أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيارالمنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبدالله يا بن رسول الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم.
السلام على الحسين وعلى عليٌ بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
الإخوة والأخوات السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، وعظّم الله أجوركم وبارك الله فيكم.
أنا الليلة أريد أن أقسم خطابي إلى قسمين، القسم الاول: عن التطورات السياسية والقسم الثاني: عن المناسبة.
لذلك كمدخل إلى المناسبة والحديث عن المناسبة أتركه في بداية القسم الثاني، وأقدم القسم الأول باعتبار أن بعض وسائل الإعلام مهتمة بنقل هذا القسم، وعندما ننتهي منه وننتقل إلى القسم الثاني هنا على راحتهم.
لا شك أنه منذ ليل الأحد الماضي لبنان يعيش في مرحلة جديدة وفي أوضاع خاصة، وكذلك العدو الإسرائيلي وحالة الترقب القائمة على مستوى كل المنطقة.
سوف أتكلم في القسم الأول باختصار، أولاً: يجب أن نقدر عالياً الموقف الرسمي اللبناني، إبتداءً من فخامة رئيس الجمهورية منذ الساعات الأولى ومنذ اللحظات الأولى كان عنده موقف واضح وعالي، واعتبر أن العدوان هو اعلان حرب.
مواقف أيضاً دولة رئيس مجلس النواب المعروفة والواضحة، وهو أصلاً عندما نتحدث عن الضاحية وعن المقاومة هو جزءٌ من ذلك كله، وتوج الموقف بما أعلنه اليوم في خطابه في ذكرى إخفاء الإمام وأسر الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه وأخويه.
مواقف أيضاً دولة رئيس مجلس الوزراء التي كانت أيضاً مواقف متقدمة وجيدة ومهمة.
الموقف الذي أعلنه المجلس الأعلى للدفاع باعتبار ما جرى إعتداء، والأهم هو تثبيت حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس وعن سيادتهم وعن أرضهم.
مواقف مختلف القوى السياسية والمرجعيات الدينية والأحزاب، والموقف الشعبي العام، هناك إجماع وطني في الحد الأدنى حول إدانة ما حصل واعتباره عدواناً على لبنان، هذا طبعاً له قيمة سياسية وأخلاقية عالية جداً .
في الساعات الأولى، طلع بعض الأشخاص الذين لا قيمة لهم ليشككوا في حقيقة ما حصل، ويبثوا إشاعات كاذبة، ولكن في كل الأحوال كل شيء اتضح سريعاً، وعلى كل حال نتنياهو في الأمس واليوم عملياً تبنى العمل العدواني في العراق وفي سوريا وفي لبنان، هذا الموقف الرسمي والمرجعيات الدينية والأحزاب والقوى السياسية والموقف الشعبي والرأي العام هو مسألة مهمة جداً وموقف متقدم جداً ، وعند العدو الإسرائيلي له قراءته ودلالاته المهمة، لأن من المسائل التي يشتغل عليها دائماً العدو هو محاولة تحريض الناس على المقاومة وتحريض الدولة على المقاومة، وتحريض بيئة وجمهور المقاومة على المقاومة.
الجواب الأول منذ الساعات الأولى إلى اليوم هو جواب قوي وممتاز ومحكم وتاريخي.
طبعاً في هذا السياق، يجب التوقف بخصوصية عند إعلان الرئيس نبيه بري اليوم ودعوته لأفواج المقاومة اللبنانية"أمل" أن تكون في أتمّ الجهوزية، هذا يعني أن المقاومة بكل حركاتها وبكل فصائلها وبكل جمهورها ومؤيديها ومن تتشكل منهم هي في موقف صلب ومتين ومتماسك، ويقطع الطريق على أي أوهام عند بعض الواهمين.
النقطة الثانية التي أريد أن أذكرها: تعقيب على ما قلته في يوم الأحد، مثلاً أنا قلت الرد سوف يكون في لبنان وليس في مزارع شبعا.
خلال الأيام الماضية، الكثيرون كان لديهم تحليل ماذا يعني في لبنان وليس من لبنان؟ هذا لا يحتاج إلى هذا المقدار من التحليل، الرد من لبنان، منذ أيام زمان كان هناك أستاذ نحو إذا كان لا يعرف بالضبط ما هو الاصح، فيذهب إلى الطلاب ليقول لهم مثلاً أن القاعدة النحوية هكذا، ثاني يوم يأتي إليه الطلاب ليقولوا له: يا إستاذ القاعدة هي "غير شكل"، فيقول لهم: كلا، الذي قلته لكم أنا رأيي البصريين وهذا الذي تقولونه هو رأي الكوفيين، طبعاً توجد مدارس نحوية.
