كلمة الأمين العام - خلال إطلاق الامسيات القرآنية - 13-03-2024

  • شارك
  • تاريخ الحلقة
    2024-03-13
  • التقييم
  • موضوع الحلقة
    إطلاق الامسيات القرآنية - 13-03-2024

بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

نحن اليوم بهذه الروح، نحن نواجه المعركة اليوم، وهذه ليست معركة جديدة، هذه ‏معركة ممتدة منذ ما قبل ‌‏1948 منذ قيام هذا الكيان. لنتكلم قليلاً عن التطورات والاحداث ‏ونختم إن شاء الله. ‏
نحن دخلنا في الشهر السادس للمعركة القائمة في غزة، وأيضاً لمعارك جبهات الاسناد في ‏لبنان واليمن ‏والعراق. في غزة، مازالت غزة تقاوم بشجاعة، بصلابة، تقاتل، تصمد، ‏مقاتلوها، مقاوموها، فصائلها، ‏وأيضاً شعبها، رجالها، نساؤها، أطفالها، الصمود الأقرب ‏الى المعجزة لأنه بحسب المعادلات العادية ‏والطبيعية ان اسرائيل بجيشها وامكاناته ‏الضخمة مع كل قوات الاحتياط والدعم الأميركي الهائل والجسر ‏المفتوح، وما زالت حتى ‏الان تقاتل في الشهر السادس لغزة المحاصرة التي تصل الى 400 كلم ومشاكل، ‏هي أشبه ‏بالمعجزة. ‏
هذا الصبر الذي نراه من الناس، من المجاهدين، من الاطفال، من النساء، والذي أذهل ‏العالم وجعل ‏الكثيرين في العالم يتساءلون كيف يفكر هؤلاء؟ ما هي ثقافة هؤلاء؟ هي ‏ثقافة القرآن. هي ثقافة الصبر. ‏والتوكل والاحتساب والثقة بالله سبحانه وتعالى. ‏
على كل حال، ما يجري حتى اليوم خصوصاً في غزة هو درس عظيم لكل البشر ولكل شعوب ‏العالم وحجة ‏إلهية على كل شعوب العالم. الى جانب التضحيات الجسام، يجب دائماً أن نؤكد ‏على الانجازات العظيمة ‏التي حققها طوفان الاقصى وما بعده من 7 تشرين الى اليوم، ‏انجازات استراتيجية تمس أصل وجود هذا ‏الكيان، وبقاء هذا الكيان، ومستقبل هذا الكيان، ‏ومقدرات هذا الكيان، وأشرت لها في خطب سابقة فلا أعيد. ‏
بمعزل عن الموضوع التكتيكي الذي يكون أحياناً مرتفعاً وأحياناً منخفضاً، ولكن عندما ‏نذهب إلى النظرة ‏الاستراتيجية، حتى كبار خبراء العدو يسلمون بالخسارات الاستراتيجية التي ‏تحدثنا عنها في خطب سابقة ‏ويتحدث عنها الآخرون. ‏
اليوم، في الشهر السادس، يقف نتنياهو ليقول إن لم نذهب الى رفح فقد خسرنا الحرب. ‏وانا اقول له حتى لو ‏ذهبت الى رفح، أنت خسرت الحرب، لأنه بعد خمسة أشهر قتال لم ‏تستطع ان تقدم مشهد نصر وصورة ‏نصر من كل الأهداف التي أعلنتها. كل الأهداف التي ‏أعلنها لم يحقق هدفاً واحداً، وهو يوغل في الخطأ ‏عندما بدأ يتحدث من مدة عن نصر ‏مطلق، ونصر كامل، وكثيرون في كيان العدو جادلوه، ان هذا عمل غير ‏قابل للتحقق. ‏
اليوم، حتى الامريكيين، حتى الاوروبيين، حتى جزء من الاسرائيليين، يقولون لنتنياهو ‏وللمتطرفين معه: لا ‏يمكنكم القضاء على المقاومة في غزة، لا يمكنكم القضاء على حماس ‏وعلى الجهاد، لا يمكنكم بعد خمسة ‏أشهر، ستة أشهر، بالرغم من كل المجازر إذا كنت تطمع ‏ان يستسلم لك شعب غزة ويرفع الاعلام البيضاء ‏لكان استسلم منذ البدايات. ‏
أمام كل المجازر والدمار وأعداد هائلة من الشهداء والجرحى والخسائر والحصار والجوع، ما ‏زال أهل ‏غزة يحتضنون المقاومة، وكل اللعب على قصة عشائر وعائلات، وكل ما تقوم به، ‏للأسف الشديد بعض ‏الفضائيات العربية من أدوار سيئة وخبيثة ومثبطة للعزائم ومفرقة ‏للصفوف ومثيرة للفتنة وطارحة للأسئلة ‏الخاطئة، مع ذلك ما تمكنوا ان ينالوا من لحمة ‏وصلابة وصمود وتماسك الموقف في غزة. ‏
