنّ هذه الجماعة المُستهدفة هي جماعة ‏مؤمنة ‏بالله وباليوم الآخر وبقضيتها وبخطها ورسالتها ومستعدة للتضحية بأغلى ما لديها وتنتمي إلى عقيدة ‏وإلى ‏إرث ثقافي وتاريخي ووجداني هائل يُزوّدها بطاقة روحية ومعنوية هائلة وقدرة هائلة على ‏تحمّل ‏المصاعب والمصائب والتضحيات والآلام، وإلا ما هو تفسير صبر عوائل الشهداء، ما هو تفسير ‏هذا ‏الصمود الأسطوري لأهل غزة ولأهل جنوب لبنان ولشعوب منطقتنا منذ 76 عامًا؟ هذا التفسير. ‏بالنسبة لنا ‏ذات الشيء، كما قُلت، نعم، نحن ألمنا كثيرًا استشهاد السيد فؤاد ولكن هذا لن يمس في إرادتنا ‏ولا في عزمنا ‏ولا في قرارنا ولا في تصميمنا ولا في مواصلتنا للطريق، بالعكس هذا سيزيدنا دائمًا كما ‏كُنّا نقول مع القادة ‏الشهداء سابقًا، سيزيدنا عزمًا وتصميمًا وإرادةً ومضيًّا ولن يُبدّل شيئًا على الإطلاق، ‏بالعكس هذا يجعلنا ‏نتمسك أكثر بصوابية الخيار والقرار الذي اتخذناه. ‏
هنا في هذا المجمع، الآن بعض الناس لأنهم لا يعرفون السيد ولم يرون وجهه مثل كثير من ‏شهدائنا، ‏شهداؤنا الجهاديين هكذا، يُعرفون بعد شهادتهم، السيد محسن، السيد فؤاد، كان يأتي أحيانًا في ‏بعض الليالي ‏إلى هذا المجمع أو إلى باحة عاشوراء ويُشارككم ويُشارك الناس في هتافه وفي مشاعره وفي ‏موقفه، واليوم ‏ونحن نخطب ونتكلم ونجتمع حول ضريحه هو كان يقف معكم ويرفع يده معكم عندما كنا ‏نقول للحسين(‏عليه السلام) في ليلة العاشر يا أبا عبدالله لو أنّا نعلم أنّا نُقتل ثمّ نُحرق ثمّ نُذرى في الهواء ثمّ ‏نحيا ثمّ نقتل ‏يُفعل بنا ذلك سبعين مرة أو ألف مرة ما تركتك يا حسين، كان السيد فؤاد معكم صوته ‏صادحًا ما تركتك يا ‏حسين.‏
ونحن نقول للسيد فؤاد وهو أمامنا مُسجّى: أنت صدقت في الشعار والهتاف والبيعة وأديت الأمانة ‏ووصلت ‏إلى الحسين عليه السلام، ونحن معك على هذا العهد، على هذا الطريق سنواصل. ‏
هم يُفكرون أيضًا أنّ هذا يؤدي إلى خلل في البنية، نحن بحمد الله عزّ وجل لدينا من القيادات ومن ‏أجيال ‏القيادات، الآن نحن لأننا كبرنا مع بعضنا أنا أحكي أنا والإخوان يمكن نبقى نشعر أننا ما زلنا ‏شباب، لكن ‏جزء كبير من قياداتنا كانوا بالستينيات والخمسينيات وما شاكل - الذين كانوا شبابًا - والسيد ‏محسن بدأ بقتال ‏العدو عندما كان عمره عشرين سنة، واحد وعشرين سنة، وهكذا قادتنا. نحن أي خلل، ‏أريد أن أطمئن ‏خصوصًا بيئة المقاومة وجمهور المقاومة، إنّ شهادة أي قائد من قادتنا نحن نُسارع إلى ‏ملء هذه الفراغات، ‏بسرعة، بمن؟ بالقادة الجهاديين، بِتلامذة هؤلاء القادة، بِتلامذة الحاج عماد مغنية ‏والسيد فؤاد شكر والسيد ‏مصطفى بدر الدين وهؤلاء الأخوة، نحن لدينا جيل ممتاز من القادة الجهاديين ‏الذين يستطيعون أن يتولوا ‏المسؤوليات أيًا تكن التضحيات التي تُقدّم. ‏
