مذ خلق الله الحبّ أدركنا شيئًا من الجنّة، فصارت دار الحبيب وقربه جنّة وفراقهُ أشبه بالجحيم ..
ولمّا أراد الله أن يُذيقنا رحمته الواسعة ويظهرها على الدنيا، خلق لنا الحسين (ع) ..
من جناح فطرسٍ المكسور تجلّت أولى صور الرحمة، وفي كل محطّة كان تظهر بين ضحكة ودمعة. فهذا رسول الله لا يُطيق فراقه، وهذا عقيلٌ ينال محبّة آخرى لأن ولده يُقتل في محبة الحسين. وفي مكّة عند اجتماع القلوب والأجساد حول بيت الله، كان يكفي أن يرى وجه الحسين (ع) ليسكن حبّه في الفؤاد ويجعله حيّا لا يُطيق الإبتعاد عنه ..
لقد جعل الله من الحسين (ع) وسيلةً لصفاء القلب وإحياء ما أماتته الدنيا فيه ..
نحن لم نرَ الحسين (ع) ولم نسمع صوته، لكنّ هذا العشق اللاهب في القلوب دليلُ شمولنا بالرحمة الواسعة. دليلٌ على أنّ حب الحسين يحتاج أن تشعره بقلبك وتتلمس آثاره لتغدو مثل عابسٍ أعقل العشاق جنونا .
{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} فكيف لو كان الماء دمعٌ على الحُسين (ع) وكان هو مظهر رحمة الله الواسعة.
ضيوف الحلقة
الشيخ شفيق جرادي
الدكتور محمد عليق
السيد الدكتور حسين ابراهيم
السيد علي عباس الموسوي
الشيخ أمين ترمس