اقول لكم ايها الاخوة، واحدة من علامات النصر للمقاومة، واحدة من علامات الهزيمة عند ‏العدو انه منذ اول ‏هدف أعلنه من الأيام الاولى عندما جن جنون اسرائيل وبدأت تدمر بنايات ‏بمن فيها وتحت نظر العالم، بل ‏ليس سكوت العالم، بل تأييد العالم، أميركا، أوروبا. ما هو ‏اول وأكبر هدف أعلنه؟ القضاء على حماس؟ ‏حسناً، اليوم نحن في الشهر السادس، من ‏تفاوضون؟ حماس. في الشهر السادس من تفاوضون؟ حماس. ‏القطري والمصري مع من ‏يجلس ويتفاوض بالنيابة أو بالوساطة مع الامريكي والاسرائيلي، مع حماس. ‏حماس تفاوض ‏بالنيابة عن كل الفصائل الفلسطينية، بل اقول لكم عن كل محور المقاومة وعن كل جبهات ‌‏المقاومة، اليوم، نفس أن حماس هي التي تفاوض، هذا يعني أن المقاومة قوية وموجودة ‏وصلبة وفي موقع ‏الانتصار وفي موقع الاقتدار، بل أكثر من ذلك، تفاوض وليس من ‏موقع الضعف، تقول نعم ولا، وترفض ‏وتضع الشروط كما يجري في المفاوضات الأخيرة. ‏
في المفاوضات الاخيرة هناك شيء يجب أن أقوله أيضاً للتدليل على النفاق الأمريكي الذي ‏تكلمنا عنه كثيراً ‏في الخطابات السابقة. الامريكان ماذا قالوا؟ قالوا نحن طرحنا حلا في إطار ‏التسوية لمعالجة وقف إطلاق ‏نار عبر هدنة 45 يوماً ونتنياهو متجاوب لكن الكرة في ملعب ‏حماس. طبعا ً، هذا كذب محض، كذب ‏محض. انظروا ماذا يقول الاسرائيليون؟ ‏الاسرائيليون يقولون هذا كذب، الذي يعطّل الوصول الى نتيجة ‏هو نتنياهو.

حسناً، هدف ‏هذا الكلام الأمريكي، إعفاء نتنياهو من الجريمة، والقول انه نحن الامريكان نبذل ‏جهداً لدق ‏اسفين بين أهل غزة وبين حماس، ان الناس يسألون يا اخوان بحماس ماذا تفعلون؟ لماذا لا ‌‏تقبلون؟ لماذا لا تتجاوبون؟ لماذا تصعّبون المفاوضات؟ هذه الجملة التي من الممكن أن ‏يكون كثر مروا ‏عليها انه "والله بايدن أو بلنكن قال ان هناك مساع والمبادرة مطروحة ‏ونتنياهو كان متجاوباً ولكن حماس ‏عقّدت، والكرة في ملعب حماس، سطرين ثلاثة، لكن ‏تنضح بالخبث وباللؤم وبالمكر وبالخداع وبالتضليل ‏والتزوير، والحقيقة عكس ذلك".‏
‏ اليوم، كل الفصائل الفلسطينية مجمعة، وهنا كما قلت، حماس تفاوض بالنيابة عنهم ‏جميعاً، كلهم مجمعون، ‏واعتقد أن ارادة اهل غزة ايضاً هي كذلك، انه نحن نريد وقف ‏العدوان، نحن لا نتكلم عن وقف اطلاق نار ‏مؤقت، أسبوع، اثنان، ثلاثة. منذ فترة حصل ‏وقف إطلاق النار مؤقت، ثم عادت المذابح والمجازر وهدم ‏الابنية وما شاكل، والقتل ‏الذريع، والتجويع، واستمر الحصار. ‏
حسنا، المعركة قائمة وقائمة، والمقاومة تملك مجموعة من عناصر القوة، ومن جملتها كل ‏الأسرى، فليكن ‏التفاوض هدفه الحقيقي هو وقف العدوان، وهذا أمر عقلائي وعقلي ‏وأخلاقي وانساني وشرعي وأخوي، ‏وكل المنطق معه، وهذا الذي تصر عليه حماس. لماذا ‏ترفضون وقف العدوان؟ إذا كان المطلوب الانتقام، ‏الا يكفي أكثر من 32 ألف شهيد و7 ‏آلاف مفقود و70 ألف جريح انتقام؟! والله لديكم 1000 قتيل، 1200 ‏قتيل، بعد كل هذا ‏الدمار وهذه المجازر المهولة، هم مصرون على مواصلة الحرب. ‏
شرط آخر تصر عليه المقاومة، هو انسحاب العدو من قطاع غزة. شرط آخر مهم، عودة أهل ‏شمال غزة ‏الى شمال غزة، ونتنياهو يقول عودة تدريجية ويعيد النساء والاطفال وكبار السن ‏فقط، يعني تمزيق ‏العائلات، يعني أي انسانية، وأي عقل وأي منطق وأي دين يسمح ‏للمقاومة ان تقبل بتسوية من هذا النوع ‏تمزق فيها العائلات التي ستكون هي أحوج ما ‏تكون الى من يعيلها عندما تعود الى شمال غزة. لذلك المسألة ‏هي ليست مسألة فقط ‏تبادل أسرى بأسرى حتى يثار هذا الغبار، المسألة موقف المقاومة اليوم في غزة عندما ‏تصر ‏على وقف نهائي للعدوان هو الموقف الإنساني، الأخلاقي، الجهادي، الرفيع والشريف ‏والصحيح ‌‏100% ونحن معها في هذا الموقف. ‏