إذًا في حساب هدف العدو هذا الهدف لن يتحقق، والحاج محسن وصل إلى النتيجة التي كان يُريدها، ‏لا ‏يوجد شك أنّه كان عاشقًا للشهادة، أنا منذ عشرة أشهر أي من بدايات طوفان الأقصى أنا وهو على ‏تواصل ‏يومي وعلى تواصل ساعاتي، لأنّه عمليًا كان هو الذي يتولى الإدارة مع الإخوة في قيادات ‏المقاومة في ‏الجنوب، يتولى الإدارة اليومية للعمليات، ونلتقي أيضًا كُنّا ونجلس ونتحدث طويلًا بين الحين ‏والآخر. عندما ‏استشهد الشهداء القادة الأخوة الذين مضوا بعضهم كان متأثرًا من الناحية النفسية والعاطفية ‏لأنّه كان يحبهم، ‏في إحدى الجلسات، انظروا هذا الرجل الصلب الشجاع، معروف السيد فؤاد بتشكيلاتنا، ‏الصلابة والثبات ‏والقوة والمتانة والجرأة، لا يهتز، ولكن عندما يتحدث عن الشهداء وعن الشهادة يبكي، لا ‏تستغربوا أنّ ‏إخواننا يبكون، مهما كانوا شجعانًا وصلبين يبكون، لماذا يبكون؟ قال لي: يا سيد معقول الآن ‏أنا سأبقى هنا ‏وأدير من هنا، هو دائمًا كان يطلب عملية استشهادية، أغلب الاستشهاديين الذين تُشاهدون ‏صورهم بعمليات ‏المقاومة أغلبهم هو ربّاهم، هم تلامذته، هم رفاقه، هم شباب وهو علمهم بالمساجد ‏وجمعهم وجلس معهم ‏وإلى آخره، ودائمًا يشتاق إليهم ودائمًا يتحدث عنهم، أنه معقول أنا في نهاية المطاف ‏أنا أموت على الفراش، ‏أنا أموت بجلطة، كيف هذا؟ هذه روحه. وبالتالي اليوم أنا مثلًا وكثر من الإخوان ‏يقولون ما الوضع النفسي ‏والعاطفي لِفلان أو لفلان أو لإخوانه أو لرفاقه، لا بالعكس، نحن نغبطه على ‏هذه الشهادة، واقعًا هي أمنيته، ‏هي غايته على المستوى الشخصي، وهي أمنية وغاية الكثير من هؤلاء ‏المجاهدين الشرفاء الذين يتطلعون ‏إلى ما عند الله ويثقون بوعد الله عزّ وجل. ولِعلّه آن الأوان أن يلحق ‏بإخوانه المجموعة الأولى التي بدأت، ‏أنا شاهدت بالصور التي نشروها واحدة من الصور وهو يقف السيد ‏فؤاد بالمنتصف وعلى يمينه السيد ‏ذوالفقار وعلى شماله الحاج عماد، هؤلاء الأخوة الثلاثة كانوا سويًا منذ ‏البدايات، الآن هناك بعض الرفاق ‏لهم ما زالوا على قيد الحياة حفظهم الله تعالى، لكن هذه واحدة من أهم ‏النواة الأولى في مقاومتنا. ‏
طبعًا تاريخ طويل الوقت لا يتسع، لأنّه إذا نُريد أن نتحدث عن السيد فؤاد نحتاج إلى ساعات، وإن شاء ‏الله ‏نحن سنقيم احتفال مناسبة وذكرى وتكريم لهذا الشهيد القائد ونتحدث عنه بالتفصيل، وأكتفي بالنبذة ‏التي تمّ ‏توزيعها. السيد فؤاد هو من الرعيل الأول، من الجيل المؤسس، من المقاتلين الأوائل، قاتل في ‏خلدة وقاتل ‏في الأوزاعي، في المجموعات الأولى التي قاتلت، من المؤسسين الأوائل لِمجموعات المقاومة ‏الإسلامية في ‏لبنان، أدار الكثير من العمليات في الجنوب وخصوصًا العمليات النوعية دون الدخول الآن ‏في التفاصيل، ‏وإلى شهادته كان دائمًا في قيادة المقاومة، في موقع الإدارة، في موقع التخطيط، في