لا نريد أن نعذب قلبنا كثيراً، المقصود الرد من لبنان، البعض ذهب في التحليل إلى القول أن الرد في لبنان يعني الرد على عملاء "إسرائيل" في لبنان، موضوع عملاء "إسرائيل" في لبنان ليست مسألة تأتي في سياق الردود، بل هي مسألة يومية في اي وقت ينكشف لنا أو لأي جهة في لبنان معلومات أو معطيات عن عميل ما، تُقدم الأجهزة الأمنية أو تكتشف الأجهزة الأمنية شيئاً من هذا، يعملون الإجراء ويعتقلوه ويوقفوه ويسجنوه أو يحولوه على القضاء، هذا موضوع آخر، لذلك لا يوجد داعٍ كي يتعبوا قلبهم بالتحليل، أنا المصنف الذي قلته الرد في لبنان أقصد ان الرد من لبنان.
في موضوع مزارع شبعا: وليس في مزارع شبعا، باعتبار أنه دائماً وسابقاً ردودنا كانت في مزارع شبعا، في مزارع شبعا، يعني الرد على عملية شهداء القنيطرة والرد على استشهاد الشهيد سمير القنطار كان في مزارع شبعا، عادةً كنا نرد هناك، أنا أحببت أن أقول أن الرد سوف يكون مفتوحاً.
أيضاً، بخصوص "في" و "من" نوضحها أكثر، ونقول: أن المقصود بأن الرد من لبنان هو ليس شرطاً في مزارع شبعا، هكذا يكون أدق، يعني يمكن في مزارع شبعا ويمكن في أي مكان على طول الحدود، هم في الأيام الماضية اعتبروا أن مزارع شبعا خارج دائرة الرد فاطمئنوا، ومع انهم مطمئنين كانوا أمس في الليل مرعوبين كثيراً، وكل الليل كانت هناك قنابل مضيئة وعملوا حرائق، وهذا حصل مع أننا قلنا لهم أن الرد ليس في مزارع شبعا، الآن منذ الليلة نقول لهم: ليس شرطاً في مزارع شبعا، وإنما الرد قد يأتي من أي نقطة او من اي مكان، وبالتأكيد مزارع شبعا هي مزارع لبنانية وارض لبنانية محتلة، ويجب العمل دائماً من أجل تحريرها.
النقطة الثالثة: أيضاً لمزيد من التبيان، أنا تكلمت عن موضوع المُسيّرات، وفيما بعد في بعض اللقاءات الداخلية تكلمت وتم تسريب شيء، عادةً التسريبات لا تكون دقيقة، لذلك هذا الأمر أيضاً يستحق التبيان والتوضيح، لأنه على كل حال الذي تكلمنا عنه في يوم الأحد كله كان رسائل مختصرة.
في موضوع المُسيّرات، الذي انا قلته الآن أرجع أؤكد عليه، أنه أولاً: هذا الموضوع نحن صبرنا عليه طويلاً، بعد تحرير ال2000 بقيت المُسيّرات تملأ سماء لبنان حتى بعد ال2006، ويومياً توجد خروقات إسرائيلية على هذا الصعيد، خروقات للسيادة اللبنانية، وأيضاً هي خرق أمني لأنها تأتي وتجمع معلومات عن كل شيء في لبنان، عن كل شيء وليس فقط عن المقاومة.