من الممكن أن هناك الكثير حتى في لبنان او في غير لبنان، يا أخي نريد وقف إطلاق نار ولو ‏كان مؤقتاً من ‏اجل ان "نأخذ نفس" أيضاً. المسألة هنا ليست مسألة ان أخذ نفس بضعة ‏أيام، المسألة هي ان ينتهي هذا ‏العدوان وهذا القتل وهذه المجازر، وهذا الهدف سيتم ‏الوصول اليه ان شاء الله. ‏
لذلك نحن ايضاً نؤكد من جبهتنا اللبنانية المساندة، وقوفنا الى جانب اخوتنا في المقاومة ‏الفلسطينية مع كل ‏فصائل مقاومة، مع كل شعب غزة واهل غزة وبالخصوص مع قيادة ‏حماس التي تفاوض بالنيابة عن ‏الجميع ونقول لهم: هذه الشروط محقة وطبيعية وانسانية، ‏والقرار لكم انتم الذين تقدرون، جبهات المساندة ‏سوف تبقى في موقع المساندة أيا تكن ‏التبعات والتضحيات والوقت الذي سيأخذه هذا الأمر. ‏
طبعا للتأكيد على النفاق الامريكي يجب ان نلفت الى لعبة المساعدات من السماء والميناء ‏البحري، طبعاً ‏الميناء البحري لاحقاً من الممكن ان تظهر أهدافه، لكن من يصدق أن بايدن لا ‏يستطيع ان يوقف الحرب ‏على غزة؟ من؟. انا لا اعتقد أنه يوجد أحد على الكرة الارضية ‏يصدق ان بايدن لا يستطيع ان يوقف ‏الحرب على غزة. الآن "بشحطة قلم" تقف الذخائر ‏والقذائف والصواريخ لإسرائيل، تقف الحرب، لأنه لن ‏يبقى عنده قذائف ليضرب! لا على غزة ‏ولا على لبنان. "شحطة قلم" يستطيع أن يذهب الى مجلس الامن ‌‏(وينهي الأمر)، من يضع ‏الفيتو؟ ليس مطلوباً أن يصوت مع القرار، لكن أن لا يضع الفيتو. (في حال ‏صدور) قرار ‏دولي (عن مجلس الأمن) سوف يقف العالم كله بوجه اسرائيل ليفرض عليها ان توقف ‌‏الحرب. هذه قصة ان نرمي القليل من المواد الغذائية لنضحك على العالم، هذه بالحقيقة ‏ليس فقط نفاق ‏أمريكي، هذا غباء أمريكي، هذه إدارة غبية، غبية، غبية اذا كانت تتصور ‏أنها من خلال ارسال بعض ‏المواد الغذائية من الجو ستقنع الشعب الفلسطيني أو ستقنع ‏الشعوب العربية أو ستقنع أحرار العالم أو ستقنع ‏الذين يأخذون موقفاً في اميركا من ‏المسلمين والعرب والامريكيين من غير المسلمين، مسيحيين وغيرهم من ‏الذين يمتلكون ‏موقفاً من سياسة بايدن تجاه غزة، ان هذا سيغير لهم موقفهم، هذا غباء، المطلوب من ‏الادارة ‏الامريكية، وقف الحرب ووقف العدوان.‏
‏ كلمة أخيرة بالنسبة لجبهتنا وجبهات المساندة، طبعاً، جبهات المساندة مستمرة، كلها ‏تقوم بوظيفتها وبدورها ‏المطلوب منها.

جبهة اليمن ما شاء الله لم يتمكن الأمريكي ولا ‏الأساطيل الأمريكية ولا الطيران الأمريكي ‏ولا البريطاني ولا من لحق به الآن من بعض ‏الاوروبيين أيضاً، من أن يمنعوا الأخوة المجاهدين في اليمن ‏من مواصلة ضرب السفن ‏الإسرائيلية أو السفن المتوجهة الى فلسطين المحتلة بالرغم من الغارات اليومية ‏المتكررة ‏في أماكن عديدة في اليمن. ‏
هذا الموقف، هذا الاصرار الذي يحظى باحتضان شعبي هائل في اليمن، آثاره وبركاته ‏عظيمة جداً على ‏هذه المعركة، وبالخصوص على اقتصاد الكيان الاسرائيلي الذي بدأ يهتز ‏وبدأ يتأثر والكثير من ‏الاحصائيات والدراسات تؤكد ذلك.‏
المقاومة الاسلامية في العراق ومواصلة إرسال مسيرات وصواريخ باتجاه أهداف في ‏الكيان، أيضاً هذا أمر ‏متواصل. ‏
أصل الى جبهتنا اللبنانية، أريد ان اتكلم كلمتين، طبعاً في الجبهة اللبنانية خصوصاً في ‏الاسابيع الاخيرة ‏ازداد انفعال العدو وغضب المستوطنين، غضب المستوطنين، صراخهم ‏عالي، اليوم، خصوصاً في ‏الاسابيع الاخيرة بفعل تواصل وتصاعد عمليات المقاومة في ‏لبنان. هذه الجبهة تؤدي وظيفتها في الضغط ‏على العدو بشرياً ومادياً واقتصادياً، وتقوم ‏بدورها بالكامل في هذه المعركة. طبعاً نحن في لبنان يبقى عندنا ‏نقاشات وجدالات، وهذا ‏طبيعي، يعني نحن لا نستغرب هذا الموضوع، نتعاطى معه ايضاً أنه شيء طبيعي.‏