موقع ‏التنفيذ، في موقع ‏بناء القدرات، من أهم القدرات التي تتمتع بها المقاومة اليوم كانت من بناء السيد فؤاد، ‏خصوصًا في مرحلة ‏التعاون مع الشهيد القائد الحاج عماد وبعد استشهاد الحاج عماد بالخصوص، السيد ‏فؤاد لِيعرف العالم هو ‏صاحب تاريخ كبير في تولي المسؤوليات وما كان عنده مشكلة، أول مرة صار ‏هناك مسؤول عسكري ‏مركزي في حزب الله كان السيد فؤاد، ولاحقًا انتقل إلى مسؤوليات أخرى، أينما ‏كان يُطلب منه أن يكون ‏كان يكون، لم يكن عنده أي تحفظ على الإطلاق، هو كان مسؤولًا عسكريًا ‏مركزيًا وترك المسؤولية ‏المركزية، وتعرفون عندما تحدثنا مثلًا عن بعض الشهداء مثل الشهيد أبو طالب ‏قلنا من الأخوة الذين ذهبوا ‏إلى البوسنة وبقوا سنة وسنتين في البوسنة، اليوم نُريد أن نكشف أنّ قائد فريق ‏حزب الله الذي ذهب إلى ‏البوسنة والذي كان منه الشهيد أبو طالب وكان منه الشهيد علاء الذي نُسميه ‏علاء البوسنة، كان القائد ‏والمدير والمسؤول عن هذا الفريق وتواجد معهم لمدة طويلة في البوسنة هو ‏السيد فؤاد، عندما ذهب لنصرة ‏المظلومين المستضعفين المهددين بالذبح والمجازر المهولة في البوسنة، ‏ترك لبنان وذهب إلى البوسنة، ثمّ ‏عاد ليتحمل كامل المسؤوليات.‏
‏ لا نستطيع الآن أن نتحدث مثل قلت لكم سابقًا أنه عادة مُحرج، يعني من جهة تُريد أن تُنصف هذا ‏القائد ‏المجاهد وتتحدث عن إنجازاته ومن جهة أخرى لا تستطيع أن تكشف عن هذه الإنجازات وعن ‏حقيقة ‏الأمور لأنّنا ما زلنا في قلب المعركة وقد يستفيد العدو، يستفيد معلوماتيًا ومعنويًا وإلى آخره من ‏الحديث عن ‏هذه الإنجازات. ‏
في كل الأحوال الحديث عن السيد محسن طويل نأتي إليه في وقت آخر، نصل إلى الموقف ‏الأساسي ‏والأخير.‏
الآن ماذا؟ أولًا: قُلت أننا دخلنا في مرحلة جديدة، الضغط على كل الجبهات من أجل أن تستسلم المقاومة ‏في ‏فلسطين هي لن تستسلم، هذا موقف قيادات حماس بعد شهادة القائد هنية واضحة، لأنّ هدف نتنياهو ‏هو أن ‏حماس في غزة تأتي وتقول له تفضل ها هم الأسرى وهذا سلاحنا وقم بما تريد في غزة وخطط ‏لليوم التالي ‏ونحن استسلمنا، هذا ليس واردًا على الإطلاق، لا الاستسلام في غزة ولا الاستسلام في لبنان ‏ولا الاستسلام ‏في اليمن، هذا غير وارد على الإطلاق، وكل الضغوط التي تُمارس الآن على إيران وعلى ‏بقية جبهات ‏الإسناد تحت عنوان التعقل، هذا المجتمع الدولي أين هو؟ حيث أنه يوميًا لم تتوقف المجازر، ‏الذي هو يتحدث عن قتل ‏الأطفال، أكبر مشهد وفيلم نفاق ودجل وعلو وإستكبار شهده العالم هو ‏مشهد ‏نتنياهو يخطب في الكونغرس والأميركيون يُصفقون له، هل يوجد كذب أكبر من ‏هذا؟ هل يوجد ‏دجل اعظم من هذا؟ هل يوجد نفاق أكبر من هذا؟ هل يوجد تضليل ‏أكبر من هذا؟ كل هذه الضغوط لن ‏تنفع، إذا كان يوجد من يهتم في هذا العالم أن لا ‏تذهب المنطقة إلى ما هو أسوأ وما هو أكبر، عليهم جدياً ‏أن يضغطوا ويُلزموا ‏"إسرائيل" بِوقف عدوانها على غزة، لا يوجد كلام آخر، لو قتلتم من قتلتم، ودمرتم ‏ما ‏دمرتم وأعلنتم حرباً هنا وهناك، وذهبتم إلى أبعد الحدود وتجاوزتم كل الخطوط ‏الحمراء بِمعزل عما ‏نفعل نحن، لن يكون هناك حل سوى بوقف العدوان على غزة، ‏هذا أولاً، ثانياً: نحن يجب أن نفصل بين ‏موضوعين، أمس واليوم انا طلبت من ‏الإخوة في الجنوب أنه يجب أن نبقى هادئين كي نقدر ان نستوعب ‏الجو، لدينا تشييع ‏لشهيدنا ويجب أن ندرس موقفنا بشكل جيد، ولذلك أمس واليوم كان هناك هدوء، ‏سوى ‏بعض الخروقات، يجب ان نفك بين أمرين، العودة الى العمل بشكل طبيعي ‏في جبهة الاسناد اللبنانية، ‏وهذا سيعاد إليه منذ صبح الغد إن شاء الله،  سنعود كما ‏كُنا قبل إستشهاد السيد فؤاد، ورتبنا إدارتنا وقيادتنا ‏وكل شيء من هذا القبيل، ولا ‏مشكلة لدينا على الإطلاق وسنعاود هذا العمل الإسنادي، هذا لا علاقة له ‏بالرد على ‏إغتيال السيد فؤاد، غداً عندما ستسمعون أننا إستهدفنا مواقع ودبابات وآليات وقتلنا ‏جنود، هذا ‏لا علاقة له في الرد على السيد فؤاد، وليس في إطار الرد على السيد ‏فؤاد، وليس رداً أولياً على إغتيال ‏السيد فؤاد، هذا إستمرار في المعركة الطبيعية ‏التي كان إستشهاد السيد فؤاد أحد أثمانها الكبيرة.‏
العنوان الثاني، ولكن هذا ليكون بالعلم وواضح، العنوان الثاني هو رد على هذه ‏الجريمة، هذه الجريمة التي ‏صنفتها، الاعتداء على الضاحية، قتل المدنيين من نساء ‏وأطفال، وقتل واغتيال القائد الجهادي الكبير ‏السيد فؤاد شكر، هذا بالنسبة لنا لِكل ‏من يُناقشنا في العالم ويتصلون بنا ويتكلمون وما شاكل، هم يعلمون ‏أن المقاومة لا ‏يمكن إلا أن ترد، هذا محسوم ولا نقاش فيه، كل النقاشات التي تحصل هي يا ‏إخوان ‏إعملوا، إنتبهوا، أنظروا، رد الفعل أن يكون محمولاً ومقبولاً ولا أعرف ماذا.. ‏الخ، ويحاولون أن يُقزموا ‏ويُصغروا العدوان وحقيقة العدوان الذي حصل علينا، ‏على لبنان وعلى الضاحية وعلى الناس هنا في ‏الضاحية، وعلى المقاومة.‏
‏ أنا اليوم ‏لا أُريد أن أتكلم خطابات وإنشائيات بل سأكتفي بجملة واحدة، على العدو ومن خلف ‏العدو أن ‏ينتظر ردنا الآتي حتماً إن شاء الله، على العدو ومن خلف العدو أن ينتظر ‏ردنا الآتي حتماً إن شاء الله، لا ‏نقاش في هذا ولا جدل، وبيننا وبينكم الأيام والليالي ‏والميدان، اليوم منذ اغتيال الحاج السيد محسن والآن ‏بعد اغتيال القائد الحاج هنية ‏تعرفون أن الكيان في أقصى درجات الاستنفار، سلاح الجو في أعلى ‏درجات ‏الاستنفار، الجيش، حجزوا الاحتياط ومنعوا الاجازات، أخلوا هذه رامات دايفيد ‏التي أظهر ‏صورها الهدهد، هم أخلوها، يتم إخلاء الآن في عكا وحيفا وأماكن أخرى، فتحوا ‏الملاجئ، والآن هم ‏فتحوا مشكلاً مع الجميع، هم لا