• أفضل أنواع الأنظمة التي يفضلها الأميركي في بلادنا هي الأنظمة المتأرجح والهشة لذا من التسعينات حتى 2018 كاد يقع كذا مرة لذا كنا نرى شحنة المساعدات منذ 1996 مؤتمر اصدقاء لبنان بعد عدوان إسرائيلي لأن نموذج الحريري كان بدأ يتهاوى ثم باريس واحد عام 2001 وباريس اثنان 2002 ثم بعد بضعة سنوات باريس 3 وهكذا في كرة مرة يتأرجح ليسقط تأتي المساعدات للمحافظة على النظام القائم بسبب مصلحة لهم، وبعض التحليلات تربط مساعدات 2001 و 2002 بالتحضير لغزو المنطقة في العام 2016 تولة رياض سلامة المهمة عبر الهندسات المالية وتم صرف المال في سنتين على السياحة والإستهلاك وليس الإستثمارات والبنى التحتية وبعد 2018 لم يعد من مصلحة الأميركي ان يهدأ النظام بل بدأوا بدفعه نحو الإنهيار وتسريع الأزمة لتفجر بوجه حزب الله والأكثرية النيابية.
• الأميركي يتدخل اليوم لسببين لأنه اكتشف ان الفراغ الذي كان يديره الأميركي لوحده مع بعض المجتمع المدني جاء حزب الله ليقول كلا لن أسمح بأن تدير الفراغ لوحدك لأنكم تديرونه عكس المصالح الوطنية السبب الثاني أن ما يريده الأميركي يريد إدارة مستوى الإنهيار بما لا يفجر الواقع اللبناني بل يحصد نتائجه في الإنتخابات من سياسات السنوات الماضية.
• منذ 2017 الحزب يرى الجو الأميركي والمبادرة الهجومية مع ترامب وكان خطاب الحزب انه ما دامت العقوبات الأميركية تمس حزب الله فقط لن أحول لبنان إلى ساحة مواجهة مع أميركا لأجل اللبنانيين ونحن لن نجاري الأميركي بتحويل لبنان إلى ساحة معركة ومواجهة معك ولكن عندما وصل الهجوم الى بيئة المقاومة والتجار الشيعة والمضايقة بالنظام المصرفي والحلفاء عندها قرر حزب الله الإنتقال إلى المواجهة ولكن حتى هذه اللحظة الخطوة الهجومية بموضوع السفة هي ضمن مقاربة دفاعية لأنه لا يريد فتح معركة كبيرة جداً وتطوير المقاربة رهن سلوك الأميركي.
• هذا أهم انجاز بالمناسبة قال فيلتمان بعد اسبوعين من 17 تشرين في الكونغرس ونصح الإدارة بالبقاء خارج المسرح لكي يظهر ان المشكلة داخلية حزب الله في الاسابيع الأخيرة قال للأميركي لن تبقى في الكواليس انت لاعب يحرك الكواليس وجزء اساسي من المشهد والمواجهة معك ولذا يتم إبراز موضوع الحصار وليس لأن كل المشكلة هي الحصار فالسيد هاشم قال أصل المشكلة في لبنان داخلي وعندما ضعف لبنان أنقض الأميركي مقاربة حزب الله منذ 30 سنة واضحة والأميركي جاء ليستغل الضعف وحزب الله يقول انا لا اريد ان ادخل بموضوع الطوائف بل أفضل مواجهة المكون الخارجي للأزمة
يخافون أن تؤدي هذه الخطوة الى نتائج غير متوقعة حتى من الحزب الذي اتخذ خيار الضرورة والحاجة ويتحول الى خيار استراتيجي ويتجاوز كونه حل مؤقت ونجاح هذه الخطوة التي قد يكتشفها حزب الله ويحولها الى سياسة دائمة وهذا ما يخاف الأميركي منه.
• على مستوى المنطقة بما فيها لبنان كل حلفاء أميركا يعيشون حالة هلع حرفيا لأن دول مثل السعودية واسرائيلي والخليج اكتشفت ان ما يقال عن تراجع قوة ودور اميركا في المنطقة ليس كلاما للمنار وجماعة ايران بل حقيقة وهذا شكل أزمة كبيرة لدى حلفاء اميركا وبالشكل ايضا عندما يقول البنتاغون اننا لم نترك أي كلب خلفنا في افغانستان وليس حلفائنا!، لم يصدروا بيان يقول لم نترك من تعمشقوا بالطائرة بل لم نترك كلبا!.
• المشكلة ان من كان يعيش بيننا من نخب وسياسيين ورجال اعمال ماذا كان دورهم ليس من كان يتفرج حتى بل من كان ينهش باللبنانيين ولحمهم هؤلاء يجب ان يدفع الثمن وهذا سيظهر حين النقاش مع صندوق النقد حول من سيدفع الثمن هل نعيد هيكلة الدين العام والقطاع العام والقطاع المصرفي أم لا وهذا ما شهدناه وقت حكومة حسان دياب من انقسام سيتبلور مجددا وجزء اساسي من اي معركة للقوى السياسية والشعبية هي تحميل اصحاب رؤوس الأموال للتخفيف عن الناس العاديين.