هناك شيء وزع في هذه الايام، انا اتمنى ان تأتوا بالنص الكامل، النص الكامل لسماحة ‏الإمام السيد موسى ‏الصدر اعاده الله بخير موجود في خطاب له يوم عاشوراء في كانون ‏الثاني 1975، طبعاً يتكلم عن معاناة ‏الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والقتال ‏الذي كان دائراً مع الاسرائيليين، ويشبّه ما يجري في ‏فلسطين بكربلاء الامام الحسين عليه ‏السلام، هذا من؟ سماحة الإمام السيد موسى الصدر وقتها. المقطع الذي ‏اريد ان اقرأه ‏طويل، وقتها لم يكن هناك إيران عام 75، ما كانت الجمهورية الاسلامية، كانت إيران الشاه ‌‏حليفة إسرائيل. لأن الآن ودائماً توجد نغمة "إيران قالت لهم افتحوا الجبهة" و"إيران تقول ‏لهم اقفلوا ‏الجبهة" و"إيران تقول لهم صعّدوا" وإيران تقول لهم... هذه ثقافتنا وهذا ديننا ‏وهذا انتماؤنا وهذا تاريخنا. ‏حسناً في عام 75 شاهدوا سماحة الامام السيد موسى الصدر ‏ماذا يقول؟ وعلى من يرد؟ على من يقول ما ‏علاقتنا بفلسطين؟ وما علاقتنا ‏بالفلسطينيين؟ وما علاقتنا بالشعب الفلسطيني؟ لأن وقتها، الجنوب في عام ‌‏75 كان ‏يقصف وتدمر البيوت ويهجر الناس. تتذكرون في السبعينات للذين عاشوا تلك الفترة. ‏الامام ‏الصدر يقول: "هذا قدرك، انت لا تعرف طول بالك، بيجي بقل لك الحق على ‏الفلسطينيين هم الذين ‏ورطوك أي فلسطينيين". يقول الإمام الصدر: "انا واجبي أن أموت ‏في سبيل القدس، وليس الفلسطيني، أنا ‏موسى الصدر، انا واجبي ان أموت في سبيل ‏القدس وليس الفلسطيني، انا مسؤوليتي ان أحمي الأرض ‏المقدسة ولو كنت لبنانياً، يكتر ‏خير الفلسطينيين الذين تحملوا المسؤوليات، هذا واجبنا، هذا واجب كل ‏مسلم، وواجب كل ‏مسيحي، وواجب كل انسان، انتم فكرتم انه نحن خدعنا بهذه الحدود التي وضعت (يقصد ‌‏الحدود بين لبنان وفلسطين) مصيرنا واحد، ديننا واحد، هدفنا واحد، معركتنا واحدة، ‏اسرائيل عدوتنا ايضاً ‏تماما كالجزار الذي يأخذ اليوم خروفاً والخرفان الاخرى سعيدة انه الحمد ‏لله لم يأت اليها لكنه غداً آت". ‏
هذا في عام 1975، ما كان في جمهورية اسلامية في ايران، هذا إمام المقاومة وإمام ‏الشيعة في لبنان، الآن ‏الذي يحاول ان يعطي الموضوع انه هذا موقف شيعي خاص، لا، ‏هذه ثقافتنا وهذا طريقنا. على كل، في ‏هذه الجبهة أو بين الحين والآخر وفي المدة الأخيرة، ‏في الأسابيع الاخيرة، اصبح هناك كلام كثير، يعني ‏كان في هجمة، أنا عادة اراقب كل وسائل ‏الإعلام، تصريحات الأحزاب والسياسيين، كتاب، مواقع تواصل، ‏عملوا هجمة مجددة للقول ‏إن كل ما تقومون به في الجبهة في الجنوب ليس له فائدة أو طائل. لم يفعل ‏شيء، لم ‏يقدم شيء، لم يؤخر شيء، لم يساعد بشيء لغزة، وواضح ان هذا المضمون معمم على ‏الجهات ‏المعروفة في لبنان، واشتغلوا عليها، وقاموا بمؤتمرات صحافية ومقابلات ‏تلفزيونية وكتبوا مقالات والى ‏اخره. طبعا، تعرفون رأيي الآن انه لا أريد ان اتكلم لأقنع ‏هؤلاء، هؤلاء لن يقنعوا اصلاً، لن يسمعوا، يعني ‏يمكن أن لا يعطوا وقتاً، لا أن يسمعوا ولا ‏أن يقرؤوا الذي أقوله أو يقوله أحد آخر مثلي، لكن إنما أقول ‏هذا باختصار مجدداً ليزداد ‏الذين آمنوا ايماناً، واذا يوجد أحد يتأثر ويتشوش بالرأي العام من هذا السيل من ‏التضليل ‏نكون قمنا بواجبنا، أن نبين له ونوضح له بالدليل والمنطق والأرقام. ان ما يقال هو تضليل ‏وخداع ‏وليس صحيحاً على الإطلاق.