أول الرد على الإعتداء بالمسيرات المفخخة على الضاحية الجنوبية يجب ان يكون بدء مرحلة جديدة أسمها: أنه يجب ان نعمل على إسقاط المسيرات الإسرائيلية في السماء اللبنانية، بمعنى أن هذا يجب أن يكون حقاً واضحاً وبيناً، ويجب أن يُعمل هذا الحق، هذا حق منذ البداية،لكن لم يُعمل به، ولم يُعالج، ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي وكل الدول التي الآن تتصل "وتدقدق" والسفارات التي تتصل "وتدقدق"، منذ عام 2000 " الآن شو بدنا بال 2000" إلى اليوم لم يبذلوا أي جهد لوقف الخروقات الإسرائيلية في الجو، هذا الذي نقوله، على أنه من حقنا، هذا لا يعني أنه كلما تطلع مُسيّرة في سماء لبنان نحن نريد ان نُضربها ونُسقطها، حتى نكون واضحين ليكون الخطاب واضحاً، يمكن كل يوم أو كل جمعة أو كل جمعتين أو أكثر أو أقل أو كل ساعة، المهم أن يشعر الإسرائيلي أن الجو ليس مفتوحاً أمامه، ومسيراته تذهب وتجيء كما تحب وعلى أي علو. الآن في بعض المناطق بدأت المُسيّرات "تعلّي أكثر"، بدأنا نأخذ نتيجة بالحد الأدنى، حسنا، فنحن.. لم أقدم إلتزام لأنني مزحت مع بعض الإخوة في اللقاءات الداخلية وقلت لهم، أنه على مواقع التواصل الإجتماعي كلما تطلع مُسيّرة فوق الضيعة يكتبون يا سيد فوق ضيعتنا يوجد مُسيّرة، نحن بطبيعة الحال نريد أن نعمل بأداء معين، تكتيك معين وبشكل محدد، وإلا إذا ألزمنا أنفسنا أنه كلما خرجت مُسيّرة يجب أن نضربها، يعني منذ الآن الاسرائيلي سيرسل عشرات المُسيّرات حتى يستنفد إمكانيات الدفاع الجوي الموجودة لدى المقاومة على ما هو موجود عند المقاومة، ونحن يجب أن نعمل بإرادتنا، بتقديرنا، نحن ننتخب المكان والزمان ومتى، والحيثيات، والمهم أن نصل الى النتيجة التي تقول للعدو، أنت لست مرتاحا في الجو، لأنه في أي لحظة من اللحظات وأي ساعة من الساعات بإعتبار هذه مرحلة جديدة فتحت قد تتعرض مُسيّرتك للضرب والإسقاط، هذا حجم الموضوع من أجل أن لا نرتب عليه نتائج أكثر.
النقطة الرابعة، بعد أن تبين أن ما قام به العدو الاسرائيلي وما قام به نتنياهو في الضاحية الجنوبية، هو عدوان، كُشف هذا العدوان. الآن نحن صححنا قبل أيام، يعني يوم الاحد عندما تكلمت أنا، يعني المعطيات الاولية للمُسيّرة التي وقعت في أيدي الإخوة، التفتيش الأولي للبدن والبنية، لم يكن يظهر فيها عبوة ناسفة أو متفجرات ولذلك إعتبرناها أنها طائرة إستطلاع وأن الطائرة الثانية هي العملياتية، لكن يوم الاثنين عندما أتى الخبراء وقاموا بتفكيكها جيداً ووجدوا في داخلها عبوة، "مثل ما نزل بالبيان" 5 كيلو ونصف سي 4، شديدة الانفجار، ومحكمة ومخبأة داخل المُسيّرة بشكل دقيق وقوي جداً ومتين جداً فتبين أن الاولى للتفجير والثانية أيضا جاءت للتفجير، هناك على كل حال إحتمالات، إخواننا قاموا بتحقيقاتهم وقراءتهم، ومخابرات الجيش اللبناني تعكف على قراءة هذا الأمر، ممكن ان نصل الى نتيجة، واحدة من الفرضيات أن هذه المُسيّرات كانت في وسط الليل ستهبط وتلقي العبوة- تقوم بتفكيكها بشكل أيضا متقن جدا- وتضعها حيث تريد أن تضعها، وتأتي الطائرة الثانية وتفعل ذلك وتغادران في وسط الليل، ولذلك لونهما أسود، وبعد ذلك تقوم مُسيّرة أخرى في السماء بالتفجير بالهدف الذي يريدون أن يفجّروا فيه، وبالتالي نكون أمام عملية تفجير بدون بصمات ولا دليل، وتخرج إسرائيل لتقول، ما الدليل الاسرائيلي؟ يمكن أن يكون أي أحد دخل على الخط، ممكن التكفيريين، وممكن جماعة إرهابية، وممكن أي أحد، ولكن من لطف الله سبحانه وتعالى بنا، أنه ليس فقط دفع البلاء ولم يسقط شهداء وجرحى، بل أيضاً أدى الى كشف العملية بالكامل وإضطر الاسرائيلي، من أول ليلة جماعتهم بالعالم العربي وبعضهم في لبنان حاولوا أن يقولوا أمراً آخر، يعني مثلا من السخافات التي قالوها، إن هذه طائرات لحزب الله ودخل عليها الاسرائيلي ولعب فيها وفجّرها، وأخرون قالوا إنها طائرات إيرانية وكل هذه السخافات. نحن موجودون في الضاحية ولا زلنا نحتاج الى ساعات لنفهم بالضبط ما الذي حصل، هناك أناس إكتشفوا لوحدهم ما الذي حصل. على كلِ الاسرائيليين هم الآن يتحدثون في إعلامهم منذ الساعات الاولى عن العملية وعن أهداف العملية ويتحدثون عن أهداف محددة في العملية وما شاكل، حسنا نحن أمام عمل إسرائيلي وعدوان إسرائيلي واضح، ما هي الشمّاعة التي يعلق عليها نتنياهو ؟ يعني أنا أحب أن أشرح هذا الموضوع مجددا لأهلنا وشعبنا اللبناني ولكل المستمعين وأيضاً للإسرائيليين أنفسهم الذين يخدعهم نتنياهو ويكذب عليهم، الشمّاعة هي قصة مصانع صواريخ دقيقة، ولذلك في الأيام الأولى وسائل الاعلام الاسرائيلية، بعض الصحف الاسرائيلية التي تُعطى معلومات من أجهزة المخابرات أو الجيش الاسرائيلي أو ما شاكل قالوا بـأن الهدف هو مصنع للصواريخ الدقيقة موجود هناك، والكل يعرف أنه لا يوجد لا مصنع صواريخ دقيقة ولا مصنع صواريخ هناك ولا مصنع أحذية ولا مصنع ألبسة، لا يوجد مصنع هناك، بعد ذلك بدأوا يعدلون الموضوع ويقولون المقصود هو هدف يرتبط بصناعة الصواريخ الدقيقة. هذه شماعة الصورايخ الدقيقة، أريد أن أعيد وأوضح هذا الموضوع رغم أنني تكلمت عنه في يوم القدس، مجددا لو كان لدينا مصانع صواريخ دقيقة كنت قبل هذا الوقت خرجت لاقول نحن حزب الله لدينا مصانع صواريخ دقيقة، بلا وجل وبلا خوف وبكل فخر وإعتزاز، لو كان لدينا، لأنه أولا هذا من حق المقاومة في لبنان ومن حق اللبنانيين وليس لأحد الحق في نقاش هذا الأمر، الاسرائيلي الذي يصنع الاسلحة النووية ويصنع أسلحة كيميائية ويصنع أسلحة محرمة دوليا لا يجوز له أن يأتي ويرفع يافطة ويناقش ويقول أنه في لبنان المقاومة تصنع صواريخ دقيقة ولديها مصانع صواريخ دقيقة، ليس له حق، وهذا من حقنا ولكن نحن ليس لدينا شيء من هذا القبيل، ليس لدينا مصانع صواريخ دقيقة، هذه كذبةـ هذه شماعة يعتمدها نتنياهو لممارسة العدوان، سأقول كيف بعد قليل، ولذلك أنا قلت في أكثر من مناسبة أنه نحن لدينا من الصواريخ الدقيقة ما يكفينا، وليس لدينا مصانع صواريخ دقيقة، وأنا عندما أنفي هذا الأمر نفيا قاطعا لا يمكن أن أعرض المصداقية، أنا لا أتحدث عن مصداقيتي كشخص، وإنما عن مصداقية حزب الله، عن مصداقية المقاومة المتراكمة منذ 37 سنة، لو كان لدينا مصانع صواريخ دقيقة أقول للبنانيين وللإسرائيليين وللعالم، وإذا يوم من الايام إن شاء الله أصبح لدينا مصانع صواريخ دقيقة أنا سأقول ذلك بكل فخر وبشكل معلن وبكل إعتزاز، لأنه هذا من عناصر القوة، من إمكانيات القوة. الآن لماذا نتنياهو يريد هذه الشماعة؟ يريد أن يبحث عن حجة للإعتداء، منذ ال2006 بسبب توازن الرعب والردع والخوف لم يحصل شيء، يريد أن يبحث عن حجة، ليقصف ويعتدي ويغيّر المعادلة لينسف قواعد الاشتباك، ليفرض قواعد إشتباك جديدة، ليس لديه حجة، لم يقم أحد بعمليات على الحدود، ولم يطلق أحد النار على الحدود، ولم يطلق أحد صواريخ على الحدود، بالوقت الذي لدينا الف حجة، لأنه هو لديه كل يوم خرق جوي وخرق بحري وأحيانا خرق بري، لكن نحن نترك هذا الأمر تعالجه الدولة والجيش اللبناني الموجود على الحدود واليونيفيل، وهذه الالية ال 1701، فإذا هو يبحث عن حجة وعن حجة بهذا الحجم ليقنع شعبه وكيانه بأن الأمر يستحق المغامرة والمخاطرة، ليقنعهم بأنه يقوم بعمل عظيم، وبعمل جبار، ولذلك الان يكذب عليهم ويقول أننا من خلال العدوان في الضاحية الجنوبية عطّلنا مشروع مصانع الصواريخ الدقيقة ودمّرنا وما شاكل، ومن هنا، وبالحد الأدنى لسنة للأمام، هذه اوهام نتنياهو وأوهام الإسرائيليين وهو يتلاكم مع الهواء، هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق، قد يسهدفون بعض الأهداف هنا أو هناك، بعض الأهداف قد يكون لها صلة بعتاد المقاومة وتجهيزاتها ولكن ليس لها صلة بشيء اسمه مصانع الصواريخ الدقيقة.
ما يُخشى منه، أنا أحببت أن أتحدث بهذا الموضوع بوضوح وشفافية وبكامل المسؤولية حتى أقول هذه شمّاعة، هذه شمّاعة يعلق عليها نتنياهو عدوانه، هذه حجة كبيرة يحاول أن يقدمها للمجتمع الدولي وللكيان الغاصب أيضاً وللمستوطنين في الكيان الغاصب بأن الأمر يستحق المغامرة والمخاطرة وأنه يدافع عنهم أمام تهديد كبير. هو يكذب عليهم، التهديد الكبير قائم وحصل.
وأنا أعود وأقول الليلة، ما نحتاجه في أي مواجهة صغرى أو كبرى من صواريخ دقيقة نحن نملكه في لبنان، أنت تبيع هواء، تبيع كذباً، تبيع نفاقاً، لأناسك وللمجتمع الدولي. تحاول أن تقدم حجة أيضاً تكذب فيها على بعض ضعاف النفوس في لبنان.
النقطة الأخيرة بهذا الشق الأول – الشق السياسي – موضوع الرد، طبعاً ضرورة الرد هذا شيء محسوم، وأعتقد من خلال حتى الخصوم، حتى الأعداء، حتى في الوضع الدولي والوضع الإقليمي، خلال الأيام الماضية الذين كانوا يتكلمون مع مسؤولين في الدولة أو يرسلون لنا، الكل يقول أنه يتفهم أنه أنتم محتاجين أن تردوا، أنتم معنيين أن تردوا، لكن يا أخي إذا أمكنكم عدم الرد يكون أفضل، وإذا كان لا بدّ من الرد "ظبطوها"، يعني "عينونية"، والإسرائيلي مقتنع بالـ"عينونية"، وهناك شيء مضحك في هذا المجال، بعض الرسائل التي وصلتنا – لا أريد التكلم الآن عنها، نتكلم عنها لاحقاً – وصولاً إلى المضحك الذي هو الآلية التي تقودها دمية، يعني لسان حال الإسرائيلي "اضربوا افعلوا أي شيء فلننتهي من هذه القصة" يريدون أن "يمرروها هكذا". في الوقت، الموضوع بالنسبة لنا ليس موضوع رد اعتبار وإنما الموضوع يرتبط بتثبيت معادلات، بتثبيت قواعد اشتباك، بتثبيت منطق الحماية للبلد وإلا أنا أحب أن أقول للناس صراحةً حتى لو سيخافون لا بأس، هذه المُسيّرات التي استخدموها التي هي على طريقة المروحية، هذه ليس شرطاً عندما تهبط، تهبط بانحناء، هذه تهبط عمودياً، مثل المروحية تماماً، وهناك أفلام، بعض التلفزيونات، بعض