حكايا الصمود - جبل عامل الأولى.. حيث المقاومة تصنع الحياة

  • شارك
  • تاريخ الحلقة
    2025-03-12
  • التقييم
  • موضوع الحلقة
    في الجنوب اللبناني، حيث تمتد القرى على كتف الحدود، لم تكن المعركة مع العدو الإسرائيلي مجرد جبهة نار، بل كانت مواجهة بين إرادة الحياة ومشروع الموت. أهل جبل عامل الأولى كتبوا بدمائهم وصبرهم فصولًا جديدة من هذه المواجهة. هناك، لم يكن النزوح خيارًا سهلاً، بل اضطرارًا قاسيًا، ومع ذلك ظلّت القلوب معلّقة بالأرض، لتعود إليها مع أول فرصة رغم الدمار الشامل.
    وهنا يبرز الدور الأساسي للأستاذ علي الزين، مدير العمل البلدي لحزب الله في جبل عامل الأولى، الذي رافق الناس في تفاصيل حياتهم اليومية قبل العدوان وبعده، وللنائب حسن عزالدين، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، الذي كان بين الناس في الميدان، داعمًا لصمودهم، وناقلًا صوتهم وقضاياهم.
    الصمود الشعبي... حين يصبح القرار حياة
    لم تكن العودة إلى القرى المدمّرة مجرّد استعادة لما كان، بل كانت إعلانًا جديدًا بأن هذه الأرض لا تُترك. كثيرون عادوا ليجدوا بيوتهم وقد صارت ركامًا، لكنهم نصبوا الخيام فوق الأنقاض ليقولوا: نبقى هنا، ولو بلا سقف. إنها مقاومة لا تُقاس بالبندقية فقط، بل بقدرة الناس على مواجهة الحياة اليومية بكل تحدياتها بعد العدوان.
    عناصر الدفاع المدني... جنود الإنسانية في خطوط النار
    حين كان العدوان يشتد، كان رجال الهيئة الصحية الإسلامية في الصفوف الأولى، يواجهون القصف والحرائق. لم يعرفوا الراحة لأكثر من عام، من معركة جبهة الإسناد وحتى ما بعد وقف إطلاق النار. أطفأوا الحرائق التي أكلت الحقول والمنازل، فتحوا الطرقات تحت نيران القصف، أنقذوا الجرحى من تحت الأنقاض، وانتشلوا جثامين الشهداء رغم أن العدو كان يستهدفهم بشكل مباشر. شهاداتهم كانت درسًا في معنى الإنسانية المرتبطة بثقافة المقاومة.
    الفن... ريشة تقاوم وتُخلّد الذاكرة
    في مشهد الصمود هذا، لا تكتمل الحكاية من دون الفن. فكما في الميدان هناك من يحمل السلاح، هناك من يحمل الريشة ليصوّر وجوه الشهداء، والقرى التي بقيت شامخة. الفنان محمد الحكيم واحدٌ من هؤلاء، يرى أن "الفن هو مقاومة بحدّ ذاته"، وأن اللوحة يمكنها أن توثّق للتاريخ ما قد تعجز الكاميرا عن التقاطه. حين يرسم محمد وجوه القادة الشهداء، هو يُعيد إحياءهم في ذاكرة الناس، ليبقوا حاضرِين في الوجدان كما كانوا في الميدان.
    أبو أحمد من عيتا الشعب... رجل عادي بحجم الوطن
    من بين هذه الحكايات التي لا تُنسى، حكاية أبو أحمد من بلدة عيتا الشعب. رجلٌ قرّر أن يبقى في بلدته رغم قصفها العنيف خلال معركة جبهة الإسناد. رفض المغادرة حتى اللحظة الأخيرة، وعندما اضطر للخروج، عاد مع أول أيام الهدنة ليجد منزله ركامًا. لم ينتظر أحدًا ليعيد بناء بيته، بل نصب خيمة فوق الأنقاض ليقول "هذه أرضي، ولن أتركها". قصته تختصر كل معاني الانتماء والصمود، حيث تتحوّل الأرض من مجرد مساحة سكن إلى جزء من الكرامة الشخصية.
    المقاومة: حياةٌ تُبنى على الألم والأمل
    من جبل عامل الأولى، تخرج المقاومة بأبهى صورها: شعبٌ يحيا رغم القتل، يبني رغم الدمار، ويُبدع رغم الألم. المقاومة هنا ليست فقط قتالًا في الميدان، بل قدرة على تحويل الحزن إلى قوة، والخسارة إلى مشروع حياة. وما بين مَن يقاتل، ومن يُسعف، ومن يرسم، تتجدد هذه الأرض وتنهض، لتقول للعالم: هنا شعب لا يُهزم، وهنا تبدأ الحياة رغم كل شيء.
  • ضيوف الحلقة
    النائب حسن عزالدين - عضو كتلة الوفاء للمقاومة
    الحاج علي الزين - مدير العمل البلدي لحزب الله في جبل عامل الأولى