‌‌‎من أين أريد أن أنطلق، أنا أريد أن أقول ليت هؤلاء وغيرهم يسمعون للمسؤولين ‏الإسرائيليين ‏ونرى ‏المسؤولين الاسرائيليين سواء كانوا وزراء أو جنرالات أو جنرالات سابقين ‏أو رؤساء ‏وزراء سابقين أو ‏رؤساء أحزاب، محللين أو مراقبين، ماذا يقولون عما يجري في ‏هذه المعركة ‏وعما يجري خصوصًا في ‏الجبهة الشمالية. أصلًا هؤلاء الذين تحدثوا خلال هذه ‏الفترة، أنا متأكد ‏هم لم يقرأوا ولم يسمعوا ولم يدرسوا ‏ولم يناقشوا، هم أخذوا موقفاً ‏مسبقاً للتبخيس، ولذلك هم ‏قالوا الذي قالوه، أريد أن أخذ شواهد من ‏الإسرائيلي، أنا لن ‏أقول رأيي، بل سأقول ما يقول ‏الإسرائيلي وطبعًا نحن نتابعه، في الجبهة الشمالية، ‏واضح ‏أن كل إسرائيل وإعلام إسرائيل ‏يعرف، وكذلك وسائل الإعلام في المنطقة، أنه هناك تكتم ‏شديد على الخسائر ‏البشرية والمادية ‏في الجبهة الشمالية. كم شاهدتم دبابات؟ هل اعترف ‏بدبابة دمرت؟ كم رأيتم آليات، قتلى، ‌‏جرحى، حتى الآن هو يتحدث عن 8، 9، 10، قتلى، ‏طبعًا يتحدث عن المدنيين أما عن العسكر ‏أبدًا أنه منذ ‏الخمسة أشهر لليوم لا يوجد جندي ‏قُتل ولا جندي جرح، طبعًا هذا بسبب التكتم، لكن ‏في كلام للأمير عليه ‏السلام يقول ‏مضمونه : ما أخفى الإنسان من شيء إلا وظهر في فلتات ‏لسانه وصفحات وجهه". في ‏الأسبوعين ‏اللذين مضيا، طبعًا وزير الحرب الإسرائيلي يريد تبريراً ‏عن سبب حاجته لعسكر من ‏جديد، يريد احتياط ‏وتجنيد. رئيس الأركان كذلك الأمر، سبحان الله ‏استخدم الاثنان الجملة ‏نفسها، يمكن أن يكون هناك حرف ‏زيادة أو حرف ناقص، ولكن الجملة ‏نفسها، يقولها وزير ‏الحرب الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش في ‏مناسبتين مختلفتين: إن جنودنا ‏يقاتلون في ‏جبهة غزة وفي الجبهة الشمالية ويتكبدون أثمانًا باهظة. ‏بعض رؤساء الأحزاب في ‏لبنان ‏وغيرهم هل سمعوا هذا التصريح أو لم يسمعوه؟ لم يقل فقط عن ‏جبهة غزة، قال: إن ‌‏جنودنا يقاتلون في جبهة غزة وفي الجبهة الشمالية ويتكبدون أثمانًا باهظة، ويعترف بذلك. ‏
نأتي الآن للجيش الإسرائيلي، الجيش الإسرائيلي اليوم، جيش متعب، ‏جيش مستنزف في كل ‌‏الجبهات، نقدّم هذه الصورة قليلًا حتى ليس فقط كي نرى أنه هنا يوجد شهيد، ‏وهنا بيت ‏تدمّر ‏وهنا غارة وهناك جوع في غزة، هذا جزء من المشهد، دعونا نرى الجزء الثاني، أولًا ‌‏أعداد ‏القتلى والجرحى الإسرائيليين في الجيش الإسرائيلي عدد كبير جدًا وهناك إجماع ‏بالمستشفيات ‌‏وبالصحافة والإعلام الإسرائيلي أن الأعداد أكبر بكثير مما يعلنه الجيش ‏الإسرائيلي، أحدهم يقول ‏لك 3 ‏أضعاف وآخر يقول لك خمسة أضعاف. نأخذ شواهد، اليوم ‏يخرج رئيس الأركان أو وزير ‏الحرب يقول: ‏نحن مضطرون أن نجنّد، نريد 7500 ضابط جديد ‏ونريد 7000 جندي، هؤلاء ‏أتوا إلى الخدمة وليسوا ‏احتياط، ويصبحوا موظفين ثابتين، ‏ويخرج وزير المالية، راقبوا هنا ‏الوضع المالي والاقتصادي، يقول له: أنا ‏أستطيع خدمتك ‏ب2000، وأنا لست قادراً أن أؤمّن لك ‌‏14500، فإذا ما هذا الجيش الذي لا يقاتل جيوشاً ‌‏عربية؟ بل يقاتل في غزة فصائل مقاومة، ‏حماس والجهاد وبقية الفصائل، وفي لبنان حزب ‏الله والإخوان في ‏حركة أمل والجماعة ‏الإسلامية و كتائب القسام وسرايا القدس بين الحين ‏والآخر ‏مع مراعاة الحساسيّة اللبنانية، إخواننا ‏في الحزب القومي والسرايا إلى آخره، الناس ‏التي تقاتل في لبنان، هو ‏لا يقاتل جيوشاً، الجيش ‏الإسرائيلي العظيم بعد 5 أشهر لديه نقص ‏في الضبّاط، ونقص في الجنود، ويريد ‌‏7500 ضابط ‏و 7000 جندي، ويريد أيضًا تجنيد ‏الحريديم، هؤلاء الحريديم الذين هم متدينون، يهود شرقيين، ‌‏وهؤلاء يعتقدون أنّ دورهم ‏ووظيفتهم أن يقرأوا ويدرسوا التطورات لأنهم قاعدون ويأخذون ‏معاشاتهم من ‏الدولة، ولا ‏يذهبون إلى التجنيد، وهذه الصفقة وقعت في زمن بن غوريون وهذه ‏قصة طويلة، في هذا ‌‏التوقيت تعمل مشكلة كبيرة داخل مجتمع الكيان، ورأيتم عندما قال أنه يريد ‏أن يأتي ‏الحريديم إلى التجنيد ‏الإجباري، خرج الحاخام التابع لهم وقال: إذا أردتم أن تأخذوني إلى ‌‏التجنيد نحنا كلنا نرحل من إسرائيل. ‏ممتاز، وعظيم، هذه بشرى. أصلًا هذا هو مستقبل ‏إسرائيل ‏الذي قاله حاخام الحريديم، هذا هو مستقبل ‏إسرائيل، حقيقية أن الناس ستضب ‏حقائبها وترحل، ‏هذا المستقبل. وبعدها ماذا يقول لهم؟ إذا أخذتمونا إلى ‏التجنيد، نحن ‏نرحل، وهذه طائفة كبيرة ‏جدًا من اليهود، وأدى هذا الأمر إلى مشكلة وطنية طويلة ‏وعريضة، لماذا يضطر ‏وزير الحرب ‏لأن يفتح هذه المشكلة في هذا التوقيت؟ لأن لديه ‏مشكلة في العدد ومشكلة بالمقاتلين وعنده ‏مشكلة ‏بالجنود والضباط، يقول أنه إذا أتى ‏الحريديم إلى التجنيد يزيد عندي 105 كتائب، وهو يحتاج ‌‏إلى هذه الكتائب، وسأعود إلى ‏جبهة لبنان، تسمع الإعلام الإسرائيلي يقول لك هناك ثلاثة ألوية ‏تقاتل في خان ‏يونس، ‏أصبحت متعبة ومستنزفة ومرهقة ويجب أن تخرجوها من الميدان.

"جالس ‏نتنياهو ويعنتر" ‏يريد ‏الذهاب إلى رفح، فماذا يقول له رئيس الأركان؟ سنستدعي الإحتياط الذي ‏سرحّناه. ‏طبعًا هذه مشكلة كبيرة ‏في المجتمع الإسرائيلي العودة إلى استدعاء الإحتياط من جديد، ‌‏يريد الذهاب إلى رفح، مدينة أصغر من المدن ‏الأخرى التي دخلوا إليها، ومع ذلك يعتبر أن ‌‏الألوية الموجودة حاليًا غير مهيأة للدخول إلى رفح، هذا حال ‏الجيش الإسرائيلي، فعندما نأتي ‏إلى ‏الجبهة عندنا، يا إخوان هؤلاء القاعدون، مئة ألف جندي قاعدين، من ‏البحر إلى جبل ‏الشيخ على ‏الحدود ليلًا نهارًا، في الثلج ووالبرد والغابات ومضطرون أن يحرسوا كل ‏الحدود ‏وخلف ‏الخطوط خشية تسلل مجموعات من المقاومة من لبنان، هذا لا يشكل استنزافاً ‏لهذا الجيش؟ ليس ‏قادراً أن يسحب أحداً من هؤلاء ال 100 ألف، حتى أنه أتى بـ لواء غولاني ‏من غزة إلى ‏الشمال، إذا كان الذي ‏نفعله في الجنوب غير مفيد، يعني أن نتوقف عن القيام ‏به كما تطالبون ‏أنتم (أي المعارضين لفتح الجبهة) عندها سيكتفي العدو بالشرطة ‌‏والميليشيات في المستوطنات، ‏لأن كل سكان المستوطنات هؤلاء ميليشيات مسلحة، ‏ويأخذ العسكر ‏إلى غزة وليس مضطرًا أن ‏يفعل مشكلة مع الحريديم، وليس مضطرًا أن يأتي ‏بمتطوعين أو أن يستدعي الاحتياط من ‏جديد ‏ويفتح مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية ‏لمجتمعه، ولا أي شيء من هذا القبيل. فإذًا هو ‏يعترف ‏بالخسائر الباهظة في الجبهة ‏الشمالية دون أن يقدم أرقام، وهذا حقه. راقبوا هناك أشياء تكتيكية ‌‏تحصل اليوم في ‏جبهتنا، هو حقه أن يتكتم ونحن حقنا أن نتكتم، يعني مثلا عندما يضرب أمس ‏أو أول أمس، ‌‏مبنى قريبا من بعلبك، يخرج الإعلام الإسرائيلي ويقول: هذا المبنى تابع للقوة ‏الجوية، ‏وكان عندهم ‏طيارات نوعية، وكان عندهم سلاح، وكان عندهم مستودع، ودمرناه ‏ومحوناه، ‏وهو فرح بنفسه كثيرًا وأنا ‏أسكت، يعني هل من اللازم أن أخرج للتأكيد أنه صحيح أو ‏غير ‏صحيح؟ من الطبيعي هذا جزء من ‏المعركة. الذي يفعله العدو عندما يتكتم صحيح ، وفيما ‌‏نتكتم عنه نحن أيضًا صحيح، وإن كنا نحن لا ‏نتكتم على شهدائنا، نزف شهدائنا ونقيم لهم ‌‏الأعراس ونفتخر بهم، ونعلنهم وعلى البث المباشر يوميًا، لكن هو ‏يخفي قتلاه، هذا عنوان ‏له ‏علاقة بواقع الجيش.‏