مواقع التواصل وضعوا أفلام لها، بحيث أنه يستطيع الإسرائيلي في أي مكان إذا تبقى السماء مستباحة أن يُركّب عبوة على هذه المروحية ويهبط على سطح أي بيت، على سطح أي بناية، على سطح أي بيت في أي ضيعة، على سطح أي شاحنة أو سيّارة أو آلية معينة، على بوابة أي مزرعة، على مدخل أي بناية، يزرعها، تهبط وتزرعها ليلاً وترحل ولا أحد يشعر بها، والمٌسيّرة الثانية التي في السماء تنتظر الهدف وتفجر فيه وبالتالي هذا الموضوع إذا سُمح له، هذا لا يفتح باب لضرب إمكانات وتجهيزات، هذا سيفتح باباً أمام الاغتيالات في لبنان، وآخر شيء تضيع "الطاسة" لأنه لا يوجد بصمة، لا يوجد دليل، لا يوجد أثر. اليوم هو لم يعد بحاجة إلى عميل يأتي لك بسيارة مفخخة أو عميل يزرع لك عبوة، بكثير من المناطق يقدر أن يرسل هذه المُسيّرة، وهذه التجربة التي فشلت من أول يوم واتضحت الآن، ويمكن هذا الذين يعملون عليه بالعراق، لا نعرف. فهذه المُسيّرات بالعكس هي تفتح باب القتل، باب الاغتيال، باب الإرهاب على امتداد الساحة اللبنانية ولذلك لا يمكن التسامح مع هذا الأمر، الإسرائيلي يجب أن يدفع ثمن اعتدائه، الآن الأمور كلها تكون في إطار ونطاق المسؤولية.
إذاً لا بد من الرد وهذا واضح.
كل التهديد والتهويل لن يمنع حصول رد من المقاومة. الآن خلال الأيام الماضية المحللين، الكتّاب، الصحافيين، الناس، مواقع التواصل، كل شخص يحلل أنه ماذا سيكون الرد؟! عند الاسرائيليين هناك نقاش على مدى الساعة. المقاومة ليست معنية أن تقول ما هو الرد، ولذلك كل ما ينقل لكم في وسائل الإعلام أو يقوله أصدقاء، أو مقربون هو غير صحيح، هو غير دقيق، هو ليس مبنياً على معلومات وإنما مبني على تكهنات وعلى احتمالات وتحليلات وهو لا يلزم المقاومة بشيء، هناك أناس يرفعون السقف، هناك أناس يخفضون السقف، هناك أناس يضعون السقف على الوسط. على كلٍ، هناك أناس يقولون سيكون الرد هكذا أو كذلك. أنا أقول لكم أيضاً بكل صدق كما تعرفونني، هذا الأمر لا يعرفه إلا قلّة ونحن ليس لدينا مصادر ولسنا معنيين بتقديم معلومات ومعنيون جداً بأن يبقى العدو حائراً كما هو الآن حائراً، لأنه نحن تركنا كل الاحتمالات مفتوحة، يعني الذي يرفع السقف ممكن أن يكون يُلزم البلد ويرفع التوقعات، الذي يُخفّض السقف ممكن أن يكون يطمئن العدو بالمجان. لذلك في هذا السياق أنا أؤكد لكم كلها تكهنات وتحليلات لا أساس لها من الصحة، المسألة هي الآن وقبل الآن لكن بالتأكيد هي في يد الميدان، هي في يد القادة الميدانيين الذين يعرفون ما عليهم أن يفعلوا، ما هي الفكرة، ما هو الطرح، ما هو المشروع، ما هو الأفق، ما هي الحدود، والأمر يحتاج فقط إلى دعائكم إن شاء الله، الدعاء بالتوفيق والدعاء بالنصر والدعاء بردع هذا العدو وإفهام هذا العدو أن بلدنا ليس بلداً للاستباحة.
قبل قليل كنت أستمع لخطاب فخامة الرئيس، كان يؤكد على هذه الفكرة، أنه يجب أن نثبت للعالم كله أن لبنان ليس بلداً للاستباحة، هذا ما سيحصل إن شاء الله بعونه سبحانه وتعالى. ونحن يجب أن نكون في كل الأحوال جاهزين ومستعدين للتعاطي مع كل الفرضيات والاحتمالات وردود الأفعال. أنتم تعرفون هذه المقاومة، هي كذلك، هي الآن تتصرف بشجاعة وبحكمة وبدقة وبمسؤولية والباقي على الله.