يعرفون الآن من أين سيأتي ‏الرد، من شمال فلسطين، من شرق فلسطين، ‏من جنوب فلسطين، سيأتي هذا الرد ‏متفرقاً أو متزامناً، "إسرائيل" لا تعرف إلى أين هي ذاهبة، في كل ‏الأحوال أقول ‏للإخوة والأخوات ولجمهور المقاومة لأن طبعاً هناك من هو مستعد ليعمل على ‏إضعاف ‏المعنويات، هؤلاء السفلة، السافهون والسفلة، ينتظرنا على الساعة "أين ‏رديتم وماذا فعلتم ومتى تريدون ‏الرد" هؤلاء دعوهم جانباً، هؤلاء أصلاً ‏ليسوا بشراً ليُحسبوا في حسابات البشر، لأن طوفان الأقصى ‏كشف عن مستوى من ‏الناس كشف أنهم ليسوا بشراً، وإنما شيء آخر على المستوى الأخلاقي ‏والنفسي، ‏هذه المقاومة، محور المقاومة اليوم الجديد فيه منذ سنوات طويلة وهذا يجب أن نحفظه ‏جميعاً، ‏هو يُقاتل بغضب وبعقل، يُقاتل بغضب وبحكمة وبشجاعة وبجرأة ويملك ‏القدرة، ولذلك نحن الذين نَمشي ‏ونختار، لا أقول نحتفظ لأنفسنا بحق الرد في ‏الزمان والمكان المناسبين، كلا، أبداً، نحن سنرد، هذا ‏محسوم، وعليهم أن ينتظروا، ‏وعليهم أن ينتظروا، الأيام والليالي والميدان، بالنسبة إلينا كما كُنا نقول سابقاً ‏الآن ‏القرار في يد الميدان، والميدان هو الذي يعرف ظروفه وفرصه ونحن نبحث عن ‏ردٍ حقيقي، وليس ‏عن ردٍ شكلي، كما يُحاول البعض أن يُفلسف الأمور، بل نحن نبحث ‏عن ردٍ حقيقي وعن فرصٍ حقيقية، ‏وعن ردٍ مدروس جداً، وأكتفي بهذا المقدار.‏
‏ في ‏كل الأحوال، نحن وإياكم إن شاء الله سنواصل درب هذا القائد العزيز والحبيب، ‏سنواصل درب كل ‏هؤلاء الشهداء القادة، دمهم يزيدنا مسؤولية، يجعل الحمل أثقل، ‏يجعل الأمانة أكبر، أليس كذلك؟ أما العدو ‏وما زلنا نحن في أيام محرم وزينب ‏وأخوات زينب، تُسبى من بلد إلى بلد لتمثل بين يدي يزيد قاتل ‏الحسين(عليه ‏السلام)، لتقول له ونحن نقول للصهاينة، إذا كنتم تُريدون من خلال قتل القادة ‏وترهيب ‏الناس وقتل الرجال والنساء والأطفال أن تُسقطونا وأن تمحوا ذكرنا وأن ‏تُنهوا معركتنا، أنتم مُشتبهون، ‏نقول له كما قالت سيدتنا زينب(عليها السلام): "فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك"، إذهب وإفعل ‏ما شئت يا نتنياهو، أنت ‏والأميركيين الذين هم بظهرك، بايدن أو هاريس أو ترامب أو أياً يكن، ‏الأميركيون كلهم مثل بعض يا إخوان، كلهم مثل بعض، ‏‎"‎فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَ ‏اللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها، وهل رأيك الا فَنَد ‏(هذه ‏هي خططك؟) ‏وأيَّامك الا عدد، وجمعُكَ الا بَدَد"، هذا ‏الجمع إن شاء الله سَيُبدده الله ورجال الله في كل ‏الميادين.‏
لِشهيدنا لا نَقول وداعاً بل ‏نَقول إلى اللقاء، إلى اللقاء مع إنتصار الدم على السيف، إلى اللقاء في الشهادة، ‏إلى ‏اللقاء  في جوار الأحبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