اليوم هذا الجيش الإسرائيلي مستنزف في غزة وفي الجبهة ‏الشمالية، يعني شمال ‏فلسطين، الجبهة ‏الجنوبية اللبنانية، وفي الضفة الغربية اضطر أن يرسل 24 كتيبة إلى ‌‏هناك، ولذلك رئيس وزراء ‏العدو السابق لابيد ماذا يقول للذين يريدون شن حرب على لبنان؟ ‏يقول أنه إذا ‏فتخنا حرباً على ‏لبنان ليس لدينا العديد الكافي لفتح الحرب مع لبنان، هذه من ‏نتائج طوفان الأقصى، وهذه ‏أيضًا ‏من نتائج الجبهة الشمالية، الجبهة اللبنانية، ليبرمان ماذا ‏يقول؟ ليبرمان وزير حرب سابق وزير ‏المالية ‏السابق رئيس حزب ورئيس كتلة نيابية في ‏الكنيست الإسرائيلي كل يوم ‏يتحدث، لقد ‏خسرنا الشمال. مسؤولون كبار بالكيان ماذا ‏يقولون؟ لأوّل مرة من سنة 1948 إسرائيل تقيم ‏حزامًا ‏أمنيًا داخل فلسطين المحتلة، هم ‏يقولون داخل إسرائيل، "طول عمره" الحزام الأمني داخل ‏الأراضي اللبنانية، أما اليوم ‏داخل ‏الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم تجرؤ حتى الآن أن تتقدم ‏بريًا خطوة واحدة إلى الأمام، ‏حتى الآن، ‏المسؤولون الإسرائيليون ماذا يقولون؟ حزب الله دون ‏أن يخطوا خطوة إلى داخل ‏فلسطين المحتلة قام ‏بتهجير 100 ألف و230 ألف وباتوا مهجرين، ‏قرابة 5 أشهر وما زال ‏الأفق غير واضح لست أنا من يقول ‏بل هم، الإسرائيليون هم يتحدثون ‏عن الكوارث ‏الاقتصادية في الشمال. الآن يخرج أحد ويقول لي يا سيد ‏نحن لدينا خسائر ‏بالجنوب. ‏صحيح، لدينا بيوت تهدم وحقول احترقت، لكن الخسائر الاقتصادية عندنا ‏لا تقاس لأنه ‌‏عندنا في المنطقة الأمامية من غير شر هي منطقة كانت مهملة من الدولة، ليس لدينا ‏سياحة كما ‏هو موجود في ‏جبل الشيخ وجبل حرامون، وليس لدينا مصانع، ولا حتى مشاريع ‏زراعية ‏ضخمة، ولا مؤسسات ضخمة، ولا ‏مصانع ضخمة، لدينا هذه البيوت وجهد الفلاحين ‌‏والمزارعين من أهل الجنوب وأهل القرى ‏الأمامية. أغلب المنطقة الأمامية بالأعم الأغلب ‏هكذا، ‏لكن في شمال فلسطين المحتلة هذا جزء أساسي ‏وجوهري من اقتصاد الكيان، من ‏إنتاجهم ‏الزراعي والصناعي، والسياحة، والتمويل، وهذا له تأثير كبير على ‏اقتصاد العدو، ‏ونكتفي بهذا ‏القدر، كي أقول من يريد أن يقيّم ما تقوم به المقاومة في الجبهة اللبنانية، ‏طبعًا ‏إضافة إلى نتائج ‏أخرى ذكرناها سابقًا ولكن الآن أحببت أن أتحدث عن أرقام لأنه من ‏جملة النتائج الأخرى ‏للجبهة ‏اللبنانية هي ردع العدو عن الذهاب إلى حرب مع لبنان، ردع ‏العدو حتى الآن عن الذهاب إلى ‏حرب ‏مع لبنان والكثير منهم متخوّفون ومتهيّبون ويفهمون ‏حتى الآن ماذا استفادت المقاومة، وما ‏الذي تخفيه وما ‏زالت للمواجهة الكبرى

الرّهان أيها ‏الأخوة والأخوات يعني آخر شيء إلى أين؟ ‏هذه غزة تقاوم وتقاتل ‏وتصمد، وشعبها يتحمل. ‏هذا الجنوب اللبناني، جبهته مفتوحة وشهداء من ‏فصائل المقاومة ومن الناس ومن ‌‏المدنيين وبيوت تهدّم والغارات وصلت إلى البقاع. هذا اليمن ‏يتحمل تبعات هذه الحرب، ‏تبعات كبيرة ‏وخطيرة جدًا، هذه المقاومة في العراق، إيران وسوريا ‏تتعرضان لضغوط هائلة، ‏الخيار الطبيعي والمنطقي ‏في المعارك من هذا النوع هو عض أصابع، ‏الغلبة، النصر، ‏والظفر لمن يصبر ولمن يصمد ولمن يتحمّل.‏
أنا أقول لكم، يحتاج الأمر إلى بعض الوقت، مجتمع هذا العدو، فمن الآن بدأت ظواهر ‏التعب ‏عليه، تحدثت ‏قبل قليل عن الجيش، إذا جيشه تعب بهذا المستوى من التعب، ‏مجتمعه واقتصاده ‏تعب، وسياسيوه تعبوا، ‏والمشكل الداخلي كبير، ما ستؤول إليه ‏الأوضاع في هذا الكيان، المزيد ‏من الصبر والمزيد من مواصلة ‏العمل، والمزيد من الثبات، ‏المزيد من الصمود، سيفرض على ‏العدو في نهاية المطاف أن يوقف عدوانه ‏وأن يهزم وأن ‏يعترف بفشله، ومع ذلك قبله وبعده ‏ومعه العون الإلهي، واللطف الإلهي، والرحمة ‏الإلهية، الله ‏سبحانه وتعالى بالوعد القرآني ‏وبتجارب التاريخ مع الأنبياء وأيضًا بتجربتنا، لا ‏يترك عباده المخلصين ‏المجاهدين المضحين ‏الصابرين الثابتين المتوكلين المحتسبين، يجعل ‏لهم مخرجًا ويرزقهم من حيث لا ‏يحتسبوا. هو ‏يقدّر الأمور بقدر، ولكن الله غالبٌ على أمره. ‏الله سبحانه وتعالى هو الذي يفتح هذه الأبواب ‌‏عندما ستكون حكمته تقتضي أن يفتح هذا ‏الباب، حتى ذلك الحين، نحن وظيفتنا جميعًا مسؤوليتنا ‏جميعا، ‏المثابرة، الصمود، محور ‏المقاومة وفصائل المقاومة في موقع القوة. العدو في موضع ‏الضعف. طبعًا حتى ‌‏الأميركي اليوم ما يقوم به كثير ممن يتظاهرون في أمريكا طبعًا يجب أن ‏يوجه لهم الشكر ‏والتحية، والذين ‏أعلنوا أنهم سواء كانوا عرباً أو مسلمين أو غير مسلمين من بقيّة ‏الأحرار ‏الأمريكيين، مسيحيين وغيرهم في ‏الحزب الديمقراطي الذي كتب لبايدن أنه غير ملتزم ‌‏بانتخابك هؤلاء مؤثّرون جدًا الآن في هذه المرحلة.‏
هذه أهم نقطة ضغط اليوم على إدارة بايدن، هو ليس خائفاً من العالم ولا من المجتمع ‏الدولي ولا ‏من الله ولا ‏التاريخ ولا من شيء، بايدن الآن خائف من قضية واحدة، أنّ سياسته ‏وأداؤه في غزة ‏يؤدي إلى سقوطه في ‏الإنتخابات الرئاسية، ولذلك هو جالس و"يخبّط" ‏وينافق ويلعب، في حال ‏استمر هذا الموقف الضاغط ‏والمعارض داخل الولايات المتحدة ‏الأمريكية أيضًا هذا يمكن أن ‏يفتح بابًا للأمل، طبعًا مواقف الدول التي ‏قاطعت اسرائيل ‏وأدانت إسرائيل واتهمتها بالإبادة، مثل ‏البرازيل وفنزويلا وكوبا وجنوب أفريقيا وكلّها ‌‏مواقف مشكورة وأيضًا تساعد في إضافة الضغط ‏على إسرائيل، ولكن في نهاية المطاف ‏الموقف الأمريكي ‏هو الموقف الحاسم.‏
‏ أيّها الأخوة والأخوات أيها الكرام في هذا الشهر المبارك إن شاء الله نحن وأنتم نتزود من ‏كتابه، ‏من ‏روحانيته، من الدعاء، من الصلاة، من الصيام، من التبتّل، من التوسّل، من ‏الوقوف بين يدي ‏الله سبحانه وتعالى ‏لنستعين بها على أنفسنا الأمّارة بالسوء على شياطين ‏الجن والإنس وعلى ‏معركتنا القائمة نقاتل ونقرأ الدعاء، ‏نقاتل ونصوم ونصلّي ونقرأ القرآن، ‏ونسأل الله سبحانه ‏وتعالى أن يجعل فرجه لأهل غزة، لأهلنا في فلسطين، ‏لشعوب ‏منطقتنا، لأحبائنا هنا في لبنان، ‏للنازحين، للصامدين، للعائلات التي تأثّرت من جرّاء هذه ‏المعركة وهي ‏ثابتة وصامدة ومشكورة ‏أن يعجّل الفرج، إن شاء الله فرج النصر وفرج الخلاص ‏من هذا العدوان ومن هذا ‏العدو ‏المتوحّش والهمجي والمفتضح، وفقكم الله وتقبّل الله ‏تعالى منكم والسلام عليكم ورحمة الله ‏وبركاته